سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صيادلة مصر يطالبون ب"الروشتة الإليكترونية".. الدكتور حمدى فتحى: حلقة وصل بيننا وبين الطبيب.. الجويلى: تبعدنا عن "الكتابة المعقربة" وتحمى من الموت خطأً.. الطنانى: تخزن معلومات عن المريض وتوفر الوقت
عندما يصاب شخص ما بوعكة صحية يذهب إلى الطبيب الذى يقوم بتشخيص الحالة ثم كتابة الروشتة، تلك الروشتة دائما ما كانت مسار سخرية المصريين، لدرجة جعلتهم يؤلفون عنها النكات، فتقول النكتة "مريض بيقول لصاحبه ليه خط الدكتور وحش محدش بيفهمه إلا الصيدلى لدرجة إنى بحس إن الدكتور كاتب فى الروشتة للصيدلى أدى البنى آدم اللى قدامك أى حاجة وفكك منه". وعلى الرغم من أن هذا الأمر على سبيل السخرية والهزار، فإنه يطرح أسئلة خطيرة، وهى "من يدفع ثمن خطأ كتابة دواء بالروشتة الورقية التى يكتبها الطبيب؟"، وهل الروشتة الإليكترونية والتى أصبحت مطلبا عاما يطالب به الصيادلة هى الأفضل؟". يقول الدكتور أحمد الجويلى منسق حملة "أنا صيدلى أنا فاهم شغلى"، إن الكثيرين يعتقدون أن الفارق بين الصيدلى والعامل داخل الصيدلية هى مقدرته على قراءة "الروشتة المعقربة" التى يكتبها بعض الأطباء، إلا أن هذا غير صحيح، فلا يصح أبدا أن يقضى الصيدلى أكثر من نصف ساعة فى محاولة قراءة روشتة يمكن أن يخطأ ويصرف للمريض دواء آخر. وقال الجويلى من الأمثلة التى واجهتها أنا شخصيا إن مريضة تعانى من نزيف وجاءت لتصرف الروشتة التى كتبها طبيب النساء والتوليد، كان فيها حقنتين دايسينون وحقنتين هيموستات مع دافلون وجينيرا، ووضّحت للمريضة ببساطة إن الدكتورة كانت تقصد أن تعطيها هيموكيون بدلا من هيموستات، لأن الهيموستات هو نفس الدواء الدايسينون، والحمد الله اقتنعت المريضة، لكن كثيرين غيرها لا يقتنعون. وأضاف الدكتور حمدى فتحى صيدلى ومحاضر حر، قائلا إن الروشتة هى حلقة الوصل بين الطبيب والصيدلى، حيث تتضمن الوصف الدوائى للطبيب بناء على تشخيص سليم لحالة المريض، لذا فمن واجب الصيدلى المهنى أن يصرف الروشتة كاملة بجرعتها وكيفيه استخدام الدواء، وهذا ما يجد فيه الصيادلة (الكبار منهم وحديثو التخرج على السواء صعوبة بالغة خصوصا مع الروشتة اليدوية التى يقوم فيها الطبيب بكتابة أسماء الأدوية بخط يده". وأشار حمدى إلى أن بعض الأطباء يكتبون أول حرف أو حرفين فقط من اسم الدواء ويترك الباقى لتخمين الصيدلى تارة، أو كتابة الدواء بخط مبهم تماما غير واضح المعالم تارة أخرى، وكلا الأمرين سيؤدى حتما إلى صرف دواء خطأ قد يؤدى إلى تدهور الحالة الصحية للمريض بصفة مبالغ فيها، لذا اتجه الصيدلى مؤخرا إلى مطلب بسيط يصب فى مصلحة المريض المصرى وهو كتابة الروشتة بأصنافها وجرعاتها وتشخيص الطبيب إليكترونيا على جهاز الكمبيوتر، مما يساعد الصيدلى فى تأدية دوره المهنى فى صرف الدواء الصحيح بجرعته المناسبة للمريض، مؤكدا على استجابة بعض الأطباء بالفعل إلى هذا المطلب، معتبرين أن هذا المطلب غرضه مصلحة المريض. وفى نفس السياق، أكدت الدكتورة أسماء الطنانى أخصائية علاج طبيعى وعضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة، أن استخدام الروشتة الإليكترونية من الأمور البسيطة والتى تتمنى تطبقها فى مصر، حيث إنها تعمل على تخزين كمية كبيرة من المعلومات عن المريض فى مساحة صغيرة مما يسهل عملية فحص واسترجاع أى معلومة عن أى مريض فى لحظات معدودة، مضيفة أن هذا النظام يتبعه بعض الأطباء فى مصر منذ عدة سنوات ولا يحتاج سوى جهاز كمبيوتر وطابعة أوراق. وأشارت أسماء إلى أن الروشتة الإليكترونية تجعل المريض سعيدا، حيث إن الغالبية العظمى من المصريين يعشقون الجديد وخاصة الخاص بمجال التكنولوجيا لذلك يؤهلون نفسيا كثيرا عندما يرون الروشتة الإليكترونية ويبدأون بالفعل بالتجاوب مع الطبيب.