ومثلى كثير من المسلمين، ينتظرون مع أخوتهم المسيحيين قداس عيد الميلاد المجيد فى ليلة الميلاد بكاتدرائية ميلاد المسيح التى تنير سماء العاصمة الجديدة من السنة للسنة. عيد الميلاد غبطة وسرور، وأنوار الميلاد تملأ وادينا الطيب، تهبنا بركة وفى نفوسنا المحبة، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. قداس الميلاد فى كنيستنا الوطنية ليس كمثله قداس، خاص جدًا، قداس مصرى حصرى بروح مصرية، بترانيم وتراتيل بحروف مصرية. مَن لم يحضر قداس الميلاد فى المحروسة، لم يفرح قلبه كما تغتبط قلوب المحبين هنا، ترى وجوهًا طيبة مشرقة متشوقة تقتات الأمل من أنوار الميلاد السعيد. صورة القداس فى مصر بألف صورة مما تعدون، صورة نباهى بها الأكوان، صورة مصر الطيبة المتسامحة المحبة، مصر الفرحة المستبشرة بميلاد السيد المسيح عليه السلام. صورة مفعمة بالمحبة، تمحق صور الكراهية، قداس يدعو للسلام، للمحبة، دافئ القداس المصري، يكفى البشرية دفء يسرى فى أعطافها. المصريون فى توادهم فى عيد الميلاد، وتراحمهم فيما بينهم، يصدرون صور المحبة تباعًا، مفطرون على المحبة، ودين كنيستهم المحبة، ودين مسجدهم الرحمة، ومجمع أديانهم محبة ورحمة تترجم سلامًا.. ادخلوها بسلام. فى التفاصيل، صورة البابا الطيب، قداسة البابا تواضروس الثانى أطال الله عمره، فى تونيته الزاهية، والتاج فوق رأسه، يتوكأ عكازه، يتصدر زفة شعبه فى قلب الشعب المصري، صورة ولا أجمل منها خيال، تحتفظ بها الأجيال جيل وراء جيل. صورة بابا المصريين يستقبل رمز المواطنة، رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، وتهطل عليهما فى خطوهما زخات من الفل تحمل البركات والدعوات الطيبات، ولا تخفى عن السامعين رمزية الفل الأبيض، بمعنى النقاء، والجمال، والصفاء، والبهجة، والحب، والوفاء، وكلها صفات تشكل الاحتياطى الاستراتيجى المصرى من المحبة، والمحبة من المعادن القلبية النادرة اللازمة لصناعة رقائق الفرح، مصر تنفرد بإنتاج المحبة من آبارها العذبة فى نفوس الشعب المصرى وتُصَدِّرها إلى العالم. صورة الرئيس السيسى، مغتبطًا يهنئ أخوته بالعيد، ويقول فيهم قولًا جميلًا، الغبطة فى وجه الرئيس تترجم كلمات طيبات وتبريكات.. حضور القداس من الشعب وكبار القوم يردون التحية الرئاسية بأحسن منها.. بالزغاريد. قداس الميلاد المصرى، ربما القداس الوحيد فى العالم الذى تصدح فيه الزغاريد وكأنها ترانيم لا مثيل لها فى الكون.. حلم ولا علم، الزغرودة فى الحلم عادةً ما ترمز إلى الفرح والسعادة وتحقيق الأمنيات والخير، والزغرودة فى القداس رمز للفرح الروحى والتسبيح.. المصريون يصبغون كل الأديان بما فى نفوسهم من محبة، مجمع الأديان فى مصر برهان على ما نقول، ويترجم سماحة شعب علم العالمين معنى المواطنة فى تجليها محبة. زغرودة القداس التى تتشوق لها النفوس المُتعبة من وعثاء الطريق، تعبير تلقائى عن الفرح الروحانى فى القداس المسيحي، والزغرودة تشق أجواز الفضاء تعلن عن فرحة عظيمة، وكأنها من تسابيح الملائكة، تحمل شحنة عاطفية تكفى الكون غبطة. عفوية الزغرودة فى القداس من قلوب طيبة تحركت ألسنتها بالفرح، وكأنها من جنس الألحان الكنسية المبهجة والتراتيل التى تغبط النفس. الزغرودة فى القداس تعبير خاص عن الغبطة التى تملأ الأوانى (القلوب والأرواح) الفارغة من المحبة.. تفاصيل القداس فى كنيسة ميلاد المسيح كثيرة، وكل تفصيلة تقود إلى تفصيلة، والتفاصيل ترسم لوحة وطن المحبة. كل ترنيمة تأخذ بيدك إلى لحن، وكل ترتيلة من التراتيل تسبح بك فى سماء رحيبة، قداس الميلاد بمصر ليس له مثيل فى البلاد.