كنت قاعدة في وسط أصحابي، هم بيضحكوا ويغنوا ومبسوطين وأنا وسطهم مش حاسة بأي حاجة حوليا، سرحانة وقلبي بيدق، كنت مركزة على باب الأوضة، مركزة ومترقبة للحظة اللي الباب هيتفتح فيها، كنت مستنياه يدخل عليا، كنت مستعجلة قوى، وخايفة قوى، بس برغم خوفى وقلقى، كنت عاوزاه يجى، "يا ريت يجى بسرعة بدل القلق اللي أنا فيه ده". فجأة الباب اتفتح بهدوء شديد، بوقار شديد "شفتوا انتو باب يتفتح بوقار؟!" ولقيت بابا داخل عليا، بيحاول يبتسم، هو فعلاً بيبتسم، وباين عليه الفرحة، وفى نفس الوقت شايفة دموعه جوّه عنيه، ماسكها بالعافية. أول بابا ما دخل "هو اللي أنا كنت مستنياه على فكرة"، كل أصحابي اللي حواليا سكتوا فجأة، للحظات مرّ سكون غريب، وفجأة "فجأة برضه" أدركت واحدة صاحبتي إنها لازم تزغرط، ده الشيء الطبيعي في المواقف اللي زى دى يعنى، هي بدأت، والباقين ما صدقوا بقى :$ أنا ما قدرتش أقوم أقف، فضلت قاعدة لحد لما بابا قرّب منى وباس راسي، ومسك إيدي وقال لي "مش يلا بقى؟"، أنا إطمنت قوي لما بابا مسك إيدى، وهديت لما سمعت صوته في ودانى، بابا بقى، بصيت له، كنت مكسوفة وفرحانة ومتلخبطة جداااا، بس أعمل إيه؟ كان لازم أقوم ولازم أمشي، "أنجچت" بابا من دراعه اليمين، وخرجنا من الأوضة، بعد ما أصحابي سبقونا. خرجنا ومشينا في طُرقة طويلة، ما بين أوض الفندق، وفجأة "فجأة تانى" مسكت بابا جامد ووقفت، كنا خلاص على بداية فتحه السلم، يعنى أول ما نلف، الناس كلها هتشوفنا، قلت له "بابا عاوزة أقول لك إنى بحبك قوي.. ربنا يخليك ليا وشكراً بجد على كل حاجة عملتها لى في حياتي، شكرا على كل حاجة بتحبها.. سبتها علشان تجيب لى أنا حاجة بحبها.. أنا بحبك قوي وهتوحشنى قوى"، وكنت خلاص هعيط، بس بابا ضحك وقال لي يلاّ يا عروسة، بدل ما نروح تانى إذا كنت هوحشك كده. بصيت في الأرض، كسفنى بصراحة بالكلمتين دول، هو أنا بحبه صحيح، ما هو بابا برضه، بس أنا يعنى مستنية اليوم ده من زمان، بصراحة ما عنديش نية أروح بيت أهلى ده تانى من غير حبيبي "جوزي"، رحنا مكملين مشى وأنا ساكتة، السكوت أسلم برضه. وأول ما وصلنا لبداية السلم - قمته يعنى -، الموسيقى اشتغلت، والناس بدأت تزغرط وتصقف وتغنى، شفت صاحبتي ماسكة كاميرا بتصوّر اللحظات دى، زى ما أنا قلت لها علشان أبقى أنزلها على الفيس بوك وأفرجها لأصحابي اللي ما قدروش يحضروا فرحى. لمحت ابن خالتى من بعيد، بيتكلم في الموبايل، هو على طول ماسك الموبايل وبيتكلم كده! وشفت طنط صاحبة ماما، مش عارفة اسمها إيه، بس فاكرة إنى سلّمت عليها مرة قبل كده، وقالت لى ما شاء الله كبرتى وبقيتى عروسة حلوة يا دعاء، أدينى بقيت عروسة بجد يا طنط أهو! وشفت ماما وهى بتبص لي، شكلها مش مصدق إن أنا بنتها، مستغربانى، مش عارفة ليه! يمكن من الفرحة، فرحانة إن بنتها كبرت وبقت عروسة بقى، بصيت على كل الناس، من كتر لخبطتى، بصيت في كل حتة، وكنت مكسوفة أبص على آخر السلم، ما إنتو عارفين بقى مين في آخره :$ بس في الآخر، عيني جت في عينه، وما قدرتش أنزلها من عليه تانى، بدأت أنزل السلم وإيدى في إيد بابا، وعيني في عين حبيبي، والفرقة مستنية تحت السلم وبيعزفوا، "نازلة السلالم يا ما شا الله عليها عروستنا الحلوة وبابا في إيديها"، إيه ده؟ السلم خلص ولقيت بابا بيسيب إيدى، وأنا ماسكة فيه جامد قوى، ومش عاوزة أسيبه، إنت رايح فين بس يا بابا ؟؟! لقيت بابا بيميل على حبيبى، وبيقول له "شيلها في عنيك، دى نور عنيا"، وراح بايسنى تانى في راسى، بس كانت طويلة شوية المرة دى، تقريبًا حس إنى خرجت من البيت خلاص، ومهما رجعته، مش هرجع دعاء اللى بضفاير زى زمان! وبعدين لقيت إيدى "مأنجچة" حبيبي، ما هو بقى جوزى بقى، ولقيت الزغاريط بتزيد، والطبل بيزيد، وأنا قلبي بيدق، إيه ده؟ كل الناس بتبص عليا!! "يا كثوفى يا كثوفى"، بس حبيبى ميل عليا وقال لى "ما تخافيش أنا معاكى، وبحبك". عارفين؟ أنا لسّه ما كملتش 20 سنة، ولا اتجوزت ولا حاجة، أنا بس بتخيّل الموقف من وحى الأفلام العربي!! كلمتنا – أغسطس 2009