الظهير الصحرواى للمدن سببإدخال المتفجرات إلى قلب القاهرة نبيل نعيم ل"المشهد": "عين شمس والألف مسكن وعشوائيات القاهرة أبرز أماكن التخزين" تسببت العمليات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها القاهرة، فى حالة واسعة من التساؤلات حول كيفية إدخال كل هذه الأطنان من المواد المتفجرة إلى قلب القاهرة، ففى حين تحدث البعض عن أن الظهير الصحرواى للعديد من المحافظات سببا رئيسيا فى إدخال تلك المواد، قال أخرون أن معظم تلك المواد تم تخزينها فى القاهرة وقتما كانت البلاد تشهد انفلاتا أمنيا إبان ثورة يناير 2011، فضلا عن المواد التى تم تخزينها وقتما كانت البلاد خاضعة لحكم الإخوان. وفى كل الأحوال فإن إدخال مواد متفجرة إلى قلب القاهرة يعتبر اختراقا أمنيا كبيرا، لابد من معالجته تفاديا لمزيد من العمليات، الإرهابية، فيما حذر خبراء أمنيون من المناطق العشوائية وقالوا إنها سبب رئيسي فى تصنيع المواد المتفجرة، وتخزينها، كونها بعيدة عن أعين قوات الأمن. وكشف مصدر أمنى أن وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار قرر تشكيل فريق أمنى تحت إشرافه، لتحديد المتورطين فى عملية استهداف مبنى الأمن الوطنى فى منطقة شبرا الخيمة الخميس الماضى، وقال مصدر أمنى إن العملية نفذتها "خلية تكفيرية" تابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، تلقت تمويلا من سيناء. كما أوضحت التحقيقات تورط اثنين من منفذى حادث القنصلية الإيطالية الذى وقع يوليو الماضى، فى الحادث، وأن السيارة المفخخة التى استخدمت فى العملية تم إعدادها فى إحدى ورش تصليح السيارات الموجودة فى شبرا الخيمة. القيادى السابق فى تنظيم الجهاد، صبرة القاسمى، لفت إلى أن الظهير الصحراوى للعديد من المدن هى التى تُسهل عمليات إدخال المواد المتفجرة إلى قلب القاهرة، حيث أشار فى تصريحات ل"المشهد" إلى أن الظهير الصحراوى لمدينة 6 أكتوبر ومحافظة البحيرة ومرسى مطروح هى التى تسهل عملية إدخال المواد المتفجرة. وقال القاسمى الذى قاد العناصر الجهادية تسعينيات القرن الماضى، ويعتبر أحد أبرز الباحثين حاليا فى الجماعات الأصولية، إن الجبهتين الغربية والجنوبية، لا تزال تشهد عمليات اختراق من قبل جماعات تهريب المواد المتفجرة، وأوضح أنه ليس من الضرورى إدخال المواد المتفجرة التى استخدمت فى عمليات اغتيال النائب العام أو عملية استهداف مبانى مديريات أمن (القاهرة – الدقهلية – مبنى أمن الدولة فى شبرا الخيمة)، لأنه قد تكون تلك المواد تم تخزينها منذ فترة الانفلات الأمنى إبان ثورة يناير 2011، أو خلال فترة حكم الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسى. وتابع القاسمى، إن وسائل التواصل الحديثة مكنت العديد من العناصر المستعدة لتبنى الفكر المتطرف، من معرفة تصنيع القنايل وتجميعها، خاصة أنه يتم تصنيعها من مواد متاحة فى الأسواق، مثل (الأسمنت) وهو من مواد البناء، أو من مواد النترات والبوتاسيوم والصوديوم، فضلا عن توصيلات الدوائر الكهربائية باتت سهلة بسبب مقاطع الفيديو التى تبين كيفية صناعة الدوائر الكهربائية الخاصة بالقنابل. وشدد القاسمى على أنه تم خلال الفترة الماضية رصد قيام بعض العناصر بالتوجه إلى الصحراء الغربية، والبحث عن الألغام الأرضية، ومخلفات الحرب العالمية الثانية، والقيام بتفكيكها للحصول على المواد المتفجرة. من جانبه، اتفق زعيم تنظيم الجهاد السابق، نبيل نعيم، مع القاسمى فيما ذكره، بأن فترة الانفلات الأمنى والفترة التى حكم فيها الإخوان هى التى شهدت إدخال أكبر قدر من المواد المتفجرة التى تستخدمها الجماعات الإرهابية، موضحا ل"المشهد" أن خلية مثل "عرب شركس" كانت تخزن نحو 2 طن من المتفجرات، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من زمن الإخوان (القاهرةوسيناء قطاع غزة) (ليبيا وتركيا). وأوضح زعيم تنظيم الجهاد، أن معظم المواد المتفجرة التى تستخدم فى العمليات الأخيرة، مصنعة من المواد محلية الصنع، المتوفرة فى الأسواق بينها مواد خاصة بالأسمدة الزراعية، وأخرى من النترات الصوديوم والبوتاسيوم، لافتا إلى أن تنظيم "الإخوان" ينتشر فى الكثير من مناطق الجمهورية، خاصة فى مناطق شبرا الخيمة، وعين شمس والألف مسكن. كانت "المشهد" قد علمت تفاصيل استهداف الجيش لأربع سيارات مقبلة من صحراء سيوة، حيث كانت تحمل مواد متفجرة من نوعية (C4) فضلا عن ألغام أرضية، وقذائف وصواريخ قريبة المدى تستخدم فى استهداف الدبابات والمدرعات، إلى جانب كميات كبيرة من الأسلحة، وذلك لاستخدامها فى تمويل عناصر الجماعات الإرهابية فى سيناء. وقررت القوات المسلحة بالتنسيق مع قوات الشرطة المدنية، زيادة قوات حرس الحدود على الجانب الغربى للبلاد، بالاضافة إلى غطاء جوى على مدار الساعة للتأمين الحدود وتشديد الإجراءات الأمنية على المنافذ المؤدية إلى القاهرة من سيوة ومطروح لمنع هروب أى عناصر إرهابية قادمة من ليبيا، مع تشديد فحص العناصر العائدة من ليبيا. وقال خبراء فى الحركات الأصولية، إن هشام عشماوى الضابط المفصول من الجيش، زعيم تنظيم "المرابطون الجدد" الذى بايع تنظيم "القاعدة" على صلة كبيرة بعناصر "أنصار الشريعة" داخل ليبيا، ربما يكون وراء محاولات فتح الجبهة الغربية.