البطالة هي قنبلة موقوتة قابلة للانفجار ومشكلة هامة من مشكلات العصر وهى من المشكلات المعضلة ، ومن المعروف ان البطالة مشكلة عالمية يندر ان يخلو مجتمع من المجتمعات منها وهى تأخذ اشكالا متعددة منها ما هو ظاهر ومنها ما هو مقنع تعتبر مرضا مزمنا يجب علاجه لكى لا يتطور وينتشر كالوباء تجد الشباب الواعي وغيرهم بدون عمل في حين يمكن استغلالهم فى كثير من مجالات الحياة ولديهم قدرات عقلية يمكن توظيفها لخدمة المجتمع ولكن تجدهم بدون عمل طاقتهم مجمدة والمجالات امامهم مغلقة ، وفي رأيي أن اسباب البطالة تختلف من مجتمع الى مجتمع حتى انها تختلف داخل المجتمع الواحد من منطقة الى منطقة اخرى فهناك اسباب اقتصادية واخرى اجتماعية واخرى سياسية ولكن كلا منها يؤثر على المجتمع ويذيد من تفاقم مشكلة البطالة ونجد اثارا مترتبة على البطالة ان يصبح العاطل فريسة سهلة للجماعات الارهابية والانخراط معهم في معتقداتهم بكل يسر وسهولة بدافع الجهاد والاستشهاد بأمل التخلص من الكبت الداخلي او التخلص من الدنيا لعدم توفير المال ..او يصبح فريسة سهلة لتجار المخدرات ويتعاطى كل ما يذهب العقل باعتقاده انها تنسيه الحال الذى هو فيه او ليملا الفراغ واذا انخرط في هذه الفئة الضارة بالمجتمع سوف يستخدمه تجار المخدرات كمروج وبذلك ينتشر الفساد والخراب في اوساط الشباب وينتج عن ذلك تكثر المشاكل من القتل والسرقات بين الشباب وامتلاء السجون ..والعاطل ينتابه شعور بعدم الانتماء لوطنه مما عاناه بداخل هذا الوطن . ..كما تزداد نسبة العنوسة بشكل مخيف والسبب عدم وجود راتب لمصاريف الاسرة ..كما انتشرت ظاهرة الاغتصاب بشكل ملحوظ ومخيف بسبب الفراغ وتفريغ طاقته الجنسية التي لا يستطيع ان يفعلها بشكل شرعي لانعدام المال ..وينظر الشباب الى ابائهم وامهاتهم على انهم مقصرين فى حقهم وانهم لا يمتلكون المال لتحقيق طموحاتهم فيتطاولون عليهم ، وتجد هذه الظاهرة منتشرة حتى انها اصبحت موضة العصر يفتخر بها امام اصحابه ..ونجد كثير منهم يتجه الى الهجرة آيا كانت شرعية او غير شرعية واكثرها غير شرعية وكم قرأنا وراينا عن شباب هاجر هجرة غير شرعية اما ان يرحلوا او يجدوهم جثث عائمة على سطح البحر واذا كتبت له السلامة ووصل الى البلد التي سافر اليها لا يجد عملا مناسبا وكثير منهم يقع في يد المافيا تابعا لتاجر مخدرات أو لتاجر سلاح وممكن ان وممكن ان تنتهى حياته على يد رجل من رجال الشرطة في أي وقت …..فلابد على الوطن الانتباه لهذه القضية خلال هذه الفترة ، ولذا يجب علينا ان نسرع في العمل على ايجاد السياسات التي يمكن من خلا لها مواجهة هذه المشكلة حتى لا تتفاقم المشكلات المترتبة عليها . .وفى رأيي أن أهم الحلول لهذه المشكلة هي التكامل الاقتصادي العربي كما كان في عهد عبد الناصر والسادات تبادل الخبرات وتبادل العمالة في الوطن العربي والغاء صفة الكفيل التي تقف عائق كبير امام المشتغلين في الوطن العربي ولابد ان تكون هناك منظومة تربط التعليم والتدريب باحتياجات السوق والاهتمام بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية ..لابد من تعديل قانون سن المعاش لتقاعد كبار السن وترك الفرصة للشباب ومنع اسلوب الوساطة في التوظيف واعطاء الشباب القروض ومساعدتهم بالخبرة الازمة لإقامة مشروعات مفيدة للمجتمع وتدر عليه عائد مادى ..واجبار اصحاب الشركات والمصانع توظيف الشباب ولو بنسبة بسيطة تحد من مشكلة البطالة ..ولابد من الاقلال من الاعتماد على الخبرات الاجنبية واعطاء الفرصة للشباب لإظهار قدراتهم على العمل ..واتمنى من كل مسؤول فى مصر ان ينظر للشباب على انهم هم بناة المجتمع وان المجتمع لن ينصلح حالة الا بإصلاح حال هؤلاء الشباب …وفى آخر كلامي اللهم احفظ مصر واهلها……..