نشرت مجلة "تايم" الاميركية اليوم الجمعة تقريراً عن الكشف عن وثائق تصف فيها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كيف تعرضت للخداع في ما يتعلق باسلحة دمار شامل عراقية. وهنا نص التقرير: "الآن بعد أن أصبحنا خارج العراق، فإن وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي إي إيه" قد كشفت عن كيفية تعرضها للخداع بخصوص أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين. وقد تحرى قانون حرية المعلومات ارشيف الامن القومي والتمس وحصل على ما يعادل "اكل الكلب فرضي المدرسي" من "سي اي اي" (تقنيا، حصل أرشيف الأمن القومي على هذه الوثيقة بناء على طلبِ مراجعةٍ إجبارية لازالة السرية قدمه عام 2006، كان من الممكن أن يكون اسرع ( فالأمر تطلب ست سنوات) من طلب قانون حرية المعلومات، أذا كان لدى طالبها تفاصيل محددة حول وثيقة معينة. والمحصلة من وجهة نظر "سي إي إيه": اعتاد صدام حسين الكذب بشأن حيازة أسلحة دمار شامل، ولذلك اعتقدنا أنه لا يزال يمتلكها. وللأسف، فان الولاياتالمتحدة ذهبت إلى حرب مستندة لدرجة كبيرة على معلومات استخبارية زائفة. وقتل اربعة آلاف واربع مائة وست وثمانون جنديا اميركا و318 من جنود التحالف وآلاف لا تحصى من العراقيين في الصراع الذي أعقب ذلك. وبينما تم حجب الكثير من تفسير "سي اي ايه"، فان هذه الفقرات الناجية ظلت بارزة: - عندما ثبت أن مفتشي الأممالمتحدة ووكالة الطاقة الذرية اكثر تدخلا مما كان متوقعا، يبدو أن القيادة العراقية شعرت بالذعر واتخذت قرارا مصيريا بأن تدمر سرا الكثير من المواد المتبقية غير المعلن عنها والتخلص من الادلة. - خطوات خرقاء وان كانت حقيقية نحو الشفافية- تغييرات مهمة في نمط "الخداع والتراجع"- لم تذهب فقط دون رصدها وانما بدا عوضا عن ذلك بانها تؤكد ان العراق يمكن ان يخفي ادلة حول برامج محظورة. - إننا نحكم الآن بأن العراقيين خافوا من ان (صهر صدام وخبير الاسلحة العراقي حسين كامل حسن المجيد)- رمز بارز في أسلحة الدمار الشامل العراقية ونشاطات (الانكار والخداع)- سيكشف مزيدا من المعلومات السرية. قرر العراق أن خداعا إضافيا واسع الانتشار ومحاولات للتمسك ببرامج واسعة لأسلحة الدمار الشامل في ظل عقوبات الأممالمتحدة لا يمكن تحقيقها وغير من وجهته الاستراتيجية عن طريق تبني سياسة الكشف وتحسين التعاون. - لقد جعل نمط "الخداع والتراجع" العراقي الراسخ من الصعب على مفتشي الأممالمتحدة والمحللين الغربيين قبول تأكيدات عراقية جديدة بقيمتها الظاهرية. - أحد العوائق في التحليل الاستخباري هو إنه عندما يثبت أن طرفا كان مخادعا ناجعا، فان هذه المعرفة تصبح عاملا ثقيلا في حسابات المراقب المحلل. ووصف توم بلانتون، مدير مؤسسة أرشيف الأمن القومي غير الربحية، الوثيقة بأنها "خطأ لافت من سي إي إيه" يضيف إلى ذلك فقط: "أفدح أخطائي"