الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هذه الأنشطة لا تخضع لمواعيد الغلق في التوقيت الصيفي 2024    المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل مروعة عن المقابر الجماعية في غزة    موعد مباراة ليفربول المقبلة في الدوري الإنجليزي بعد الخسارة أمام إيفرتون    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    الأرصاد تعلن موعد انكسار الموجة الحارة وتكشف عن سقوط أمطار اليوم على عدة مناطق (فيديو)    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أشرف زكى وريهام عبد الغفور ومحمد رياض وخالد جلال في حفل تكريم أشرف عبد الغفور| صور    سيارة تتراجع 210 آلاف جنيه مرة واحدة.. تعرف عليها    توقعات ميتا المخيبة للآمال تضغط على سعر أسهمها    تعديل موعد مباراة الزمالك وشبيبة سكيكدة الجزائري في بطولة أفريقيا لكرة اليد    مستشار الأمن القومي الأمريكي: روسيا تطور قمرا صناعيا يحمل جهازا نوويا    طلاب مدرسة أمريكية يتهمون الإدارة بفرض رقابة على الأنشطة المؤيدة للفلسطينيين    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بالمنيا.. صور    روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استمرار القتال    بعد ارتفاعها الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    بعثة الزمالك تسافر إلى غانا اليوم على متن طائرة خاصة استعدادًا لمباراة دريمز    بعد الصعود للمحترفين.. شمس المنصورة تشرق من جديد    واشنطن تعلن التصدي لصاروخ حوثي يستهدف على الأرجح سفينة ترفع العلم الأمريكي    السيناريست مدحت العدل يشيد بمسلسل "الحشاشين"    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" المثيرة للجدل برقم خيالي في مزاد    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    اجتياح رفح.. كيف ردت مصر على مزاعم إسرائيل بخرق اتفاقية السلام؟    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأبنودي : ما حدث في إمبابة خطير وأقول لإخوتنا الأقباط ..مسلمو مصر معكم
أقول بصراحة: اعطني وطناً أعطيك غناءً حقيقياً غير مفتعل
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 05 - 2011

عندما حل عيد ميلاده في شهر أبريل كان عيداً بطعم خاص جديد فهو الأول بعد 52 يناير التي أخرج لها قصيدته »الميدان«، التي كانت تعبيراً عن الوطن حتي قبل أن يرحل النظام، والتي وصفها الشباب بأنها »مانفستو الثورة« ورددوها في الميدان بأعلي الصوت، كانت أبلغ تعبير عن دولة الفاسدين التي زالت وتعبيراً عن حال الوطن. ويصف الأبنودي »الميدان« أنه بمثابة عودة الروح لمصر التي أثبتت أنها مازالت تلك الرائعة العظيمة التي تخلق صباحها بنفسها وتغني علي تلاله للشمس القادمة. والأبنودي أبداً لم يكن شاعر سلطة، فليس بين قصائده وأشعاره أي مديح لحاكم أو رئيس في رئاسته و ما صاغه أو كتبه من أشعار هو في مديح الوطن وتعبيراً عن مراحل نضاله.. ولكونه شاعر الشعراء فإنه يعترض بشدة علي الأغاني والأشعار الوطنية المفتعلة، ويقول إن الوطن هو الذي يخلق الغناء الحقيقي مؤكداً مقولته »اعطني وطناً أعطيك شعراً حقيقياً«.
قصيدته »موال النهار« التي خرجت للثورة بعد نكسة 7691 كانت الشعاع الذي أضاء في عتمة النكسة وبشر بالأمل في الصمود والانتصار، وقصيدته عن عبدالعاطي صائد الدبابات في حرب 3791 أغضبت السلطة منه. ولأنه عاش سنوات النكسة علي الجبهة قبل حرب 3791، فإنه يقول إن حرب أكتوبر كانت بسواعد الرجال الذين حاربوا لاسترداد الأرض وأخذ الثأر وإنها أبداً لم تكن تمثيلية وإننا إذا لم نسدد ديوننا لأبطالها نكون شعباً جاحداً. ولم يمدح الأبنودي الرؤساء والحكام في أشعاره.. ويؤكد أن عبدالناصر الذي كتب أول قصيدة عنه بعد 4 عقود كاملة من وفاته، كان مقامراً ثائرا عندما قاد الضباط الأحرار، وأن السادات كان مغامراً، أما مبارك فجاء رئيساً بالصدفة. وعندما سألته عن الشباب الذين قاموا بالثورة قال: أقول لهم تجربتكم أفضل من ألف كتاب مارستوها بصدق ولكن أحذرهم من المتسلقين . »أخبار اليوم« كانت مع الخال عبدالرحمن الأبنودي وفي القرية التي يقيم بها بالاسماعيلية.. وكان هذا الحديث من القلب.
