تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    وزير الإسكان يتفقد مشروع مرافق الأراضى الصناعية بمدينة برج العرب الجديدة    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    عدي الدباغ على أعتاب الظهور بقميص الزمالك.. اللاعب يصل القاهرة غداً    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر الكبير فاروق شوشة يتحدث ل » « عن وقفات في مشوار حياته:
شباب الثورة فجروا في وجدان الشعراء المعني النبيل للشعر!
نشر في الأخبار يوم 15 - 03 - 2011


فاروق شوشة .. أنا متفائل جدا
»الشهداء«..
قصيدتي التي كتبتها
تعبيرا عن الثورة
أعضاء مجمع اللغة العربية مثل غيرهم
من الذين يقفون دائما ضد الفساد
يوم 9 يناير الماضي تصادف عيد ميلاد الشاعر الكبير فاروق شوشة حيث اكمل خمسة وسبعين عاما وبعد هذا اليوم بأكثر من اسبوعين انفجرت ثورة الشباب في 25 يناير من الشهر نفسه.. وما بين هاتين المناسبتين الهامتين عاش الشاعر الكبير بأحاسيسه ومشاعره وبأفكاره.. لذلك كان علينا ان نلتقي كما يحدثنا عما كان يدور في ذهنه وفي قلبه وفي عقله.. ما بين يوم ميلاده ويوم ميلاد ثورة الشباب فتعالوا الي التفاصيل..
وفيما يخص حديث ميلاد هذه الثورة والتي نبدأ بها مشوار هذا الحوار فقد وجد الشاعر الكبير فاروق شوشة فيها عودة الروح الي الشعب المصري وإعلان الي كل العالم ان المصريين قد طردوا شبح الخوف واستردوا حرياتهم في التعبير وفي الفعل..
وانهم قادرون منذ هذه اللحظة علي إسقاط الفاسدين أولا، وبناء الدولة الحديثه ثانيا..
أما رأيه عن موقعة الجمل التي حدثت فأكد انها مؤامرة مدبرة من فلول النظام السابق لكي يقضوا علي الثورة وهي في مهدها.. لكن الشيء المفاجيء ان هذه المؤامرة ادت ان تصبح ثورة الشعب أقوي وأن تجمع من حولها الملايين من ابناء الشعب.. واصبحت الثورة محاطة ليس فقط بعزائم الواقفين في الميادين ولكن بالدماء المقدسة التي سالت من الشهداء..
دور الشعراء
كان للشعراء دور بارز في تأجيج حماسة شباب الثورة فأين كان المفكرون والنقاد وبقية المبدعين؟
أعتقد ان شباب الثورة هم الذين منحوا حماسهم للشعراء وليس العكس.. الشباب هم الذين فجروا في وجدان الشعراء المعني النبيل للشعر وأعادوهم الي حقيقة انتمائهم لهذه الامة ولهذا الشعب..
أما المثقفون.. فالشرفاء منهم كانوا مع الثورة منذ اللحظة الاولي وهناك من حاول المناورة ومن حاول وتراجع ومنهم من وقف في المنزلة بين المنزلتين ومن تاب وأناب في آخر الامر، بعد ان ادرك ان كل المحاولات الخسيسة التي يمارسها الانتهازيون كشفت ولم تعد مقبولة من الناس..
طوفان الشباب
هل توقعت أن تتحول بدايات الثورة الي نهايات رائعة الي هذا الحد؟.. أم أن الامر كان مفاجأة لك؟
يوم الثورة طالعت الصحف الصباحية التي تحدثت عن توجه عدد من الشباب للتجمع في ميدان التحرير.. وتصورت ان الامر لن يخرج عن شكل المظاهرات العادية التي تعودنا علي رؤيتها في اماكن مختلفة والتي كان بعضها فئويا يطالب من خلالها عمال وموظفون أو من ينتمون الي مؤسسات وهيئات بما يعتبرونه حقوقا مشروعة لهم..
وتصورت ان الامر سينتهي بانتهاء اليوم لكن فوجئت في مساء اليوم الاول بأن الذين تجمعوا لفعل الثورة هم مئات الالوف وليسوا افرادا أو مئات..
