إنني لا أملك ما ينفي أو يؤكد الاتهامات التي أطلقها قادة المجلس العسكري على حركة 6 أبريل، فقط أملك عقلي ومنطقي الذي قد يكون سليماً أو غير ذلك، ولكم الحكم. قولت ومازلت أقول أنني شاركت في الثورة وأنا على علم ويقين بأن هناك من حرّكها لأهداف خاصة، وعلى الرغم من ذلك شاركت لأنني نظرت للصورة الكبيرة، ووجدت أننا ما إن تخلصنا من ذلك النظام الفاسد والبائد نكون قد حققنا المصلحة العامة وبعدها يكون لكل حادث حديث، والحقيقة أن هؤلاء من أصحاب "الأجندات" أنفسهم لم يتوقعوا أن يحدث ما كان من خروج الشعب عن صمته، ولم يملكوا إلا أن ينضموا للشعب وينصهروا فيه، ويطرحوا أجنداتهم جانباً ويجتمعوا فقط على حب مصر، أما الآن وبعد مرور 7 أشهر على الثورة فهل عادت تلك الأجندات الخاصة للظهور؟ محتمل، ولكن سيظل دائماً موج الوحدة يظهر كل فترة ليعلوها، ويبتلعها البحر مرة بعد مرة. أما عن حركة 6 أبريل - أو غيرها - فإن كانوا قد تلقوا تمويلاً من الخارج فلا أرى في ذلك حرج، فمصر كدولة وكمؤسسات كانت تتلقي تمويلاً من "طوب الأرض"، أما عن التدريب فمعلوم أن النشطاء والحقوقيون يتلقون تدريبات معينة عن كيفية تكوين جماعات وكتل الضغط، وتنفيذ الاعتصامات ولجانها المعيشية والإعلامية وغيرها، وهي بالمناسبة أمور تصدر في نشرات وكتيبات عن الجمعيات والمؤسسات الحقوقية في العالم، كما أنها متاحة للجميع عبر شبكة الإنترنت. فإن تلقت حركة أو جماعة تمويلاً بريئاً أو تدريباً من جهات تعمل من أجل الحرية وحقوق الإنسان فأهلاً بها، أما إذا كان غير بريء فهناك جهة بحث وتقصي مختصة هي المخابرات العامة، فإن كانت تعلم أن هذه الحركة تتلقى أموالا وتدريباً خارجياً لأغراض مشبوهة ولم تعتقل أفرادها فتلك مصيبة، أما لو كانت لا تعلم فتلك مصيبة أكبر من جهاز مصنف عالمياً ضمن أقوى أجهزة المخابرات في العالم، وإذا كان المجلس العسكري يعلم كل هذا عن الحركة بداية من تمويلها المشبوه وتلقيها أموالاً وتدريباً لقلب النظام نهاية بنشر الفتنة ومخططها لتقسيم مصر. فلماذا الآن؟ لماذا لم يعلنوا بالأدلة ما لديهم عليها؟ أم أنهم لا يملكون مثل هذه الأدلة؟ هل كانوا متخوفين من تهييج الرأي العام ضدهم سابقاً بصمتهم؟ أم هو تهييج مقصود للرأي العام في توقيت معين ومحسوب؟ أترك لكم الإجابة عن تلك الأسئلة. ليست كلماتي دفاعاً عن 6 أبريل، فأنا لا أنتمي ولا "أنتوي" أن أنتمي إليها في يوم من الأيام أو غيرها من الحركات أو الائتلافات التي لا أكن لها الود - ولكن لها كل الاحترام لو أن أغراضها بريئة وشرعية - لأن كثرتها برأيي يؤدي إلى تقسيم وتفتيت الوحدة وشق الصف، وخاصة بعد الثورة التي جعلتنا نعزف كأوركسترا هارموني بعد عقود من "العزف المنفرد"، وإن كانت التعددية مطلوبة إلا أن ما تحدثه تلك الحركات يعد "تخمة" قد تسبب "سوء هضم" سياسي، ونحن جميعاً نعلم ما يحدث نتيجة سوء الهضم.