كل سنة وأنت طيب..
ومصر كلها بخير تتنسم عبير الحرية بصدق بعد نجاح ثورة أذهلت العالم كله، ثورة فجرها الشباب وأزالوا دولة العواجيز التي شاخت.. ومن هنا نبدأ فقد أحيوا فينا الأمل من جديد. لقد كانت مصر أجندة هؤلاء الشباب الطاهر، الذين حاول العديد من التيارات فرض أجندته عليهم.. وتجربتهم ناجحة ورائعة، ولذلك أقول لهم لا تسلموا »رقبة« مصر لأي اتجاهات أو تيارات للمتطرفين.. فأنتم رمز الوطنية المجسدة وعليكم أن تحموا هذه الثورة منا جميعاً وأن تسرعوا بخطواتها.
لقد مارستم التجربة بطهارة وأظنكم أدركتم مداها خاصة لو علمتم أن في السياسة شيئا قذرا صغيرا، فهؤلاء الذين كانوا معكم وانقلبوا لأي سبب عليكم لينفردوا بالثورة هم أبعد ما يكونون عنها وهم الخطر .
وهذه التجربة الفريدة التي خرجت بصدق من رحم مصر هي بالنسبة لكم أفضل من ألف كتاب، وأدعوكم ألا تثقوا إلا في حبكم لمصر وفي أهدافكم الأساسية التي قمتم من أجلها بالثورة التي أسقطت هذا النظام الفاسد .
وأقول للشباب إن هذه التكوينات المتفرقة التي حدثت بينكم عليكم تجاوزها فوراً بالاتحاد تحت كيان كبير وبسرعة، حتي يقف أمام الكيانات الكبيرة الأخري التي تتحرك بوعي مدروس وإلا فنحن وأنتم سنكون في الهواء الطلق يجب أن تتكاتفوا في كيان كبير يكون بديلاً لحزب الحكومة المنحل الذي صار فلولاً وقوي تنظمها مصالح تتربص بكم.. وعليكم حماية هذه التجربة الفريدة في عمر مصر فلو ضاعت فكأنكم أضعتم الفرصة التي كان ينتظرها الشعب المصري سنوات وسنوات.
ثورة يناير
وماذا تقول عن ثورة الشباب في 52 يناير؟
بداية أقول إن ثورة 32 يوليو حركة ثورية جاءت عن طريق تنظيم ثوري لمجموعة من الضباط لمحاربة الفساد ولرد الاعتبار للقوات المسلحة، واتخذت فيما بعد صورة الثورة الشعبية بعد أن انضم إليها الشعب المصري.. أما ثورة 52 يناير فإن ميزتها العبقرية ومأزقها في نفس الوقت أنها جاءت بدون إطار حزبي ومن شباب »تهاتف« من علي البعد، لا تربطهم لوائح أو قوانين، ولكن وحدت بينهم الفكرة من خلال التكنولوجيا والتجربة العملية.. دخول القوات المسلحة هو الذي حمي هذه الثورة من كل الذئاب الجائعة التي حاصرتها، وبدأت في تحقيق متطلباتها واحدة تلو الأخري ببطء أحياناً ولكن في النهاية تحقق الكثير من شعارات الثورة، فقد تم هدم قمة السلطة ومحاكمة الرئيس المخلوع وأذنابه، وبدأت الخطوات الإيجابية لحل المشاكل الاقتصادية بعد التخلص من مافيا ووحوش النظام السابق.