ثم جاء اليوم التالي ليؤكد ان صيحة الثورة قد وصلت الي كل ابناء مصر.. وان الامر جاد وليس هزلا.. وان الشعار الذي رفعته الثورة منذ اللحظة الاولي وهو »الشعب يريد إسقاط النظام« كان بالغ الاهمية والشجاعة، منذ ذلك الوقت أيقنت ان الحل الذي انتظرناه طويلا لكن لم نفعل شيئا لتحقيقه.. قد تحقق اخيرا علي أيدي هؤلاء الشباب..
وان الذين كانوا يكتبون ويطالبون ويتغنون بالاصلاح وبالقضاء علي الفساد دون ان يكون لما يكتبونه اي صدي قد جاء طوفان الشباب ليحققه في ساعات قليلة.
قصائد التنبؤ
وهل حملت قصائدك إشارات تنبيء بالثورة؟
كثير من هذه الاشارات، خاصة في الاعوام الاخيرة كلها.. فقد نشرت في المجموعات الشعرية الاخيرة عددا كبيرا من القصائد التي تعري النظام السابق بكل فساده وتعري المثقفين الذين نافقوا واصبحوا خدما له وكتبت قصيدة يعرفها الجميع عنوانها »خَدَمْ« تتحدث عن مأساة بعض المثقفين في زماننا الذين ارتضوا لأنفسهم، ان يكونوا خداما للوزراء أو لحكام أو لرئيس.
وأعتقد ان اعتذاري عن الذهاب للقاء الرئيس السابق ضمن وفد من المثقفين وهو آخر لقاء تم بينه وبينهم، اعتذاري عن عدم الذهاب والمشاركة في هذا اللقاء كان تعبيرا عن إحساس بأن الامر لم يعد يتطلب الا الثورة الحقيقية والا تغيير الامور والا مواجهات الفساد.
القصيدة التي عبر فيها فاروق شوشة عن أحاسيسه تجاه الثورة.. هل كتبتها فعلا أم لازلت تنتظر حتي تختمر مشاعرك؟
كتبت بالفعل وحملت عنوان »باسم الشهداء« وفيها تمجيد لأرواح شهداء 25 يناير باعتبار انهم أنبل شباب مصر.. ودائما في كل ثورة هناك إكبار وتعظيم لمن يفتدون الوطن بأرواحهم وتكون دماؤهم هي الثمن الذي يدفع من أجل انجاح الثورة وتحقيق الحرية للوطن..
فاذا كان هناك من يكرمون من بين من قاموا بهذه الثورة منهم شهداؤها الابطال اطفالا ورجالا ونساء.. واعتقد انهم سيمثلون الصفحة الخالدة التي ستبقي ناطقة بعظمة هذه الثورة.
أنا متفائل
بعد ان نجحت الثورة ومع قلق الكثيرين من الانفلات وخشية الفوضي هل انت متفائل أم متشائم؟.
أنا متفائل جدا لاني أعلم ان الساهر علي الامور والنظام هو الجيش الوطني الذي حمي الثورة منذ أول لحظة.. صحيح ان صبر هذا الجيش طويل وانه لا يتدخل إلا بعد ان تضج الاصوات بالمطالبة، حافظوا علي الثورة انتبهوا للثورة المضادة، لا تتركوا مجالا للمفسدين.. ولذلك أتوقع من الجيش الا ان يتحفظ علي كل من يعتبره خائنا لوطنه..
واتوقع ان يقوم بفرض حظر علي كل رموز النظام السابق وان يضعهم في حجمهم الحقيقي بعيدا عن الانفصال بحركة المجتمع حتي لا يتمكنوا من الإساءة الي الثورة خصوصا وان ما نراه الان من حولنا من تظاهرات طائفية.. أو فئوية قد اندست بالفعل فيها عناصر تريد زعزعة الاستقرار والاساءة للثورة واقناع الناس بأن الوضع القديم كان أفضل..
وان الثورة قد أوصلتهم الي الفوضي.. فالجيش وحده الان يملك بكل ما لديه من حزم وقوة ووطنية ورؤية صحيحة للامور ان يفرض النظام المطلوب وان يقضي علي الاوكار التي مازال يعشش فيها الفساد.
