عاش محتفظا بروح الهواية واحترام قيمة الوقت مع الاحتفاظ بحب الآخرين واحترامهم مسيرته الإبداعية ثرية بالأعمال الخالدة المتميزة في السينما والمسرح والتليفزيون إيمانه بأهمية الفن لخدمة المجتمع كان سبيله الوحيد إلي تقديم أعمال فنية خالدة في وجدان المشاهد العربي الفنان القدير رشوان توفيق فنان صوفي حقا وهو نموذج مشرف للفنان العربي الذي يحافظ علي شرف وآداب المهنة ويلتزم بكل التقاليد الفنية، وهو برغم موهبته المؤكدة وخبراته المتعددة وأدواره المتميزة مازال يتعامل بروح الهاوي العاشق، ويحرص علي الالتزام بجميع توجيهات المخرجين الذين يتعامل معهم حتي ولو كانوا أصغر سنا وأقل خبرة. وخلال مسيرته الفنية الثرية كان دائم الحرص علي عدم المشاركة إلا بتلك الأعمال التي تتسم بخطابها الدرامي الجاد والراقي، ذلك الخطاب الذي يدعو إلي ضرورة التمسك بالقيم الأخلاقية والمثل العليا، فهو يؤمن ومنذ بداياته الفنية بضرورة مشاركة جميع الفنون بدورها المنشود في خدمة المجتمعات والارتقاء بالمستوي الفكري والأخلاقي لأفرادها. والفنان رشوان توفيق محمد من مواليد 24 نوفمبر عام 1933 بحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، وقد بدأت هوايته لفن التمثيل من خلال مشاركته بحفلات التمثيل بمدرسة المبتديان الابتدائية، واستمر بعد ذلك في ممارسة هذه الهواية حتي المرحلة الثانوية، مما دفعه بعد ذلك للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، حيث حصل علي بكالوريوس قسم التمثيل والإخراج عام 1960. و قد بدأ الفنان رشوان توفيق حياته العملية مع بداية افتتاح التليفزيون المصري حيث تم تعيينه مديرا لأحد الإستديوهات ومساعدا للإخراج، وعند تأسيس فرق التليفزيون المسرحية عام 1961 تقدم للمشاركة بها وبعد اجتيازه للاختبار عين ممثلا بها، وقد أتيحت له فرصة المشاركة في بطولة مسرحية الافتتاح وهي مسرحية شيء في صدري من تأليف إحسان عبد القدوس وذلك أوائل عام 1962. وقد شارك بعد ذلك ومن خلال فرق التليفزيون ببطولة بعض المسرحيات الأخري ومن بينها: الشوارع الخلفية من تأليف عبد الرحمن الشرقاوي عام 1962، ثورة قرية من تأليف محمد التابعي عام 1962، بيت الفنانين من تأليف أحمد عثمان عام 1964، ومن المسرحيات الأخري التي شارك في بطولتها خلال تلك الفترة مسرحية قنديل أم هاشم رائعة الكاتب القديريحيي حقي والتي قدمتها فرقة المسرح الحديث بالمشاركة مع جمعية "أنصار التمثيل والسينما" عام 1965، حيث قام بتجسيد شخصية الدكتور إسماعيل. بعد ذلك انضم الفنان رشوان توفيق إلي فرقة "مسرح الحكيم" وشارك في عرضها الأول بجماليون من تأليف توفيق الحكيم عام 1964، حيث قام بتجسيد شخصية "ترسيس"، والراجل اللي ضحك علي الأبالسة من تأليف علي سالم عام 1966، جان دارك من تأليف الكاتب العالمي جان أنوي عام 1970، ياسلام سلم الحيطة بتتكلم من تأليف سعد الدين وهبة عام 1970، شمشون ودليلة من تأليف الكاتب الفلسطيني معين بسيسو عام 1971، والتي قام من خلالها بتجسيد شخصية القائد اليهودي "شمشون". وبعد حل فرقة "مسرح الحكيم" انضم إلي عضوية فرقة "المسرح الحديث" عام 1972 (والتي استأنفت نشاطها بعد توقف ثلاث سنوات)، وشارك في بطولة بعض مسرحياتها ومن بينها: نادي العباقرة من تأليف صلاح راتب عام 1973، رأس العش من تأليف سعد الدين وهبة عام 1974، نرجس عن نص المتوحشة لجان أنوي عام 1975، والتي جسد فيها شخصية الفتي الوسيم د. رأفت . وقد انتقل بعد ذلك وبالتحديد عام 1976 إلي عضوية فرقة "المسرح القومي" وشارك في بطولة بعض المسرحيات المهمة ومن بينها: رابعة العدوية عام 1979 من تأليف يسري الجندي، حيث قام بتجسيد شخصية "بهاء" زوج "رابعة"، الناس اللي في الثالث عام 2001 من تأليف أسامة أنور عكاشة، والتي