وقد تكون هناك أخطاء في الطريق وقد لا تكون جميعاً نتصورها بنفس القدر أو السرعة كالتعديلات الدستورية أو الفترة القصيرة التي تسبق الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية.. لقد تمت هذه المراحل ومنها الاستفتاء مثلاً دون إجماع كامل في الأمة علي الرغم من أننا ذهبنا جميعاً للتصويت علي هذه التعديلات برغبتنا.. ولذلك أقول إن وعي الشباب هو الضمانة الحقيقية لاستمرار الثورة وأملنا كبير في حماقة »العدو« ممثلاً في النظام القديم وفلوله وأعوانه وبالفعل حماقته أدت إلي فتح الزنازين للعديد من أفراده من النظام القديم. وسوف يظل خوفنا علي الثورة قائماً حتي تتحقق كل مطالبها، فالإحساس بالخوف طبيعي إذا أدركنا أن هناك تنظيمات كبري أيضاً شديدة التماسك، وتتربص بالتجربة كلها لتضعها في جيبها، ولو أضفنا إلي ذلك أن هدف الثورات الأساسي هو تحطيم جهاز الدولة الفاسد وإعادة بنائه بكوادر وطنية خالصة من الثورة الجديدة، وهو ما لم يحدث حتي الآن.. فإن علينا أن نؤكد ثورتنا ولا نبني علي أساس قابل للانهيار بل يجب أن يكون البناء علي أساس حقيقي جديد نابع من الإيمان الواعي بالثورة.
الثورة جاءت بإبداع شعري وفني جديد، فالميدان أخرج وأبدع وعبر عن نفسه بأشعار ومسرحيات وشعارات بها »نزق« إنساني رائع وأثبت لنا أن مصر لم تفقد روحها وأنها مازالت تلك الرائعة العظيمة التي تستطيع أن تخلق صباحها بنفسها وتغني علي تلاله للشمس القادمة. ولا شك أن الثورة فتحت عيوننا علي إبداعات جديدة وشباب قادر علي التعبير في تجربته بزخم.. ولمزاجه.. إبداعات فاضت علي أرصفة الميدان جميلة ومحنكة تحمل نفس براءة التجربة وعذوبة الثورة وعنفوانها.
حالة الوطن
هل عبرت أشعارك وقصائدك عن حال الوطن؟
كل ما كتبته كان مديحاً وحباً للوطن فعلي مدي تاريخي كله لم أكتب قصيدة مديح أو نفاق لحاكم أو رئيس في السلطة حتي قصيدة عبدالناصر كتبتها بعد 4 عقود كاملة من وفاته، فقد عاش عبدالناصر شريفاً ومات شريفاً. وقد قمت بكتابة عدد من الأوبريتات الوطنية التي تمجد مواقف الشعب، ومن بينها أوبريتات حول صمود البوليس المصري في الاسماعيلية، وأتعجب لماذا لا تذاع الأغاني التي بها حتي ولو بالصوت فقط كأغنيات مستقلة؟
وأنا لست شاعر سلطة، وقد أرادوني كذلك، ولكني أبيت علي تاريخي ومكانتي في هذا الوطن.. وأذكر أنني في عهد الرئيس السادات قُدمت للتحقيق بتهمة العيب وفقاً لقانون العيب في شخصه وهو نفس قانون العيب في الذات الملكية أمام المدعي الاشتراكي، وصحيح ان الرئيس السادات أوقف التحقيق معي بعدما نشرت »الواشنطن بوست« صفحة كاملة قالت فيها »التحقيق مع شاعر الفقراء بمقتضي قانون العيب«..وكان السادات يريدني أن ألعب الدور الذي لعبه صلاح جاهين لعبدالناصر، ولكنه قدمني للمدعي الاشتراكي بتهمة الإساءة لذاته، عندما كتبت قصائد ضد كامب ديفيد »من بوابات العالم الثالث«.. »ولا شك أنك مجنون« وحاول الدكتور يحيي الجمل الذي وكله حزب التجمع إثنائي عن اعترافي بأن الأشعار تخصني بعد أن قلت للمحقق ذلك.. إن الشعر شعري فأنا شعري لا يُقلد ولا يقلِد وأثناء التحقيق تلقي المدعي مكالمة أدركت بحسي أنها من الرئيس السادات، فكلها جاءت بعبارات »حاضر يا افندم« و»تمام يا افندم« وفجأة وجدت المحقق يقول لي يا أستاذ عبدالرحمن أرجوك بلاش الحاجات دي مرة أخري، وانصرفت وحُفظت القضية، واتهمني بعض المغرضين بأنني صديق للرئيس السادات.
