قال السفير سامح شكري سفير مصر لدي الولاياتالمتحدة إن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك(82 عاما) ربما يكون في ظروف صحية غير جيدة في الوقت الحالي, وذلك بعد أيام من تنحيه عن رئاسة البلاد التي استمرت30 عاما. ويعد هذا التصريح الذي نقلته صحيفة الأهرام الرسمية اليوم الثلاثاء 15-2-2011 الأول من نوعه لمسئول مصري، ما يؤكد الأنباء التي ترددت في الأيام التالية على خلع مبارك من منصبه يوم الجمعة الماضي بشأن تدهور حالته الصحية بشكل حاد. على الصعيد ذاته نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عما وصفته ب"مسئول أمني سابق على صلة بقيادة المجلس العسكري المصري" أنه لن يكون متفاجئا عندما يتم في أي لحظة الإعلان عن وفاة مبارك، مضيفا: "الأكيد أن وضعه الصحي مترد للغاية، وسط معلومات عن أنه يرفض تلقي العلاج اللازم". وكشف المصدر عن محاولات تبذل لنقل مبارك للعلاج إلى الخارج، وربما إلى ألمانيا حيث خضع العام الماضي لعملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية، وفقا للتعبير الرسمي المستخدم آنذاك، لكنه أضاف أن "مبارك يرفض الاستجابة.. في الواقع طلب من المحيطين به تركه يموت في بلده، وأعتقد أنها مسألة وقت فقط.. أمر مؤسف أن ينتهي به المطاف على هذا النحو". وخلافا لما أشيع عن أن مبارك يعكف على كتابة مذكرته الشخصية قال المسئول المصري: "هذا غير صحيح، وضعه الصحي لا يسمح له بذلك، تقريبا هو لا يفيق إلا نادرا من الإغماء، ويتعرض على ما يبدو لغيبوبة شبه كاملة". وقد أكد مبارك في خطاباته الثلاثة التي أدلى بها قبل تنحيه أنه يفضل الحياة والموت على أرض مصر. اختفاء رجال مبارك وفي تلك الأثناء، فإن البعض يطرح تساؤلات حول موقف كبار مساعدي الرئيس ورجاله السابقين، علما بأن الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لم يغادر منذ أيام منزله في ضاحية جاردن سيتي الأرستقراطية، كما يرفض استقبال أي مكالمات هاتفية، أما صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى فقد تم غلق مكتبه، بينما مقر إقامته غير معروف.. رغم النفي الرسمي لاحتمال أن يكون قد سافر إلى الخارج. ووسط معلومات عن خلافات حادة وتبادل الاتهامات بين كبار مساعدي مبارك، قالت مصادر مصرية لصحيفة الشرق الأوسط إن أغلبهم يختبئ ويخشى عقاب الشعب لكنهم لم يفقدوا الأمل في محاولة امتصاص اللحظة الحالية. إلى ذلك، قال وزير في الحكومة المصرية المؤقتة المعنية بتسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة (اشترط عدم تعريفه): "لم تكن تصل إليه (مبارك) الحقائق كاملة، هيمن المقربون منه على مقدرات الأمور وساعدهم في ذلك ضعف وضعه الصحي". وأضاف الوزير: "كان يفترض أن لديه عشرات الأجهزة الرقابية الفاعلة لكنه لم يكن يستمع لأحد، كان يثق في مساعديه المقربين ويعتقد أنهم يقولون الحقيقة ولا يبالغون في الوقائع". ولم يعرف الرئيس السابق على مدى ثلاثين عاما سوى مستشار واحد هو الدكتور أسامة الباز الذي اختاره في مطلع حكمه كمستشار للشئون السياسية، قبل أن يبتعد الباز مرغما عن كواليس صنع القرار ويختفي في ظروف غامضة اعتبارا من عام 2005.. حتى إنه لم يظهر إلا مرات نادرة على مدى السنوات الست الماضية. وبينما الرئيس تحت الحصار العسكري في شرم الشيخ، ما زال زكريا عزمي -رئيس ديوان رئيس الجمهورية- يمارس حتى الآن عمله كالمعتاد بالقصر الرئاسي (العروبة) بضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة.. وسط تساؤلات حول حقيقة ما يفعله بعدما بات عمليا بلا عمل ولا رئيس. المصدر: موقع أون إسلام