قام من خلالها بتجسيد شخصية "عم مهيب" صديق الأسرة، هاملت عام 2003 من تأليف وليم شكسبير، والتي جسد من خلالها شخصية "بولوفيس" والد "أوفيليا". وللفنان رشوان توفيق تجربة متفردة بفرق القطاع الخاص وذلك بفرقة "النيل المسرحية" عام 1989 حينما شارك الفنان سمير غانم في بطولة مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص". هذا وتتضمن المسيرة المسرحية للفنان رشوان توفيق أيضا بعض المشاركات بالعمل في مجال الإخراج حيث عمل مساعدا للفنان القديرالسيد بدير أثناء إخراجه لأول عروض المسرح السحري عامي 1962، 1965، كما عمل مساعدا للمخرج الفنان جلال الشرقاوي أثناء إخراجه لعرض آه ياليل ياقمر لفرقة مسرح الحكيم عام 1967. وخلال هذه المسيرة المسرحية المتميزة تعامل الفنان رشوان توفيق مع نخبة من المخرجين المتميزين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومن بينهم الفنانين: نبيل الألفي، سعد أردش، أحمد عبد الحليم، محمود السباعي، نجيب سرور، كمال حسين، حسن عبد السلام، حسين كمال، شاكر عبد اللطيف، هاني مطاوع، محمد عمر، وقد شاركه في بطولة هذه الأعمال المهمة والمتميزة نخبة رائعة من كبار نجوم المسرح الذين يمثلون عدة أجيال ومن بينهم الأساتذة: نعيمة وصفي، ، سميحة أيوب، سهير البابلي، عايدة عبد العزيز، زهرة العلي، ليلي طاهر، عزيزة حلمي، تهاني راشد، سميرة محسن، مديحة حمدي، نوال أبو الفتوح، زوزو ماضي، وداد حمدي، حمدي غيث، شفيق نور الدين، عزت العلايلي، صلاح قابيل، يوسف شعبان، عبد الرحمن أبو زهرة، حسين الشربيني، حسن عابدين، فاروق الفيشاوي، عبد العزيز مخيون، رياض الخولي. والجدير بالذكر أن الفنان الكبيررشوان توفيق قد تفرغ تقريبا منذ ثمانينات القرن الماضي للعمل بالمسلسلات والسهرات الإذاعية والتلفزيونية، وأصبح من نجوم الشاشة الصغيرة بتجسيده لتلك الأدوار المتميزة والتي تتسم بالتنوع الكبير، حيث قدم عددا كبيرا من الأعمال الدينية المهمة ومن بينها: الإمام الشافعي، محمد رسول الله، علي هامش السيرة، إبراهيم الدسوقي، ابن عطاء السكندري، عمر بن عبد العزيز، كما قدم عددا من الأعمال الاجتماعية المهمة ومن بينها: الشهد والدموع، الشاهد الوحيد، صابر ياعم صابر، المرشدي عنتر، الضوء الشارد، في بيتنا رجل، الحب وأشياء أخري، النورس، أم كلثوم، الرجل الآخر، الليل وآخره، قانون المراغي،أحلام نبيلة، الأدهم، علي باب مصر. هذا وتشتمل قائمة أعماله الإبداعية أيضا بعض الأدوار السينمائية المتميزة ببعض الأفلام ومنها بينها: ثورة اليمن، جريمة في الحي الهادي، نادية، الجزاء، الملاعين، حواء علي الطريق، المرأة الأخري، حب المراهقات. وإذا كان الفنان رشوان توفيق قد عرف بثقافته الحقيقية والتزامه الديني - دون تعصب - وإجادته للغة العربية الفصحي وبصدق وحساسية أدائه فإن الحقيقة التي يجب تسجيلها أيضا في هذا الصدد هي إجماع كل من تعامل مع هذا الفنان القدير عن قرب بالتزامه الكبير واحترامه للجميع ولقيمة الوقت، وذلك مع تواضعه الشديد ودماثة خلقه وعطائه المستمر ومساندته للأجيال الشابة. وكان من المنطقي أن يتم تتويج هذه المسيرة الفنية للفنان رشوان توفيق والحافلة بالعديد من الأعمال المتميزة بحصوله علي بعض الجوائز ومظاهر التكريم حيث تم تكريمه بكثير من المهرجانات المسرحية بمصر وبعض الدول العربية ومن بينها علي سبيل المثال تكريمه بالدورة الثانية لمهرجان "المسرح العربي" بالقاهرة عام 2002، وببعض المهرجانات السينمائية بمصر وبعض الدول العربية الشقيقة، كما تم تكريمه من خلال الدورة الثالثة عشرة لمهرجان "القاهرة للإعلام العربي" عام 2007، وأخيرا بقيام المركز القومي للمسرح بتصوير فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية وأهم مساهماته.