"منة".. كانت من أول من قابلت حين كنت فى "رملة بولاق" كانت إحدى الأطفال الملتفين حول "الكتكوت" المريض والذى كنت قد ذكرت أن رجله كانت مكسورة، وهم يحاولون مساعدته. كانت أكبرهن سنا وكانت هى المتزعمة للعملية التى كانوا يقمون بها فى علاج ذلك الطائر الصغير، نظرت لى وأبتسمت وشرحت لى كيفية معالجته عن طريق ربط رجله المكسورة بعصاية صغيرة كي تستمر فى انتصابها لحين عودتها لطبيعتها مره أخرى. وقفت لالتقط لها صورة مسكت "كتوكتها " ووقفت وقبل أن التقط الصور نظرت لها من خلف العدسه وقلت لها وانا ابتسم " انتي نفسك في إيه " كانت إجابتها "مش عارفة". أبعدت عدسة الكاميرا وقلت لها "يعنى إيه مش عارفه انتي لما بتقي قاعدة مع نفسك بتحلمى تكونى إيه" ابتسمت ابتسامة الخجل وقالت بكل شفافيه "أنا عمري ما فكرت أنا نفسي فى أيه أصل النفس مش لينا"، هكذا قالت واليأس كان يملأ عينيها. ابتسمت والتقطت لها صورتها، ولم تطلب أن تراها ولكنى حاولت مداعبتها لأعلم ما سبب فقدانها الأمل ولكن في النهاية علمت أنني أتعامل مع إنسانة تحطمت بداخلها كل منافذ الأمل ولم يبق منها سوى جسد يصارع من أجل الحياة. الصورة القادمة من داخل رملة بولاق: "الأوضه دى إحنا عايشين فيها خمسة.. وماتسألش إزاي".