قصيدة عبدالناصر
لماذا كتبت قصيدة عبدالناصر بعد رحيله ب04 سنة؟
أنا رجل مؤثر في الناس جماهيرياً ولي محبة حقيقية بين الناس، وهنا أتذكر موقفاً عرفته فيما بعد وكان من الرئيس جمال عبدالناصر بعد انتهاء جنازة الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض وكان حزيناً جداً علي رحيله، وقد استمع إلي قصيدة في سيارته وهو عائد من الجنازة كتبتها وأذاعتها إذاعة صوت العرب، بعد انصرافي من الجنازة، وأذيعت بعد أن سألني محمد عروق مدير صوت العرب في ذلك الوقت: هل كتبت عن الراحل؟.. وقلت له نعم.. وبالفعل أرسل لي سيارة وسجلتها بسرعة وأذاعتها صوت العرب وسمعها عبدالناصر.. وعرفت فيما بعد من عروق رحمه الله أن توجيهات الرئيس عبدالناصر بعد أن سمعني هي الاهتمام بي لأني في رأيه أقرب صوت له بعد النكسة، وكنت وقتها أقوم بتقديم العديد من البرامج الإذاعية، ومنها »حروف الكلام« و»بعد التحية والسلام« و»بلادي« وكلها برامج شعرية دعو للصمود والاستعداد للقتال واسترداد الأرض.
وبعد ما قاله عبدالناصر عني استضافني شعراوي جمعة وزير الداخلية في ذلك الوقت في برنامج اسمه »شريط تسجيل« وكانت تقدمه الراحلة سلوي حجازي، وهاجمني المثقفون أيضاً وقالوا إن هناك اتفاقاً مع شعراوي جمعة فقد هاجمته في البرنامج، وهم لم يتخيلوا أن أهاجمه بهذه الجرأة لأني كنت أعرف حكاية إعجاب عبدالناصر بي، وهم لم يجرؤوا أن يخبروه بأني كنت معتقلاً، وغادرت المعتقل منذ شهرين فقط،
وأعود للرئيس السادات، الذي أرادني شاعراً للسلطة، وحدثت بيننا معارك كثيرة كان شاهداً عليها فوزي عبدالحافظ سكرتير الرئيس، وكان يتصل بي يومياً، ولكني كنت دائماً ما أقول له أنا رجل رباني الشارع المصري وولائي كله للشارع المصري وليس لأي أحد، واضطررت لحسم الأمر بالانضمام لحزب التجمع الذي كان في ذلك الوقت يعتبر رجساً من عمل الشيطان علي الرغم من التصريح به.. وكما قلت أيضاً فليس في شعري أي مجاملة لرئيس في الحكم أما قصيدتي عن جمال عبدالناصر فقد جاءت بعد 4 عقود كاملة من وفاته وذلك لكون هذا الرجل يستحقها بجد، فقد عاش شريفاً ومات شريفاً وهذه حقيقة أدركناها بعد أن حكمنا ونهبنا اللصوص.
يقولون إنك كنت قريباً من الرئيس السابق؟
للأمانة الرئيس السابق كلما كان يحدث لي شيء مرض أو خلافه كان يتصل للاطمئنان وتحدث معي أكثر من مرة وأنا في المستشفي، وكان يفعل ذلك معي ومع غيري من رموز المصريين، وللحقيقة كان يكره تماماً سيرة العجز والعواجيز، فأذكر حديثا كان معه وسألني عن حالتي وقلت له »عجزنا يا ريس« فوجدته يصرخ في التليفون »ماتقولش كده لأ ماعجزناش.. أوعي تجيب سيرة العجز والعواجيز«.. وكنت أحاول أن أتحاشي الحديث في تلك النقطة معه. والتقيت الرجل مرات في معرض الكتاب وفي اجتماعه مع المثقفين، ولكن لم تكن بينه وبيني علاقة خاصة، وإلا ما كنت كتبت أشعاري التي توضح موقفي بشجاعة، وربما كانت قصيدة »الاسم المشطوب« عن عبدالعاطي صائد الدبابات خير دليل علي ذلك.
موال النهار
وأي القصائد الوطنية تعتبرها الأكثر تأثيراً؟
طبعاً وبلا شك موال النهار، فقد جاءت هذه القصيدة في وقت وظروف صعبة للغاية، وجاءت في عتمة النكسة بعد حرب 7691، وكانت تعبيراً عن الصمود في وجه العدوان ورفضه وأطلقت الشعوب العربية عليّ لقب شاعر النهار.. وكان موال النهار تعبيراً عن صمود مصر والأمة العربية، وتأكيداً علي أن مصر سوف تنتصر.
وكذلك كتبت »بيوت السويس« لمحمد حمام، كانت كلماتها تؤكد أن النصر قادم لقد كان عندنا إيمان كبير به من واقع معايشتنا للجنود.
