هل ذهبت يوما إلى طبيب وكتب لك روشتة علاج واستطعت أن تفهم شيئا مما ووصفه لك من علاج حتى لو كنت خبيرا ببواطن اللغة الإنجليزية، أتحداك لو استوعبت شيئا مما كتب فسترى مجرد طلاسم يصعب فك شفرتها وكأنه عمل كتب بخط دجال ولن يفهمه إلا دجال آخر "الصيدلي"، وقد لا يفهم الصيدلي الشفرة ويقرأها بشكل مختلف ويصرف دواء آخر ليذهب المريض "في الرجلين" !! فبعد أن ارتفعت نسبة الوفيات في دولة أستراليا الشقيقة حتى بلغت 7 آلاف مواطن سنويًّا، وذلك بسبب أخطاء في علاج المرضى وتوصيف الأدوية اللازمة لكل حالة، حيث كشفت إحدى الدراسات التي أجرتها الحكومة أن 61% من الأخطاء التي تسببت في وفاة المواطنين تتعلق بسوء تفسير بعض الأحرف المكتوبة في «روشتة» العلاج، نتيجة الخط السيئ للأطباء، وعدم تمييز الصيادلة له، لجأت الحكومة إلى خطة تتمثل في تخصيص حوافز مالية للأطباء حال كتابة الروشتة من خلال الكمبيوتر وطباعتها للمريض، ونجحت الخطة في خفض نسبة أخطاء الكتابة من 37% إلى 7%، وإنقاذ حياة الملايين. أما في الجمهورية بتاعتي فقد قمت بإصدار قانون بإلقاء القبض على كل طبيب يكتب روشتة بخط سيئ يصعب قراءته من الحاصلين على محو الأمية بحد أدنى حيث يقضي مدة عقوبة تصل إلى 10 سنوات مع الشغل، وقد تقرر منح الأطباء دورات في تحسين الخطوط نظرا لأن إمكانيات الجمهورية محدودة ولن تتمكن من توفير جهاز كمبيوتر وطابعة واحدة لكل طبيب.
