شعره محلي بطعم الثورة .. حماسه منقطع النظير قصائده كانت وقودا نطقت بها حناجر المتظاهرين والثوار فقد ألهبتهم واعادت الي الاذهان مقولة "الشعراء قادة المظاهرات " تعرض لهجوم شديد وتم اتهامه بالتصنع احيانا وركوب الموجة ودافع عن نفسه بأنه لا يقبل المزايدة او التخوين .. يري أن الثورة كانت " تأشيرة " لعودة مصر الي المصريين وان "جحا"، "أيوه بغير"، "اباتشي"، "الجدول"، و"قصيدة سكرانة" جعلت المصريين يتذوقون حلاوة الشعر من جديد وان مشهد افقي من ميدان التحرير« جاءت لتقول للعالم أجمع ان المصريين حققوا المعجزة الثورية وصاغوا ثورة ولا اجمل جعلت العالم كله ينحني احتراما وتعظيما لها.. انه الشاعر هشام الجخ او "هويس الشعر العربي" كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه ووصيف أمير الشعراء العرب والذي اعترف بمرضه الذي لم يستطع أن يجد علاجا له واصفا الشعر بأنه سرطان وشيء لا إرادي داخله .. في البداية سألناه: الشعر لسان حال الوطن ماذا عن شعر ما بعد الثورة ؟ شعر ما بعد الثورة شعر مخيف .. ما قبل الثورة كانت لدي خبرات متراكمة .. انا اعرف اني اكتب في الظلم والقهر والبلطجة والسلبية وعندما اكتب ابحث عن الاستفزاز .. المشهد بعد الثورة مزعج ومفرح ومريب ..انا تائه لم استقر بعد عليه ولذلك لا استطيع ان اقنعك وانا حتي الان لم اقتنع ؟ كيف تري ثورة 25 يناير كشاعر؟ اراها انها اعادت اكتشاف المصريين وأخرجت أروع ما فيهم .. روح التحدي والصمود .. روح الوحدة والنضال والمطالبة بالحقوق .. روح الاخاء والتسامح والحب .. روح الميدان كما انها افرزت العناصر السلبية في المجتمع فكشفت عن البلطجية واللصوص والفاسدين والمتلونين اي انها اعادت تشكيل مصر من جديد وطهرتها من الاوبئة التي سكنت جسدها الطاهر. اتهموك بالتلون وركوب الموجة الثورية ؟ أقول لهؤلاء والله علي ما أقول شهيد كيف أكون متلونا وقد كنت في النظام السابق أقضي في بيتي يومين وباقي الاسبوع في مبني أمن الدولة حيث يتم استجوابي وتحذيري من كتابة الشعر السياسي الذي يكشف العورة السياسية ويفضح عيوب النظام .. وقد تعودت علي هذا الهجوم فقد أتهموني بأنني شاعر عامية رخيص، واني "البديل التايواني" للشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ولكني لا القي بالا لتلك الاتهامات الم تكن قصيدة جحا في عهد النظام السابق ..ما يهمني أن أعيد شعبية الشعر مرة أخري لمصر. كيف كانت كواليس حصولك علي المركز الثاني في مسابقة أمير الشعراء والتي اقيمت مؤخرا في دولة الامارات العربية؟ مواطنو الخليج هم كارهو التمرد علي السلطة وليس من ثقافتهم الخروج علي الحاكم في ظل معيشتهم عيشة مرضية علي عكس المصريين فليست لديهم النزعة للتمرد لذا معظم اشعارهم للمدح والحديث عن الحاكم ..ليست من ثقافة المصريين .. لا استطيع الطعن في نزاهة اللجنة ولكني لم اكن شخصا محبوبا.. ولا يمكن التشكيك في المحكمين لانهم قامات لا يجب انتقادهم .. ولكن الجو العام من قبل المسئولين واللجنة انه لم يكن مرغوبا فيه بالكامل ولكن شعبيتي كانت كاملة من قبل الجمهور والمشاهدين وبصراحة بعدما قلت شعراً سياسياً؛ وخاصة قصيدة "التأشيرة" علمت أنني لن أفوز بالجائزة فقد عوملت بعدها بطريقة سيئة بعدها قررت كتابة شعر عمودي وحب لانهم منحوني اقل درجة .. وفي الحلقة التي تليها والتي تزامنت مع " جمعة الغضب " كان من المفروض ان اسافر ولكن لم يحدث.. وقتها لم يكن هناك اتصال هاتفي فتحدثت معهم عبر التليفون الارضي.. وطلبت منهم تاجيل حلقتي وكنا 15 متسابقا وكنت المفروض ان اسافر الجمعة استعدادا لتصوير الحلقة يوم الاربعاء وقمت بتأجيل التسجيل رغم اعتراضات اللجنة واكدوا انني في حال عدم حضوري سأكون منسحبا .. كنت اتمني الاستمرارية وفي حال سفري كنت سأحزن لانني سأحرم نفسي من متعة معايشة الثورة .. وسوف تكون صورتي سيئة امام الجميع لذا قررت البقاء وشاركت في مظاهرة مدينة نصر. هل كان للظروف السياسية الساخنة دور في صياغة شعرك ؟ الظروف السياسية لم يكن لها دور في الكتابات .. التأشيرة تمت كتابتها قبل اندلاع الثورة والامور مستقرة في مصر .. لم تكن تمردا علي الحكام بل خطاب للحكام وكانت جملة "تبت كل ايديكم " والتي اثارت اللجنة لانها لم تكن موجودة في العمل .. في القصيدة التي تسلمتها لانها لو كتبت لحذفت ولكن اخذتني الجلاله فقلتها .. لم تكن دعوة للثورة بل كان هذا حلمنا. كنت من أكثر الناس سعادة باختيار الصاوي وزيرا للثقافة وزعلت بعد رحيله؟ هاجموا الصاوي وارفض مهاجمته لانه كان وزيرا محترما وشخصا له قيمته بدلا من وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني الذي اساء لثقافتنا لذا كان الصاوي اختيارا موفقا لم يدم وتعرض لهجوم شديد الا انني اتمني له التوفيق بعد ان جعل ساقية الصاوي منبرا للفكر والثقافة في مصر واعتبرها وزارة الثقافة الحقيقية في مصر و كنت أتمني بقاءه وزيرا للثقافة. ماذا تريد ان تقول لشباب الثورة ؟ أقول لهم كما قلت في قصيدة "حبيبتي ماتت" مصر لا تموت، مصر وجعت أولادها وأهانتهم، ولم تعد تستطيع حمايتهم الا انها بعد الثورة عادت من جديد للمصريين واطالب شباب الثورة وصانعيها ان يجمعهم ائتلاف واحد يربط شملهم منعا لمتسلقي وراكبي الموجة من اعتلائها والاستفادة منها وجني غنائمها التي دفع ثمنها شباب ضحوا بارواحهم من اجل مستقبل افضل لبلدهم. ما تقييمك لثورة شباب 52 يناير؟ لم يحن الوقت لتقييم الثورة الآن فهي تحتاج لوقت طويل لتقييمها ومصر الآن لم تصل بعد لمرحلة الاستقرار فمازالت في حالة انفجار. ما الذي سببته لك قصيدة جحا؟ جحا لم تكن تمثل لي أكبر المشاكل بل إن المشاكل بدأت معي منذ التسعينيات عندما بدأت أنتشر بين الناس بقصائدي واشعاري الثورية وبدأ أمن الدولة في مراقبتي وملاحقتي وعرفوني وعرفتهم واصبحوا مثل الاصدقاء لكن جحا كتبتها في مايو الماضي وكنت ممنوعا أقولها في مصر لكن قلتها وهناك قصائد أخري جلبت لي المشاكل الكثيرة مثل قصيدة 3 خرفان والتي تسببت في أزمة عربية كبيرة. إلي أي مدرسة سياسية تنتمي؟ لا أنتمي لاي اتجاهات سياسية معينة وكل انتمائي لمصر وحدها. ما تفسيرك لحالة الانبهار التي نراها في عيون جمهورك؟ والله لا اعرف وانا لست ممثلا واحزن لما اسمع من ينتقدني بانني ممثل بارع.. والتمثيل يضرني والدليل انني أقول قصائدي بدون أداء ثابت ودائما يتغير الأداء من مكان لمكان. قبل ثورة 52 يناير كانت معظم قصائدك عن الثورة وعن الظلم لكن بعد قيام الثورة ما طموحك الشعري؟ هدفي أن يكون للشعر العربي شعبية وجمهور وتواصل بين الناس والشعراء وأتمني أن يظهر شعراء يصنعون ما اصنعه الآن ويطلق عليهم »الشعراء النجوم« مثل أبوتريكة في عالم كرة القدم وترجع للشعر أهميته وشعبيته وخطورته في تغيير المفاهيم والافكار وحشد الناس وتفجير الثورات وتحريك الصامتين ولا أنسي مشهدا رأيته في ميدان التحرير لاطفال عمرهم 6 سنوات يرددون ما حفظوه من أشعاري والله دمعت عيني وأنا أسمع منهم قصيدة مشهد رأسي من ميدان التحرير ومصر ولادة.. عشنا أكثر من 52 سنة عجزا وقهرا وذلا وظلما لكن بعد الثورة سوف يخرج لنا ابنودي جديد وسيد حجاب جديد. هل ستوافق علي العمل في السينما؟ لا طبعا مهما حدث وبالفعل تم اختياري للعمل في بعض الافلام السينمائية في مصر ورفضتها. لماذا؟ مينفعش إما أن تكون ممثلا أو شاعرا وأنا شاعر وسأموت شاعرا. هل انت شاعر الثورة؟ لا بل كان للثورة ثلاثة ملايين شاعر في ميدان التحرير.