لقد عشت علي الجبهة في السويس أكثر من 3 سنوات وكنت أجوب البلاد كلها طولاً وعرضاً من دمياط إلي أسوان أقول للناس شعري، وكانت لي قصائد تبشر بالنصر، و»تهش« عن واقعنا الحزين هموم النكسة، والظلام.. وتبشر بالفجر، وكانت حلماً قائماً علي حقيقة وواقع، ولم تكن أحلاماً ولا أوهام حشاشين.. وكانت ترصد حلماً قائماً علي حسابات حقيقية، سطرها الجنود والضباط في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر.
جيل أكتوبر
وماذا نقول لمن يدعون أن أكتوبر كانت تمثيلية؟
هؤلاء مدّعون.. حرب أكتوبر لم تكن أبداً تمثيلية ولكنها كانت كفاح أبطال من شباب مصر وجنودها الذين خاضوا الحرب ببسالة، ورأيناهم وعايشناهم.. ولقد كان أمام هؤلاء الشباب هدف واحد وواجب مقدس وهو أخذ الثأر الذي كان علي اليهود أن يسددوه.
وهنا يجب أن أقول إن جيل أكتوبر ظُلم، ومنذ محادثات ومساومات الكيلو 101 فإن دم الشهداء لم يكن قد جف علي رمال سيناء، عقب المعارك وعلي مدي العقود السابقة، وكان يجب علينا أن نعيد لهؤلاء الأبطال حقهم في هذا الانتصار وعلي رأسهم الفريق سعد الشاذلي، وإذا لم نسدد ديوننا لأبطال أكتوبر نكون شعباً جاحداً ومالوش خير في نفسه ولا في أبنائه.. ولو كان هناك عدل حقيقي أقولها بصراحة ما يبقاش أكتوبر فقط هو الطلعة الجوية كما ظلوا يرددون علي مدي العقود الثلاثة الماضية.. لقد كان السادات هو من أصدر قرار الحرب في 3791 لجيش أعده عبدالناصر وهذه هي الحقيقة.. أما مبارك فقد كان من جنود مصر، يشغل منصب قائد القوات الجوية التي أدت دورها المرسوم.
الرؤساء الثلاثة
عاصرت الرؤساء الثلاثة عبدالناصر والسادات وحسني مبارك.. فماذا تقول عنهم؟
من خلال معايشتي لحال الوقت في العهود الثلاثة علي مدي كل هذه السنوات أقول بصراحة إن عبدالناصر رغم انني اعتقلت لأكثر من مرة في عهده كان مقامراً ثوريا فقد قام بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار وقام بحركة الثورة في 32 يوليو، وهي حركة تحتمل وقتها كل عوامل النجاح والفشل، ولكنه نجح وصعد بقيادات الجيش حتي ساندته القوي الشعبية لتصير الحركة ثورة.
أما السادات فكان مغامراً، وكان صاحب نضال منذ قضية اغتيال أمين عثمان، وظل بجوار عبدالناصر حتي عين نائباً، ثم قلب الأوضاع علي رموز عبدالناصر وانفرد بالحكم. أما حسني مبارك فقد جاء رئيساً بالصدفة، صحيح ان الرئيس السادات اختاره نائباً للرئيس لكونه كان أحد جنود حرب أكتوبر وقائداً للطيران المصري، ولكن اختياره جاء بالصدفة كنائب ثم بالصدفة رئيساً عندما اغتيل السادات في المنصة عام 1891.
وهل هناك قصائد تسببت لك في مشاكل؟
طبعاً القصيدة التي كتبتها عن عبدالعاطي صائد الدبابات في حرب أكتوبر، فقد ظلم هذا البطل وكتبت القصيدة التي هاجمت فيها الحكومة والرئاسة، وكنت علي سرير المرض في باريس، وعرفت أن هذه القصيدة أغضبت الرئيس لما قلت بلا رياسة بلا معارضة بلا بتاع.. كنت صادقاً تماماً مع نفسي في كتابتها فهذا البطل كان نموذجاً فذاً للعسكرية والجندي المصري، وهي تعبير عن كل هؤلاء الذين صنعوا مجد أكتوبر.