خفافيش الظلام
الشارع الذي احتضن الثورة هل هو ذاته الان بنفس المشاعر والأحاسيس أم أن الامر قد تغير؟.
مازال الذين استقبلوا الثورة وآمنوا بها وأقسموا علي التضحية من اجلها ووعدوا بأنهم لن يتخلوا عنها ولديهم القدرة ان ينزلوا الي الميادين مرة أخري اذا احسوا ان الثورة قد تعرضت الي ما يمكن ان يكون تحديا لها.. هؤلاء الناس جميعا يعيشون الان روح الثورة، صحيح هناك تجاوزات ومخالفات وعناكب سوداء خرجت كالخفافيش من مكانها لكن هذا كله سيسحقه الثوار وستقضي عليه يقظة الجيش والامن عندما تنزل الشرطة في عهدها الجديد.
ومن الواجب ان نتخلي عن المطالب الفئوية الخاصة وان ندرك ان الوطن يحتاج الان الي العمل الذي يحقق الانتاج. وان يصبر اصحاب المطالب الفئوية قليلا فقد عاشوا ثلاثين عاما في قهر وكبت وظلم وقضاء علي الحقوق دون ان يفتحوا افواههم بكلمة..
الان قد جعلتهم الثورة ينطلقون ويبوحون ويشجبون ويعلقون، عليهم ان يلتزموا بالحد الادني من الصبر حتي تستقيم الاوضاع ويتحقق الامن الكامل..
شعارات فصيحة
اين المجمعيون من هذه الثورة باعتبارك امينا عاما لمجمع اللغة العربية؟
المجمعيون مثل كل طوائف الشعب وكل فئاته وكل طبقاته أدركوا ان هذه الثورة ثورة للجميع بمعني لابد من روح شابة تقتحم مؤسسات هذا الوطن وتجعل ايقاعها في العمل شابا متطورا يتفق مع منطق الحياة الان.. الأمر الثاني:
المجمعيون مثل غيرهم من اعضاء المؤسسات والهيئات الاخري يقفون ضد كل ما هو فاسد.. لذلك يعتبرون ثورة الشباب التي تكلمت بلغة جميلة وصحيحة هي عودة الي اللغة العربية السليمة وعودة الي طرح الشعارات الصائبة والتي خلت من الاخطاء.
اعني ان الذين صاغوا شعارات الثورة نطقوا بلغة فصيحة وسليمة وبالطبع علي المجتمع اتساقا مع رسالته ان يؤيد هذا التطور الكبير في المجتمع وان يدعم تصدي السائرين لمواجهة اللغة المسفة التي شاعت بين بعض فئات المجتمع وفي اوساطه الي حد ان بعض مقالات صحفنا كانت تكتب بعامية مرذولة وكثير من اغانينا سقط في بئر الاسفاف فضلا عن ان لغة السينما والمسرح قد حدث لها نفس الهبوط ونحن الان في عصر نحاول فيه استرداد كرامتنا وأول ملمح في الكرامة ان تكون لنا هوية لغوية كريمة وصحيحة ومحترمة..
إيقاع أسرع
وماذا يقول فاروق شوشة لقواتنا المسلحة؟
اقول للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ونحن نثق فيه كل الثقة ونؤمن بوطنيته ونري ان حمايته لثورة الشباب نجت مصر من ان يحدث فيها ما يحدث في ليبيا الان..
أرجو من هذا المجلس ان يكون ايقاعه اسرع والا يعتبر ان مهمته مقصورة علي هذه الشهور القليلة التي يجب ان ينجز فيها كل شيء.. فمصائر الاوطان تحتاج الي اوقات اكثر واطالب بمجلس رئاسي يتولي المسئولية في مصر. حتي لو ظل هذا المجلس عاما أو عامين وليس هذا بالمدة الكبيرة من اجل إعادة تشكيل قوي المجتمع السياسية واعطاء المجال لقوي الثورة لان تكون لها فاعليتها.
أرجو من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ايقاعا اسرع وموقفا اكثر حزما في مواجهة كل العناصر التي تخرج بقصد محاربة الثورة والقضاء عليها.. كما اشيد باخلائهم لميدان التحرير من الذين مارسوا فيه العبث والتقاذف بالحجارة والاسلحة البيضاء، علي مدار عدة ايام..
