في كل دول العالم لا تصرف الصيدلية أي دواء إلا بروشتة طبيب بينما تتباري الصيدلات في مصر في صرف الأدوية بالتليفون وتوصيلها "ديلفري" للمنازل ضاربة عرض الحائط بأبسط قواعد السلامة الصحية للمريض.. الأخطر من ذلك ان من يعمل في الصيدليات الآن يحمل عدد كبير منهم دبلوم التجارة أو ليسانس الآداب! في البداية تقول علياء أحمد - ربة منزل - انها تعرضت للأنفلونزا وباستشارة أحد العاملين بالصيدلية نصحها باستخدام مضاد حيوي جرعة 1000مجم مما تسبب في اصابتها بهبوط في الدورة الدموية كاد يودي بحياتها وعندما ذهبت للطبيب نبهها لخطورة الدواء ووصف لها علاجا آخر تحسنت عليه صحتها. ويضيف محمد غنيم مهندس مستشهدا باحدي الحالات التي دخلت في غيبوبة بسبب تناولها لأودية بالخطأ نصحها بها أحد الصيادلة وتبين من تحقيقات النيابة انه يحمل دبلوم تجارة. ويؤكد تامر عاطف موظف انه تم القبض علي شاب حاصل علي دبلوم تجارة ينتحل صفة صيدلي ويعمل بصيدلية تخصصت في التلاعب بتاريخ صلاحية الأدوية وتركيبها مؤكدا ان الظاهرة منتشرة في الأرياف ولابد من وجود قواعد صارمة في مصر لمنعها. بينما تقول ليلي الديدموني - ربة منزل - انها لا تقدم علي شراء أي دواء إلا عن طريق الوصفة الطبية "الروشتة" التي يكتبها لها الطبيب المعالج لمعرفتها بالاخطاء التي يقع فيها الصيادلة بالإضافة إلي ان أغلب من يقف من الصيدليات هذه الأيام من حملة الدبلومات وغير مؤهلين لقراءة الروشتة من الأصل. ويوافقها الرأي محمد عثمان 84 عاما قائلا: انه لا يذهب للصيدلية بدون الروشتة أبدا لأنه يعاني من أمراض كثيرة ويخشي علي نفسه أن يتعاطي عقارا بطريق الخطأ إلا انه يستعين بالصيدلي في حالة الصداع أو نزلات البرد.. ويؤكد ناصر سيد - من الفيوم - انه من الضروري أن يجرم صرف الدواء من الصيدلية بدون روشتة وأن يتم التفتيش عليها بشكل دوري ومعرفة من يقف بها لصرف الدواء حيث انتشرت العمالة فوق المتوسطة بهذا المجال بشكل ملفت للنظر هذا بالاضافة لوجود بعض الصيدليات لدينا تقدم الوصفات الطبية والأدوية مستغلة ضيق ذات اليد للأهالي من عدم تمكنهم للذهاب للأطباء. وتشير سيدة محمد ابوبكر 70 سنة إلي انها قامت باجراء جراحة تغيير مفصل وهي تصرف علاجا ثابتا شهريا من الصيدلية أسفل منزلها وهم علي علم بذلك وهي تستشيرهم بها لعدم قدرتها علي الحركة. صيدلي بدبلوم تجارة محمود السيد يقول انه خريج تجارة ويعمل بصيدلية منذ سنتين ولم يعط أي استشارة طبية لأي فرد علي رغم تكرار طرح الاسئلة عليه حيث يعتمد المواطنون علي الصيادلة كبديل للأطباء وهو مجرد مساعد يقوم بصرف الدواء الذي يطلبه منه الدكتور المشرف علي الصيدلية. وترد هبة السعيد انها تخرجت في كلية الصيدلية منذ عامين ولم تحصل علي فرصة عمل إلي الآن مشيرة إلي انه لا يجوز عمل أي خريج مهما كان مستوي تعليمه بالصيدلة فهم درسوا لمدة 5 أعوام كيفية تحضير الأدوية وتناسبها مع ظروف المريض والآثار الجانبية لها. الديلفري.. خدمة سريعة بينما يري الدكتور خالد سيد - صيدلي بأن فكرة "الديلفري" في الصيدليات الآن ما هي إلا مواكبة لمجريات الأمور في البلاد وتقديم مستوي أعلي من الخدمة للمرضي حيث ان هناك اصحاب مرض مزمن دائمي الاتصال بنا لا يستطيعون الحركة نقوم بارسال الدواء لهم مثل مرضي الربو والسكر وأصحاب الادوية الشهرية. هذا بالاضافة لارسال من يقرأ "الروشتة" للمرضي في حالة عدم استطاعتهم قراءتها وهذه خدمة نقدمها لعملائنا كي لا يصرف دواء بالخطأ وهناك ادوية يجوز صرفها بدون "روشتة" مثل أدوية الصداع ونزلات البرد والسخونة بعد التأكد ان المريض لا يعاني من أمراض أخري. شروط مطلوبة الدكتور علاء ماهر رئيس الادارة المركزية لمستشفيات جامعة القاهرة يري انه بالاضافة للعديد من الشروط التي يجب توافرها في الصيدلي كتوفير كارنيه النقابة العامة وكارنيه النقابة الفرعية ويجب أن يكون علي درجة من العلم في اعطاء الارشادات الطبية اللازمة ومعرفة طريقة الاستعمال وحفظ الادوية وصلاحيتها ومطابقتها لدساتير الادوية.