في ظل اشتعال الموقف بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، بعد عثور الأخير على جثث المستوطنين الثلاثة، بدأ كبار الحاخامات اليهود المتطرفين بحملة تحريض واسعة لذبح الشباب الفلسطينيين كرد فعل على ما تدعى به إسرائيل أن حماس هي من كانت وراء خطف الفتية وقتلهم. وقام الحاخام اليهودى المتطرف "يتسحاق جنزبرج" رئيس جماعة، يوسف حى، بدعوة الشباب اليهودى وتلاميذه علانية بالانتقام من كل من هو فلسطيني وذبحه للانتقام لمقتل المستوطنين الثلاثة، حيث قال:" علينا أن لا نترك أي حمساوى على قيد الحياة ". وأضاف الحاخام المتطرف قائلًا:" على شعب إسرائيل الإنتقام وقتل النشطاء، وعلينا أن لا نترك أي منهم على قيد الحياة، وهذا مايتوجب على قادتنا القيام به للحفاظ على أمن شعبنا، وتلك هي الطريقة الصحيحة لتحقيق الردع". وتنفيذًا لما دعا له كبار الحاخامات اليهود المتطرون قام المستوطنون بكتابة عبارة "الدم بالدم" على جدران البيوت الفلسطينية، في مؤشر لمرحلة دموية جديدة من "أعمال الانتقام" التي تنفذها جماعات إسرائيلية متطرفة داخل المستوطنات وفي القدسالمحتلة. واستغلت الجماعات المتطرفة حادثة "اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة" في ظل التحريض الرسمي الإسرائيلي لتنفيذ سلسلة من الاعتداءات "الوحشية" من اخطرها حوادث خطف لأطفال فلسطينيين واليوم حادثة استشهاد الفتى محمد حسين أبو خضير (16 عاما) الذي اختطف من أمام منزله في شعفاط وعثر على جثمانه محروقا في أحراش قرب قرية دير ياسين. كما شهدت مدينة حيفا، أمس الثلاثاء، تصعيدًا عنصريًا ضد الممثلين السياسيين للفلسطينيين العرب، وتحديدًا ضد النائبة في الكنيست عن "التجمع الوطني الديموقراطي"، حنين زعبي، ومؤسس "التجمع"، عزمي بشارة. ودعا نحو ثلاثمائة متظاهر صهيوني في حيفا، لقتل زعبي، وشعارات تنعت بشارة ب"الإرهابي"، وذلك في سياق استغلال مقتل المستوطنين الثلاثة. من جانبه، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان إلى شن عملية عسكرية موسعة في قطاع غزة مشابهة لعملية "السور الواقي" التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل ارئيل شارون في الضفة الغربية عام 2002. وقامت إسرائيل حتى الآن بقصف 34 هدفا في قطاع غزة، ردا على إطلاق 18 صاروخا فلسطينيا خلال يومين، فيما حاصرت قواتها المسجد الأقصى، وداهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مسكني ذوي الفلسطينيين المطلوبين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة في مدينة الخليل، اللذين يشتبه الاحتلال في أنهما يقفان وراء اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين عثر أمس الأول على جثثهم، وقامت بتفجيرهما.