وأكرر ارجو من القوات المسلحة الا تعبر بعد الان علي اي خروج غير مشروع يفتح الباب لاندساس عناصر مخربة ومتواطئة وتعمل بتوجيهات وبانفاق من رموز النظام الفاسد الساقط.
يوم الميلاد
وكان لابد وكما ذكرت من قبل ان نقترب كذلك من يوم ميلاده.. وذكريات هذا الميلاد وما ارتبط به من احداث سمع بعضها وعاش احداث بعضها الاخر وهي الاكبر بحكم ادراكه لما كان يجري حوله.. لقد فتح فاروق شوشة قلبه وعقله في بقية هذا الحوار.. فتراه يحدثنا عن ملامح من بعض سيرته الذاتية وعلاقاته الانسانية بأهله وبأصدقائه وبأولاده وأحفاده..
ليست سيرة ذاتية
سألت: كتبت سيرتك الذاتية بأسلوب يصل لمستوي الشعر.. فهل كان لتوقيت كتابتها سبب؟
هي ليست سيرتي الذاتية وإنما هي سيرة شعرية وسيرة عن علاقتي بالشعر.. وكان السبب فيها محاضرة ألقيتها في نادي وجدة الثقافي ثم تحولت المحاضرة الي مشروع كتاب.. هذا الكتاب يروي كيف اكتشفت الشعر وكيف بدأت أمارسه.. والذين اثروا في وكيف اكتب القصيدة وسميته »عذابات العمر الجميل«..
هل افصحت عن معظم اسرارك أم ادخرت الكثير منها لفرص بوح اخري؟
اسراري الشعرية فقط أما فيما يتصل بحياتي الخاصة بصداقاتي بقصص مع ناس هذا شأن آخر، فلقد كتبت ما يهمني في ذلك الوقت المبكر.. هو العلاقة مع الشعر.. اما السيرة الذاتية فسيجيء موعدها إن شاء الله.
مسكونون بالحزن
الاحزان في حياة فاروق شوشة هل هي الدافع وراء هذه المسحة الحزينة في اشعارك؟
لا.. لا.. هي تكوين صوتي ثم اصبح تكوينا شعريا، لكني اقول دائما ان المصري بطبيعته مسكون بالحزن.. أولا لامتداد الزمان والحضارات والثقافات ثم لمعاناة واقع نشأت فيه وانا صغير في القرية وكان عالم الفلاحين والعذابات التي يعيشونها باستمرار كانت تترك صداها في وجدان هذا الطفل..
وهل يبكي فاروق شوشة؟ ومتي؟
قطعا أبكي كثيرا لمواقف حساسة ومؤثرة وأكثر الذين يبكونني الاطفال عندما يعانون ولا يستطيعون التعبير عن آلامهم..
مع المرأة
المرأة في حياة فاروق شوشة كملهمة وصديقة ورفيقة طريق؟
المرأة اساس.. شاعر ليس في كونه امرأة ليس شاعرا ولذلك نحن نتشكل بعلاقة مصيرية وحميمة مع المرأة منذ تكويننا كجنين في رحم الام.. وتصبح العلاقة مع الام هي بداية التعرف الي عالم الامومة والكينونة.
ثم تتواصل هذه العلاقة مع الاخوات ثم مع حبيبة تصبح ملهمة.. ثم تصبح زوجة.، ثم مع بناتي ومع احفادي كل هذه صور..
أنا أريد أن اقول ان العلاقة مع المرأة ليست رافدا واحدا ولا تيارا واحدا انما هي جملة أنهار وجملة روافد؟
الوالد والوالدة.. ايهما اكثر تأثيرا لفاروق شوشة الانسان والشاعر؟
لا أستطيع التمييز بينهما.. ابي كان معلما وعن طريق مكتبته الصغيرة في البيت اكتشفت الشعر وتعلمت القراءة.. امي كانت الحانية والتي تجذبني الي الشعر وتشجعني عليه..
ابي كان يطرد الشعر من البيت يري انه سيفسد الدراسة في المراحل الاولي.. فكان الشعر شيء اقرأه خفية لكن امي هي التي كانت تشجعني لانها كانت تحس ان علاقتي به علاقة صادقة وحميمة.