قصيدة الميدان
وماذا عن قصيدة الميدان؟
هذه القصيدة كانت تعبيراً وتحية للشباب الذين قاموا بثورة 52 يناير، وبدأوا الثورة وأصحاب الحق فيها والقصيدة كانت قبل التنحي وصارت »مانفستو« الثورة وتم ترديد أبياتها في الميدان.. وعن سر كتابتها أقول إنني شعرت أننا وصلنا مع الزمرة التي كانت تحكم إلي دولة كلها من العواجيز، الذين شاخت أفكارهم وشاخت أعمارهم، وعندما بدأت الثورة كانت أبيات الشعر في قصيدة »الميدان« أكبر تعبير عما وصلت إليه مصر، فهؤلاء العواجيز أفسدوا الحياة السياسية والأخلاقية
وماذا تقول عن الأغاني الوطنية حايا؟
المحاولات طيبة والعطاء وافر يليق بفورات الشباب، ولكني أحس أحياناً أن الثورة بمجملها والثوار تحولوا إلي مؤلفين وملحنين للأغاني، محاولات سامية لكنها أحياناً لا ترقي لقامة الثورة، خاصة حين يغني البعض للشهداء، أحياناً أغلب المعاني صورة مكررة بالكربون من بعضها البعض.. والأغنية الوطنية هي شعور وحب طبيعي نابع من داخل الإنسان.. وهنا أقول »اعطني وطناً حقيقياً أعطيك شعراً وغناءً حقيقياً.. اعطني إحساساً وطنياً أعطيك شعوراً وطنياً«.. أما ما نسمعه وما نشاهده فهو شيء أرجو أن ينضج مع مرور الأيام وانطفاء الفورة العاطفية والدخول في معارك حماية الثورة وهناك محاولات رائعة سوف تبقي.
وماذا تقول عن من نهبوا ثروات الشعب؟
هناك جرائم ضد الشعب المصري فيجب ان نقف مع الشعب ضد من اساء إليه وسلبه حقوقه سواء المادية أو السياسية وساعد في تخلفه ومن اجرم في حقه ونهب ثرواته بلا ضمير والثورة قامت ضد دولة العواجيز ولذلك فالناس لها ملاحظات علي بعض ما يتم ببطء والناس تتعجل المحاكمات بداية من رأس النظام وحتي اصغر انسان قتل أو ساهم في قتل الابرياء في الميدان او نهب اموال الشعب، الناس تريد ان تري انجازا حقيقيا فهذه الثورة كانت ضد العواجيز واسلوبهم البالي البطيء.
ونحن نطالب بمحاكمة عادلة للرئيس المخلوع امام محكمة مدنية حتي يستطيع هذا الشعب ان يسترد امواله المنهوبة في الخارج لان السائد هو اننا لا نستطيع ان نستردها بالمحاكمات العسكرية ونريد ان تسير الامور بصورة طبيعية واضحة وبنظافة يد والا تشوب عمليات التطهير أية شائبه وامام اعين المجتمع.
بماذا تصف الفترة السابقة
الحقيقة لا اجد لها وصفا الا اننا كنا في ناد كبير للقمار لا يكسب فيه الا اصحاب النادي فقط وكنا ندرك ان كل رجل اعمال كان يأتي للاستثمار بدفع »الفردة« ثم يأتي ليهمس في اذاننا باشياء لم يكن يصدقها عقل حول ما يقوم به مسئولون واكتشفنا بعد ان عرضت علينا الحقائق ان الفساد تجاوز كل ما تخيلنا .
وما نشاهده الان من سجن لرموز هذا العهد السابق ، هو سابقه لم تحدث في التاريخ من قبل اي دولة.
ولو وجهت رسالة للرئيس السابق فماذا تقول ؟
لا اوجه له رسالة ولكني اسأله سؤالا واحدا متي كنت تحكم فطول الوقت كانت هناك مؤمرات وعمولات وبيع غاز لاسرائيل وسرقات وتآمر وعموله سلاح وكلها تشغل كل وقتك فمتي كنت تحكم مصر وشعبها وما كان يحدث منك كان سفه وعدم وعي وسقوط اخلاقي وانحلال، فحاكم لأمة كبيرة لمصر لا يمكن ان ييعها ويستبيح خيراتها خاصة انك كنت علي ابواب القبر وتقدم بك السن.. انني اتخيله واستحضره كثيرا في منفاي هنا بالاسماعيلية واقول له انه كان من حقه تأمين سنوات عمره الباقية مثلا ب05 مليون جنيه له ولاولاده واحفاده يعيشون بهم في »بحبوحة« من العيش خاصة انه صاحب المقولة الشهيرة »الكفن ليس له جيوب« ولكن اكتشفت انهم فتحوا بطن مصر واخرجوا احشاءها امام العالم والشعب يتضور جوعا من اجل رغيف عيش .
