" الأوضه دى إحنا عايشين فيها خمسة.. وماتسألش إزاى "هكذا قالتها وهى تبتسم في منتصف حديثنا وهى تبتسم، أم محمد تعيش في تلك الأوضة "برملة بولاق" مع والدتها وزوجها وأولادها، كان يتلف حولنا ثلاث سيدات ومجموعة من الأطفال لا يتميز أحدهم عن الثاني في شىء. " كنبة وحصيرة وبوتجاز" هكذا هو الأساس في عششهم التي لا تزيد ولا تنقص عن بعدها شيئا وهناك شاشاة تليفزيون صغيره يشترك عدد من العشش فيها لمتابعة أخبار نفس البلد التي ينتمون لها اسما فقط. " دول شوية عيش مكسر بنأكله للبط وكمان بنبيعه اهو حاجه بنطلع منها رزقنا كل يوم، ويعنى أهو بنقلب رزقنا شوية مكرونه على شوية رز وأدينا عايشين " هكذا كانت إجابتها حينما سالتها قائلا " إنتو عايشين ازاى وبتصرفوا منين " شعرت في إجابتها بحسرة ليست على نفسها ولكن على أولادها الذي إلتفو حولنا ليستمعو إلى ذلك الحديث الذي من العيب أن أسميه " شيق ". ألقت قطعة العيش من يدها سريعا وإبتسمت وردت بكل عزة "لا طبعا ماينفعش تصورني انا صورتى ماطتلعش في الجرايد بدل ما تصورنى وصل صوتنا وخلى حد يجيى يساعدنا". كنت أقف على باب العشه لالتقط لها صورة أو صورتين بالأكثر فحجمها لا يساعد لالتقاط أكثر من هذا العدد، وكانت هي تقف خلف ظهرى لتشرح ليه كيف يعيشون في مثل ذالك المكان منذ أكثر من 40 عام. في النهايه وقبل أن ارحل إستوقفتنى قائلة: "هو إنتو ممكن تساعدونا اصل ناس كتيره جت وصورة وماحدش عملنا حاجه انتو ممكن تساعدونا" شعرت وقتها بوجع كبير بداخلى لاننى أعلم تمام العلم أن الساده المسئولين لن ياخذو بمثل هذا الكلام ولكن أجبتها قائلا "إلى هايسعدنا ربنا ماحدش غيره هايقف جمبك وجمبى وكل واحد بيعمل إلى يقدر عليه وقولى يا رب".