هل لامك موقف ساعد علي تحديد مسارك؟
بيتنا الريفي كان في المزارع بينما بيت جدي لأمي كان في القرية ويجاوره مقهي كبير يجيء اليه في ليالي رمضان منشد شعبي هو سيد حواس علي الربابة وينشد مع فرقته السيرة الهلالية..
امي كانت تأخذني في الاجازات الي بيت ابيها.. ومن خلال هذا البيت تصل الينا اصوات المقهي واصوات سيد حواس.. وكذلك ايقاع السيرة الشعبية وخيال السيرة الشعبية وابي زيد الهلالي.. والزناتي خليفة والمعارك والفتوحات وقصص الحب كلها دخلت الي وجداني قبل ان اعرف الشعر الفصيح.
بناتي
هل تعتبر ابنتك يارا هي أجمل قصائدك علي الاطلاق؟
وهناك تزاحمها رنا.. لي بنتان ولا استطيع ان اقول واحدة منهما هي القصيدة لكن بشكل عام انا احس ان كل ما يملأ حياة الانسان وكل ما ينفعل به هو مشروع قصيدة.. يعني انا عندي أربعة احفاد لكل منهم كتاب..
الفت كتابا شعريا عن الكبري واسمها حبيبة والكتاب اسمه »حبيبة والقمر« ثم جاءت ملك فأصبحت »ملك تخطو خطوة« ثم جاء عز الدين واسميت الكتاب »الامير الباسم« ثم جاء الحفيد الرابع حمزة وكتبت كتابا لكنه لم يصدر..
هل تعطيهم الوقت الكافي للهو معهم وماذا يمثل ذلك لك؟
هذا هو الوقت الذي أمارس فيه امرين شديدي الاهمية.. أعود طفلا وأتصرف كما يتصرف الاطفال.. الامر الثاني: ان اغتسل من كل متاعب الحياة.
من قارئك وناقدك الأول؟
سأقول بصراحة قارئي الاول بهذا المعني اذا تحقق هو زوجتي لكن في كثير من الاحيان تفاجأ بأني كتبت شيئا ونشرته وتحول الي كتاب ونراه وهو كتاب.
وأنا احس قبل مرحلة النشر الشاعر عار، الشاعر في حالة عري.. يظل الورق كامنا والنص مختبئا حتي ينشر كتاب.. أما ان يكون هناك شخص اعطيه الورق عندما اكتبه ليس لدي احد لكن في بعض الاحيان في السنوات الاخيرة اعرض علي زوجتي هالة ما كتبته وهناك اصدقاء كثيرون انا اثق بذوقهم منهم حماسة عبداللطيف، محمود الربيعي، الدكتور سعيد بدوي هؤلاء اصدقاء وأنا نس بأرائهم..وبرؤيتهم.
ليس لي تلاميذ
هل نستطيع ان نقول ان شاعريتك انجبت تلاميذ؟
لا أقول ان لي تلاميذ.. اقول ان هناك شعراء وشاعرات عرفتهم في مسيرة حياتي الطويلة شجعتهم علي الكتابة، كتبت عنهم كتبت مقدمات لدواوينهم، عرفتهم علي اشخاص في الحياة الادبية قدمتهم في برامج اذاعية وتليفزيونية.
هذا يعني انهم افادوا منك بمساعدتك لهم، وليس بشاعريتك أو لغتك؟
عندما تقابلين شاعرا في مقتبل العمر أول ما تنصحين به هو الاهتمام باللغة لان الشاعر مهندس لغة فلابد ان يكون متقنا لها.. أنا اشبه اللغة بجواد جامح.. اذا الفارس الذي سيركب الجواد لا يستطيع إحكامه سيقفز به علي الارض بعد خطوتين فيدق عنقه.. وبالتالي لابد ان يكون فارسا متمكنا من صهوة لغته..
وبالفعل ساعدتهم في اللغة في القراءة في معرفة الشعراء الحقيقيين في معرفة كيف يمارسون عملية الكتابة، فليس كل خاطر عابر يمكن ان يصبح موضوعا للكتابة، لابد من التركيز والتعميق الي آخره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.