تعود للسينما بفيلم جديد عليك ومع منتج تعمل معه لأول مرة. كيف تقيم هذه التجربة؟ - كريم السبكي منتج شاب تخرج من الجامعة الامريكية لديه قدرة علمية مميزة ولديه فهم للسينما ويفهم جيدا في جودة النتائج التي يشاهدها الجمهور ووالده احمد السبكي اصبح عنده رصيد كبير من الخبرات خاصة وانه يحب التواجد دائما في مطبخ العمل وهو اخذها هواية وحقيقة انا لم ار شيئا سيئا في العمل معهم وعندما عرض علي الفيلم وافقت لأنه فيلم جيد والدور فيه جيد. بعض المنتجين يدخلون في العمل ويطالبون بإنهاء العمل بسرعة؟ - كمال الشيخ وبركات كانت افلامهما لايقل العمل فيها عن 4 اسابيع والمخرج هو الوحيد الذي يتحكم في ايقاع العمل فاذا كان المنتج يتدخل في العمل ويأمر المخرج بأشياء معينة لابد ان يكون لدي المخرج كرامة ويترك العمل وهذا يصبح سوء تقدير من المخرج من البداية لأنه قبل التعاقد مع هذا المنتج. ولكن متعارف ان السبكية يتبعون هذا الاسلوب وبالرغم من ذلك عملت معهم. خاصة المخرج احمد البدري المشهور بذلك؟ - السينما لها ركائز معينة منها العمال والفنيون والممثلون والمخرج وغيرهم من عناصر العمل واذا اصر المنتج علي ذلك تري هؤلاء جميعا يشعرون ان الفيلم "مقلوب"وهو ماسيرفضونه، مثلا العاملون ماذا يجبرهم علي العمل في فيلم ينتهي في 3 اسابيع وكأنهم لم يعملوا من الاساس؟ فالافضل لهم ان يرفضوا ويدخلوا المسلسلات التي تستمر اشهر في تصويرها او يدخلوا اعمالا يستمر تصويرها اسابيع طويلة. اما المخرج احمد البدري فهو مخرج جيد فهو اكثر المخرجين والذي عمل كمساعد مخرج مثل محمد النجار حتي اننا كنا نتهمه بالتكاسل لأنه يرفض خوض تجربة الاخراج فهو مخرج جيد لا اعتقد انه يوافق علي ذلك اما السبكية وخاصة الحاج احمد السبكي لم يفعل معي ذلك فعندما عرض علي الفيلم قلت الفيلم سيخرج في 6 اسابيع علي الاقل او 5 فانا ممثل يرفض "القلب" والممثل الذي له اهمية ويحترم عمله لن يوافق بأي شكل علي العمل "المقلوب" لأنه دائما مايكرهه الجمهور فهو الموجود علي الشاشة وهو الذي يسبه الجمهور دائما وبالمناسبة هذه الظاهرة لم تظهر فقط الآن ولكنها ظهرت ايضا من أيام أفلام المقاولات بالاضافة الي ان الافلام التي تسمونها مقلوبة الآن ليست سيئة بقدر الافلام التي كانت تعرض زمان بحكم تدخل التكنولوجيا الحديثة التي ساعدت علي السرعة والكفاءة. لماذا قبلت ان تعود للسينما بأدوار شرفية؟ - انا لا اقبل الادوار الشرفية ولا اوافق علي اطلاق هذه الكلمة نحن لدينا دور ولو انا رفضت دوراً محدوداً في فيلم مؤثر في الأحداث فمن سيؤديه اذا كان يحتاج الي سني و"السينما فن لايمشي الا في ركاب الشباب " ويؤديها الشباب وانا قدمت فترة شبابي في الستينات والسبعينات والثمانينات، وانا اتذكر «انتوني كوين» العملاق الذي قدم عملين الرسالة وعمر المختار وكان بين كل منهما 15 عاماً تقريبا ورفض كل الادوار الصغيرة التي عرضت عليه فالسينما لاتعتمد ابدا علي كبار السن وشباك التذاكر يجذب الشباب فقط ولكن الادوار التي تقبلها ليست مؤثرة في الاحداث بالشكل الكافي ؟ - انا قدمت 170 فيلماً و"انا مش عاوز سينما" اكتفيت ولكن السينما واقفة ولازم ان يكون هذا موقفي تجاه السينما اعطيها مثلما اعطتني انا بحفز الناس ان تقدم 80 فيلماً كما كانت. وكل فيلم قدمته كان له ظروفه، «الجزيرة» كلمني شريف عرفة وكنت اتابع اعماله جيدا وقال لي انه مكسوف مني من قلة مشاهد الدورولكن الدور مكتوب لي ولن يقدمه شخص غيري وقرأت الدور وقلت له إنه يمكن ان يقدمه اي شخص غيري ولكن العمل مع شريف عرفة متعة اما فيلم «الوعد» كلمني وحيد حامد وقال إذا لم اوافق علي الفيلم لن ينفذه وصراحة الدور اعجبني لأنني لم اجسد مثله في حياتي وانا لا انكر انني عند عودتي كنت خائفاً لانني قدمت اعمالا كثيرة جدا واخاف ان أقع في فخ تكرار الأداء ولكن الحمد لله . ولكن كيف تقبل ان يستهان باسمك علي الأفيش؟ - كل زمن له ناسه عندما قدمت فيلم «أين عقلي» مع رشدي اباظة وسعاد حسني ووقتها كان رشدي العظيم دخلت عليه وجدته يتشاجر مع المنتج ويطلب منه وضع اسمي علي الافيش قبل اسمه وانا نفسي رفضت ولكنه قال إن الفيلم بطولتي وانني الشاب واحتاج الي اخذ فرصتي فأحمد السقا هو بطل الفيلم كيف اطلب ان يوضع اسمي قبله ايضا آسر ياسين فهي سنوات عمرهما فكيف اسرقها منهما. كيف تري العمل مع المخرجين الجدد؟ - انا اشتغلت مع ثلاثة اجيال من المخرجين بدءا من صلاح ابوسيف وبركات وعاطف سالم وحسين كمال واشرف فهمي ومحمد خان وعلي بدرخان فأنا عملت مع كل المخرجين تقريبا مرورا بمحمد ياسين فأنا اعرفه منذ كان مساعد مخرج في اولي معهد سينما أخواله عمر ومحمد عبد العزيز وهو تربي علي يديهما في الاستديوهات ايضا عمل مخرجاً لأفلام كثيرة مع عاطف الطيب وهو مخرج له قيمته فأنا احب دائما العمل مع الجدد حتي عمالقة السينما انفسهم كانوا بالنسبة لي جدداً في السبعينات وانا احب تقديمهم فأتذكر العمل مع المخرج احمد يحيي الدي احضر فيلما وصمم ان يقدمه وكان العذاب امرأة وقتها كنت انتج فيلم «وضاع العمر» ولأنني مؤمن بموهبته طلبت من رياض العقاد اثناء تسجيلنا صوت فيلم الرسالة في لندن ان ينتج هذا الفيلم وانا سأقوم ببطولته وحقا الفيلم مميز وانا اقول إنه من اهم افلامي فأنا يمكن ان اعمل مع مخرج في اول عمل له. هل تتدخل في عمل المخرج اذا كان حديث التخرج ؟ - انا لا اتدخل مطلقا في عمل المخرج ايا كان لأنه الآمر الناهي للعمل وكما قال اديب نوبل إن السينما لها مصنفها الخاص فكان يرفض الكلام عن رواياته التي تحولت الي افلام ويقول انا لا اتدخل في الفيلم ولكن اسألوني عن الرواية لأن احيانا يتم تغيير العقدة في السيناريو فأنا قدمت اعمالا لكل الكتاب وقدمت 13 رواية ليوسف السباعي ولكني لم اتدخل يوما في عمل المخرج فهذا عيب. كيف تري العمل مع آسر ياسين ؟ - البعض قال إنه ابني او قريبي هو والمخرج محمد ياسين فملامحنا فقط قريبة من بعض بحكم اننا مصريان تغلب علينا الملامح المصرية، وانا تعرفت علي آسر في فيلم «الوعد» بالرغم من انني قابلته في فيلم «الجزيرة» حتي انه ذكرني بنفسه في مرة من المرات وللأسف لم اتذكره بالرغم من انه جسد معي مشهداً في الفيلم اخذت بالي منه في العرض الخاص في الفيلم في مشهد يجمع بينه وبين السقا ووقتها اعجبني جدا ولكن شكله كان مختلفاً في الصعيدي ولذلك فأنا اري انه فنان مميز وسيلفت اليه الأنظار وتشرفت بالعمل معه في فيلم «الوعد». كان لك موقف واضح من معهد السينما رغم انك لم تتخرج فيه؟ - انا حقوقي ولكني طالبت القائمين علي معهد السينما ان يحتفلوا باليوبيل الذهبي له فهو علامة من علامات الثقافة المصرية في العالم والعالم كله يحسدنا عليه فهو يخرج شباباً لديهم القدرة علي العمل في كل شئ فهم بجانب عملهم يتعلمون المونتاج والتعامل مع الاكسسوارات فهو حقا مكان لا يجب التهاون في حقه فنحن تؤرخ لنا السينما من وقت «بيومي في اسكندرية» اي تزامنا مع اوروبا فيجب الاحتفاء بهذا المعهد والسينما نفسها. ما سر أزمة السينما؟ - السينما تضيع من بين ايدينا بعدما كنا ننتج 120 فيلما في 2009 انتجنا 20 فيلماً، الغريب ان المشتغلين بالسينما الآن اصبحوا اكثر تركيزا من زمان واصبحت هناك حركة نقدية ومتابعة لكبار المثقفين في مصر ودول العالم ولكن الازمة التي تمر بها السينما ترجع لعدم التواصل مع الوسائل التكنولوجية الموجودة في العالم امريكا تنتج 700 فيلم في السنة وهذا يرجع لتوافر الأموال لديهم فيتواصلوا مع الوسائل التكنولوجية الجديدة الرقمية ونحن لانستطيع توفير ذلك حتي لو اشترينا الوسائل لايوجد لدينا مدربون ولا امكانيات بمعني ان السينما تحتاج الي ثمن النقلة الحضارية التي لا تلحقها والزمن لايسمح للمتواضعين علميا بملاحقة العصر ، وان الازمة الاقتصادية العالمية اثرت ايضا علي بيع الافلام في الخليج وبالتالي فنحن نعاني من ازمة مالية بالاضافة الي ان القانون الذي يحمي السينما حتي الآن هو نفسه القانون الذي يتعامل مع السياحة والسكان فهي حتي الان ليس لها قانون يحددها ويتم التعامل معها علي انها صناعة خفيفة. وانتقالا للدراما. ماذا عن مسلسلك "ماما في القسم"؟ - اجسد دور مدرس لديه قيم يقابل صاحبة المدرسة التي تجمعه معها بعض الذكريات ويعود ليقدم رسالته - التدريس - بعد خروجه علي المعاش والعمل يناقش قضية التعليم التي برع في تقديمها يوسف معاطي المؤلف فهي قضية مهمة وأساسية في المسلسل المؤلف يجيد اختيار الموضوعات. هل يشغلك عرض العمل في شهر رمضان؟ - طبعا لأن رمضان به اكبر نسبة مشاهدة وموعد العرض الجيد يفرق مع عرض المسلسل خاصة في ظل الزيادة الفظيعة في المسلسلات. ولكنك صرحت العام الماضي بأن مسلسلاتك تعرضت للظلم بعرضها في رمضان؟ - اخذ مسلسل «وعد ومش مكتوب» موعد عرض سيئا جدا فهو عرض الساعة 11 صباحا ولايوجد شخص في رمضان صاحي في هذا الوقت ولكني لم آخذ في بالي لأنه حتي المسلسلات التي عرضت في وقت جيد لم تأخذ فرصتها بسبب كثرة الأعمال. ما رأيك في تحويل الأعمال السينمائية الي تليفزيونية؟ - ظاهرة عادية جدا وموجودة طول العمر طالما هناك تراكم في الإبداع عبر الزمن فالأعمال الادبية لشكسبير وسوفوكليس مازالت تقدم حتي الآن رغم انها قدمت بكل لغات العالم ولكن الأعمال تعاد حسب ظروف كل عصر وطالما ان العمل يستجيب لقضايا المجتمع في الوقت الذي تعرض فيه فلا أزمة في ذلك. وكيف تري تراجع الاعمال الدينية والتاريخية؟ - الاعمال التاريخية قدمت الاعوام السابقة ووقعت في فخ القولبة فأصبحت عبارة عن تكرار للمرجعيات والابداع هنايجب ان نتساءل اذا لم يكن هناك شيء حاضر ومتواجد في مجتمعنا فنعرض العمل فالموضوع ليس كتابة سيناريو من مرجع ولكنه عرض لقضية تخص المجتمع ولذلك هي لم تجد اقبالاً عليها. وماذا عن ازمة المسرح؟ - انا اتمني ان الفترة القادمة تشهد وقفة من وزارة الثقافة وتدعيم لتوفيق عبد الحميد حتي يستطيع استعادة مسارح الدولة مرة اخري وان تؤازر المسرح وعشاقه بعد الوعكة الفظيعة التي يعاني منها المسرح لانه من الصعب ان يحجز منتج خشبة مسرح ومخرج ومؤلف وموقف سيارات وكل ذلك وفي النهاية لايجد شخص مهتماً بالمسرح ليدخله خاصة الاسعارالتي رفعها الإنتاج الخاص التي وصلت ل «500 جنيه» في ظل الازمة المالية التي نعيش فيها والتي اوقعت المسرح في ورطة وهي انصراف الجمهور عنه سواء عن المسرح الخاص أو مسرح الدولة.