وهل تتذكر اول لقاء معه؟
اتذكره جيدا حيث طلب لقاء الشاعر الذي الف قصيدة غناها المطرب محمد ثروت وهي قصيدة »مصر يا اول نور في الدنيا« كان حديثه معي حول انه اول ما يصحي من النوم يطمئن علي وصول العيش للناس، واعتقدت وقتها ان هذا شيء جميل، ثم اكتشفت فيما بعد ان العيش لا يصل الي الناس وانه لا يتحرك لا هو ولا حكوماته علي ارض الواقع لإيصاله.
واتذكر موقفا حدث مع البطل عبدالعاطي صائد الدبابات في حرب اكتوبر حيث كنا في حفل في السويس وكنا نقدم اوبريت مصر انشودة وطنية ووقف الممثل احمد ماهر- وفق النص - ليقول فين عبدالعاطي؟ ولم اكن اعرف ان عبدالعاطي موجود في الصفوف الاخيرة فوقف والتهبت ايادي الناس من التصفيق وتقدم عبدالعاطي ناحية الرئيس وصافحه، ولكنه غضب غضبا شديدا ولام قائد نادي الجلاء لأن عبد العاطي تقدم بدون ترتيب.
وما الذي يخيفك حاليا؟
ما يخيفني حاليا هو قضية الديمقراطية وهي قضية بالغة الخطورة جدا فالجماهير والناس تفهم الديمقراطية بمعني الفوضي، وهذه مغالطة كبري، ولذلك فانا اطالب بان تكون هناك وقفة كبري وعلي السلطة ان تظهر اليد القوية دون ان تظلم احدا. وعليها انقاذ الثورة من البلطجية واللصوص، وان توقف المطالب الفئوية وان نعود الي العمل حتي لا تحدث لمصر كارثة اقتصادية .
لقد اقلقني جدا ما حدث في قنا ويجب ان نعترف ان الدولة اخطأت في احداتها فاهالي قنا احتجوا كثيرا ودعنا لا نختلف حول اسباب الاحتجاج كما روعنا بما حدث في امبابه فهو شيء خطير يختلف كلية عما حدث في قنا أو في كنيسة اطفيح، والاقرب للواقع ان يكون وراءه اسرائيل والنظام البائد وفلوله من المستفيدين السابقين الي جانب من صفتهم الثورة من الاجهزة المنحلة.
ولقد اعطت الاتجاهات السلفية والرجعية المبرر لاعداء الثورة والوطن ليفعلوا ما يفعلون والحقيقة يجب علي الاخوة الاقباط ان يعرفوا انها ليست معركة بين المسلمين والمسيحيين وانما هي معركة اعداء الوطن .
وانا اقول ايها الاخوة الاقباط كل مسلمي مصر معكم روحا ودما ومصيرا فتنبهوا ولا تنجروا الي لعبه تنحدر بنا نحو حرب اهلية نحن وانتم فيها الخاسرون.
هذا من جانب الجماهير اما من جانب المجلس العسكري الذي نحتمي بمظلته فان الامر كما اثبت الواقع في حاجة الي اجراءات امنية وقائية تحمي الوطن وتقف بصلابة ضد المنحرفين نحن نثق في المجلس واجراءاته وفي حكومة شرف لقد آن الاوان للأمن ان يحقق الامان فالصعيد لا ينظر اليه ولا يستمع لمشاكله ولذلك فهو اكثر مناطق مصر فقرا وقنا بالذات لها تجربة مع محافظ قبطي سابق لم يكن موفقا وهذه مسألة ليس لها علاقة بالطائفية ولا اي حساسية ضد المسيحيين بدليل انها تقبلت المحافظ السابق وهو مسيحي ولكنه لم ينجح.
وماذا عن السلفيين الذين نشطوأخيراً؟
اتعجب لامر هذه الاتجاهات العبثية التي تنوي تبديد الثورة وقطع الطريق عليها وهذا ليس بجديد واعجب لامرهم لانهم افتوا بحرمانية الثورة وكفروا الخروج علي الحاكم ثم هبوا فجأة ليسبحوا فوق سطح انجازنا العظيم والتاريخي ولم اسمع احدا منهم ولو مرة يدين الفقر والحالة المتردية للفقراء وعدم قدرتهم علي تدبير حياتهم ولم اسمع منهم ادانه واحدة للعدو الاكبر الذي يتربص بنا وبهم واعني اسرائيل..
