أول من وصف هذه الحالة هو العالم جريف سنة 200 ميلادية، ولذلك سمي المرض باسمه. ينتج هذا المرض عن ازدياد إنتاج الغدة الدرقية للهرمونين الدرقيين t4 وt3، ويتسبب ذلك عند ثلاثة أرباع المرضى عن وجود "جسم مضاد" في مجرى الدم يوجه الغدة لإفراز كميات زائدة من الهرمونات، بل إنه يؤدي لدى البعض إلى زيادة حجم الغدة الدرقية ويسمى بالدُراق أو "الغدة الدرقية التسممية" أو "التسمم الدرقي". وينتشر لدى النساء أكثر منه لدى الذكور وفي سن 20 - 40 سنة . وقد تنتج هذه الزيادة في إفراز الهرمون عن نشاط زائد للغدة بسبب وجود كميات كبيرة من دهون tsh في الدم . وفي معظم الأحيان يؤدي النشاط الزائد للغدة إلى تضخمها, إذ تزيد عدد حويصلاتها, ويؤدي تضخم الغدة إلى ظهور شبه تورم في منطقة الرقبة على جانبي القصبة الهوائية أسفل الحنجرة . ففي هذه الحالة يحرر الهرمون في الدم حال تكوينه فلا يتبقى منه إلا القليل لكي يخزن , ولذا تظهر تجاويف الحويصلات شبه خالية من المركب الغروي . وفي بعض الأحيان يصاحب هذه الحالة جحوظ العين واتساع حدقتها ولهذا تعرف الحالة عندئذ باسم exophthalmic goiter. وهناك مَن يعتبر مرض جريف اضطراب في الآلية المقاومة في مناعة الجسم autoimmune ، وسببه أن بعض البكتريا المعوية مثل بكتريا إي كولاي e.coli تمتلك أغشية تشابه الغلاف الخارجي لمستقبل الهرمون المحفز للثايرويد thyroid stimulating hormone (tsh) ، فيقوم الجسم أولا بمهاجمة البكتريا عن طريق الخلايا التائية t-cells وهي خلايا مناعية ، وبعد ذلك يتصرف الجسم مع أي خلية أخرى تحمل هذا النوع من المستقبلات على أنها جسم غريب ، وبذلك تهاجم الخلايا التائية مستقبلات الtsh ، على اعتبارها أجسام غريبة، ويفرز مضادات لهاanti-tsh receptor antibodies والتي تدخل إلى الخلايا الكيسيةthyroid follicular cells مما يؤدي إلى إفراز الثيروكسين بكميات كبيرة. أعراض هذا المرض هي : زيادة سرعة عمليات الهدم والبناء وسرعة النبض, وزيادة ضغط الدم , ويقل وزن الجسم , ويصاب المريض بالأورام وسرعة التهييج العصبي, وبعدم الاستقرار الحركي والانفعالي ويكاد يكون في حالة توتر مستمر , وتكون زيادة الإفراز مصحوبة عادة بتضخم الغدة , وجحوظ العينين , وارتعاش في الأطراف , وكثرة العرق والارتفاع البسيط في حرارة الجسم , وغالبا ما تشخص هذه الحالة بقلق نفسي حاد لأن أعراض المرضين متشابهين وأحياناً يصعب التفرقة بينهما إلا بالأبحاث الطبية السابق الإشارة إليها , وخصوصا أن زيادة الإفراز لها علاقة وطيدة بالحالة الانفعالية للفرد وكثيرا ما يستعمل البعض خطأ خلاصة هرمون الدرقية لجلب النشاط ولنقص الوزن خصوصاً في السيدات بزيادة عمليات الهدم , ولكن الضرر الواقع أشد من الفائدة من حيث الاضطرابات الأخرى التي تصاحب أخذ الهرمون في حالة عدم وجود نقصان في الإفراز . ويظهر مرض جريف في أي سن وهو يصيب النساء على الأكثر ما بين سن الأربعين والستين من العمر، ولا يدرك معظم المرضى الأعراض إلا بعد مضي حوالي ستة شهور قبل استشارتهم للطبيب، أما عند صغار السن والمراهقين فتكون البداية أسرع، بضعة أسابيع فقط. ولا يعاني جميع المرضى المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية من جميع الأعراض مرة واحدة، فعند المسنين كثيراً ما تكون أول الأعراض الطاغية نقصاً في الوزن بالرغم من ازدياد الشهية وضعفاً في العضلات وخمولاً. ولكن من جهة أخرى فقد تبدو المرأة الشابة المصابة بفرط الدرقية مليئة بالنشاط والحيوية ولا تستطيع البقاء في مكانها أكثر من بضع ثوان. وتؤدي الغدة الدرقية المفرطة إلى تسارع التفاعلات الكيميائية في الجسم مما يسبب كثيراً من الأعراض أهمها نقص الوزن نتيجة حرق السعرات الحرارية بشكل سريع، وعدم تحمل الحرارة المرتفعة وزيادة العرق بسبب ما ينتجه الجسم من الحرارة الزائدة يتخلص منها بعد ذلك بالتعرق، كما يصاب المريض بالتوتر والعصبية لأتفه الأسباب ، ويفقد أعصابه بكثرة ، ويظهر ذلك عند النساء اللواتي لديهن أطفال ، ويصبح المريض حساساً بشكل غير طبيعي ، وأحياناً ينفجر بالبكاء بدون أسباب وجيه ، ويشعر المريض أن قلبه يخفق بسرعة أكثر من الطبيعي ، وأحياناً بضيق التنفس خصوصاً عندما يرتقي السلالم أو يبذل مجهوداً عادياً. بالإضافة لما سبق يشتكي معظم المرضى من ارتجاف اليدين، كما تحدث تغيرات في حركة الأمعاء. ويمكن أن يشكل الإسهال أحياناً مشكلة، وعند النساء يكون الحيض في كثير ممن الأحوال غير منتظم أو خفيفاً أو حتى معدوم ، وقد يكون الحمل صعباً، وهناك مشاكل الجلد والشعر والأظافر. وقد يصاب المريض بالحكاك في جميع أنحاء الجسم. ويعاني المصابون بداء جريف في كثير من الأحوال من مشاكل في العينين تشمل إنتاج كمية زائدة من الدموع، إضافة إلى الألم والشعور بوجود حبيبات رمل في العينين، وازدواج الرؤية وأخيراً جحوظ العينين وظهور انتفاخ تحتها. أما الغدة الدرقية نفسها فقد تكون متضخمة. التشخيص يتم تشخيص المرض بأخذ عينة دم لقياس الهرمونات الدرقية tsh وt4 وt3، وقد يحتاج الأمر لعمل صورة موجات صوتية u.s وصورة أشعة نووية. للحصول على مزيد من المعلومات عن سبب فرط الدرقية، إذ إن ذلك يؤثر في نوع العلاج الذي ستحتاج إليه. ويتطلب هذا الفحص إعطاء جرعة صغيرة من اليود أو التكنيثيوم المشعين بالفم أو الوريد. العلاج هناك ثلاثة أشكال من العلاج لفرط الدرقية الناتج عن داء جريف ، وهي : * الأدوية . * الجراحة. * اليود المشع.