يمر شهر رمضان هذا العام على العراقيين وبلادهم تعيش وضعا صعبا للغاية بعد سقوط الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في العاشر من شهر يونيو الماضي، وما أعقب ذلك من عمليات نزوح كبيرة وسقوط مئات المدنيين بين قتلى وجرحى ناهيك عن قسوة الظروف المناخية في هذا الوقت من السنة. ويعيش نازحو المناطق الساخنة كنينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك ظروفا استثنائية، فهم يقيمون في مخيمات في العراء على حدود إقليم كردستان، في ظل درجات حرارة مرتفعة، ونقص في المياه والغذاء والدواء. ويشدد النازحون على أن ما تقدمه المنظمات الإنسانية لا يفي بأبسط احتياجاتهم، وهو ما يقر به معاون مدير شئون الهجرة في وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز، الذي اشتكى من نقص التمويل المقدم من وزارة المالية. فيما أعلن أعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، أنه لا يوجد أفضل من الجهاد في سبيل الله في شهر رمضان الكريم، محرضا على القتل في أول بيان للجماعة منذ أن قامت بتغيير اسمها إلى "الدولة الإسلامية". وقال البغدادي، في رسالة صوتية له عبر مقطع فيديو نشرة موقع "يويتوب": "ليس من عمل في هذا الشهر الفضيل ولا في غيره أفضل من الجهاد في سبيل الله فاغتنموا هذه الفرصة وانصروا دين الله بالجهاد في سبيل الله". وتابع: "فهبوا أيها المجاهدون في سبيل الله ارهبوا أعداء الله وابتغوا الموت مظانه فالدنيا زائلة فانية والآخرة دائمة باقية فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون". العراق سابقا.. كان من أهم المظاهر في العراق مِدفَع رمضان أو (الطوب) بالتركية، والأصل في حكايته أنّه يعود إلى العصر العثماني؛ حيث كان يستخدم هذا المدفعُ لتنبيه أهل بغداد بموعد الإفطار، وذلك بإطلاق إطلاقة صوتية في الهواء، وكان السبب في استخدام المدفع هو انعدام الإذاعات ووسائل الإعلام آنذاك، وبقي هذا المدفعُ إلى يومنا هذا تقليدًا تَحرِص وسائل الإعلام العراقية الرسميةُ وغيرها غلى التمسُّك به، إلا أنَّ مدفع اليوم هو رسمٌ ثلاثي الأبعاد مصمّم ب(الكومبيوتر)، وينتظره الأطفال خاصةً بشغف منقطع النظير قبل أذان المغرب مباشرة. ومن عادات أهل العراق في رمضان كثرةُ التزاور فيما بينهم في رمضان، وإقامة الولائم العائلية، وكذلك يتميَّز العراقيون بإخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران، فيحصل تبادل رائع بأطباق الطعام المختلفة، حتى يجد صاحب الدار الواحد أن ليس في سفرة طعامه مما صنَعه هو إلا القليل، أما الباقي فهي أطباق منوَّعة جاءت من هنا وهناك. ومن عادات العراقيين أيضا الإفطار على أسطح المنازل في نوع من تغيير الجو الداخلي للمنزل، ولكن هذه العادة اندثرت بعد الغزو الأمريكي وتحليق مروحياته ليل نهار في سماء العراق، وكذلك الإطلاقات النارية الطائشة التي أصبحَت سِمَة العراق في عصر الفوضى، فعكرت هذه الأحداث صفوَ الأيام الخوالي. أما المساجد، فتعيش أجواء مميَّزة في رمضان بطبيعة الحال، فتمتلئ بالمصلين وتشتغل المساجد قبل رمضان بصيانة دورية مكثَّفة للإنارة وأجهزة التبريد، وخصوصا إن جاء رمضان صيفا وفي العراق!. وأشهى موائد الإفطار عند العراقيين هو التمر العراقي، والمعروف ب(تمر البصرة) أو (الخستاوي) واللبن، كما تشتهر موائد العراقيِّين في رمضان بشراب (النومي بصرة)، وهو شرابٌ مميَّز يحتسيه العراقيون عند السحور والإفطار، ويقولون عنه: إنَّه دواء للصداع.