ان قضية كاميليا شحاته وغيرها اهم عندهم من الخوف علي الاوطان هؤلاء المتسلقون يحاولون سرقة الثورة شباب الثورة يعاملون كضيوف عليها .
وما رأيك في أدبيات الثورة والكتابة بعد 52 يناير؟
نحن متحذلقون بطبيعتنا نخشي الكلام البسيط الذي يوصل المعرفة لاهالينا بسرعة وبساطة ويتباري كل منا في محاولة التفوق علي الاخرين في الغموض وكأن مهمتنا ان نصعب الفهم علي اجيال علاقتها باللغة العربية متواضعه .
وقد اعتدنا ان يكتب كل منا للآخر ولا نكتب لمن لم تتح لهم فرصا في المعرفة والالمام بحيل اللغة واسرارها لذلك تحول كل منا نحن المحترفون الي جمهور للآخر.. بينما الجماهير التي تحلم بالوصول اليها قابعة هناك في اركان الجهل المظلمة نتفرج علي العابنا السحرية وكأننا نري عرضا للحواة. والحل جاء مع فتيان وشباب الثورة الذين انطلقت ثورتهم في لغة الفيس بوك هؤلاء لا يجيدون الاعيب اللغة ولكنهم يعرفون فقط ان »1+1=2« وهذا ما حقق لهم لغة بسيطة يفهمها العامة علي الاجماع ولم يكونوا في حاحة لشرح واعني بما قلت ان لغة الفيس بوك الساذجة التي كنا ننفر منها صنعت ثورة بينما لغتنا لغة العلم وصرامة القوانين وضبط المصطلحات ادت الي ان نبتعد عن جماهيرنا وان نلف في دائرة بعضنا البعض، ونلعب دورنا التاريخي الذي أدي بنا إلي الانفصال عن شعوبنا وهو تماماً ما قلته في قصيدتي قبل الثورة بزمن طويل الابرة المقطوعة.
وحاقولك ايه اللي
قطع الدايره يا أمير
وخلي ما بين النبي والخلق
الغربة وتقطيع المشاوير
ان انا وانت
بنلعب طول العمر دورين
طليعه وجماهير
وبماذا تصف المشهد في طرة؟
لا أخفي حسدي لمساجين قصر طرة الملكي خاصة انهم في نفس الزنازين التي عشنا في خنقتها وعلي اسفلتها حفاة عراة جوعي وقد ازدانت بالأسرة المنمقة والطاولات ذات المفارش، وما سمعنا عنه من ثلاجات وتليفزيونات وكنا في نفس المكان معتقلين نلبس »الورد روبا« الممزقة التي ارتداها عشرات المعتقلين من قبلنا والذين سبقونا الي نفس الزنازين.
ان مشهد امبراطور الداخلية السابق بحلة السجن الزرقاء شيء يدعو للعجب، ويجعل الكافر يؤمن بالله وقوانينه، وان كنت استبعد ألا تكون بدلة العادلي من »ايف سان لوران« او »بييركاردان« وحتي الآن لم نر صورة واحدة له ببدلة السجن وقد يكون خوفاً من الحسد.
المستقبل أفضل
هل أنت متفائل بالمستقبل؟
أعرف أن تضاريس المستقبل قاسية وأنها سوف تنهكنا صعوداً وهبوطاً وسوف نحس بالسعادة للحظات وسوف نحس ألم اليأس ومرارة الحصار.. ولكن متي تحققت الأهداف بسهولة؟.. ومتي بنيت الأوطان من تلقاء نفسها؟.. إن الجراحات الناجحة تخلف دماء، وآلاماً لكي يصح العليل.. ونحن نحاول الآن إيقاظ مصر، وقد كانت مشرفة علي الهلاك، فمن السذاجة أن نسعد فقط بما حققنا.. لقد أزلنا قمة الشجرة التي تطرح المر والشوك، ولكن الشجرة مازالت تضرب بجذورها القوية في التربة المصرية تتحدي، وكذلك فإن خريطة المتربصين تتشكل يومياً وتتخذ صوراً جديدة في كل لحظة.. وعلي شباب الثورة أن يكف عن الاحتفال بنجاحه ليرصد ويرقب المتربصين بثورته، فالثورة لم تثبت بعد وكأنها تقف علي رمال متحركة، ولن تنجو الثورة إلا بأيادي من قاموا بها.. فحذار، القضية ليست تفاؤلاً أو تشاؤماً ولكنها كفاح ملتهب لا يتوقف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.