استمرارا للعنف الذي تشهده تونس من قبل بعض المحسوبين على التيار السلفي، هاجم عدد من الأشخاص مسيرة سلمية ليلة أمس، الجمعة، نظمت في إطار مهرجان "نصرة فلسطين" المنعقد بمناسبة اليوم العالمي للقدس بوسط مدينة قابسالتونسية. وقال شاهد، في إتصال هاتفي مع صحيفة يونايتد برس انترناشونال، إن "نحو 30 شخصا من الملتحين المحسوبين على التيار السلفي، هاجموا بالعصي والهراوات المشاركين في مسيرة بحجة أنهم شيعة، ولا يحق لهم نشر مذهبهم في مدينة الصحابي أبو لبابة الأنصاري". حيث يوجد في مدينة قابسالتونسية قبر يُنسب إلى الصحابي المنذر بن زبير بن زيد الأوسي، المعروف بإسم أبو لبابة الأنصاري الذي يُقال إنه كان حلاق النبي محمد. وقال شاهد عيان آخر إن "المواجهات تواصلت لأكثر من ساعة وسط غياب تام لقوات الأمن، مماأسفر عن سقوط عدد من الجرحى". مضيفا أن "العناصر السلفية هاجموا المشاركين في هذه المسيرة بالهراوات والعصي والحجارة، وحرقوا علم فلسطين، ورفعوا الرايات السوداء التي كُتب عليها "لا إله إلا الله". وأكمل "كما هتفوا بشعارات، منها "لا إله إلا الله والروافض أعداء الله"، وأخرى تنادي بقتل الشيعة وسط تعالي صيحات "الله أكبر الله أكبر". يجدر بالذكر أن هذه الحادثة ليست الأولي من نوعها؛ حيث هاجم عدد من السلفيين دار الشباب بمدينة بنزرتالتونسية التي كانت ستحتضن الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان الأقصى الذي يشارك فيه سمير القنطار، الأسير اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية، اعتراضا على أنه شيعي. كما تسبب عدد من السلفيين أيضا في الغاء إلغاء عرض مسرحية للفنان الفكاهي لطفي العبدلي تحت عنوان "100% حلال".