أصدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، أمس، تقريرها السنوي حول حالة حقوق الإنسان في العام الماضي، والذي خصصت الجزء الأكبر فيه لوصف حالة حقوق الإنسان في الوطن العربي، خاصة دول الربيع العربي، داعية الدول الغربية لمساندة فرص التحول الديمقراطي التي أتاحتها الثورات العربية من أجل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقالت المنظمة في تقريرها، الصادر أمس، خلال مؤتمرًا صحفيًا عُقد بنقابة الصحفيين، إن عددًا من النظم الديمقراطية سمحت بانتهاكات لحقوق الإنسان أثناء وبعد الثورات العربية، من أجل استمرار علاقاتها مع النظم الاستبدادية والإبقاء على مصالحها معها. وأوضح كينيث روث، المدير التنفيذي ل"هيومان ووتش" في كلمته أثناء المؤتمر :"أن الولاياتالمتحدة وعددًا من الدول الغربية ضغطت بقوة على الأنظمة (غير الصديقة) لها، ولم تمانع من التدخل العسكري لحماية حقوق الإنسان، بينما لم تقم بهذا الأمر في حالات أخرى، مشيرًا إلى أن الضغط الأمريكي جاء بطيئا على الرئيسين التونسي والمصري من أجل التخلي عن الحكم". وقال التقرير إن المرحلة الانتقالية في مصر تمر بصعوبات كبيرة بسبب ما سمته المنظمة ب"محاولات الجيش السيطرة على السلطة في مصر، وقمعه للمتظاهرين السلميين". كما انتقد ، التقرير الذي تصدرت غلافه صورة لمتظاهرة محجبة، الجيش المصري بعد تعامله العنيف مع الفتيات بميدان التحرير قبل أقل من شهرين. وترى المنظمة أن حرية الرأي والتعبير خلال العام الماضي تراجعت كثيرًا،خاصة في مصر التي شهدت منذ مارس الماضي انتهاكات واضحة بحق الناشطين والإعلاميين، بالإضافة إلى نشطاء الشبكات الاجتماعية. واعتبر التقرير أن الأوضاع في كل من مصر وتونس أفضل منها في ليبيا والبحرين، داعيًا الدول الغربية إلى الاعتراف بالإسلام السياسي كاختيار الأغلبية في دول الربيع العربي، طالما أنه سيحترم حقوق الإنسان. وحول دور الأممالمتحدة في حماية حقوق الإنسان أكد روث أن المنظمة العالمية على مستوى الأمانة العامة تعمل على التحقيق في الانتهاكات المختلفة لحقوق الإنسان على مستوى العالم.