التواطؤ الإسرائيلي حول حوادث حملات "بطاقة الثمن..الانتقام اليهودي" التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، تؤكد الكراهية الإسرائيلية ليس للفلسطينيين فقط بل للجنس العربي على إطلاقه، فالحوادث التي تصل الى جرائم هذه الأيام هي الأكثر شيوعا حيث تتعرض مساجد وممتلكات فلسطينية للحرق والإتلاف. وكانت أبشع هذه الجرائم اختطاف وقتل الطفل محمد حسين أبو خضير "16 عاما" في عملية تمت على أيدي جماعات يهودية متطرفة، تحت عِلم وتأييد حكومي إسرائيلي غير معلن، في جريمة بشعة، ومهما كان السبب، فان سياسة الانتقام واقع إسرائيلي عن حالة الكراهية التي تغرسها وتتبناها في كل خطواتها. والجرائم الإسرائيلية على مدى تاريخها، والتي تتم اليوم على أيدي الجماعات المتطرفة في بعضها، ستظل أكبر عنوان على الكراهية التي تعيش عليها إسرائيل، فكافة جرائم المستوطنين والمتطرفين، تُغمض حكومة إسرائيل عيونها عنها في معنى يوحي بالتأييد المطلق، وتُدينها أمريكا على طريقة "ولا تقربوا الصلاة"، والدول العربية ما زالت تتعامل معها بعبارة "ضبط النفس". وساوت الولاياتالمتحدة في تعاملها مع الجريمة البشعة بقتل الطفل "محمد أبوخضير" بين من يملك السلاح والقوة، وبين من يملك فقط الكلام والعبارات، وجاء الرد الأمريكي وعلى لسان "جون كيري" وزير الخارجية ، ليطالب "حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع أجواء الانتقام والثأر. وبدت الأمور أكثر وضوحا، بأن جماعات يهودية متطرفة هي التي تسيطر وتحكم في إسرئيل، فهذه الجماعات تريد أن تجعل الحكومة "تدفع" ثمن أي قيود تُفرض على المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي التي يطمح الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. وجاء قتل الفتى الفلسطيني وهو من القدسالشرقية بعد خطفه في وقت مبكر من صباح الأسبوع الماضي، فيما يبدو أنه عمل انتقامي رداً على مقتل ثلاثة إسرائيليين في الضفة الغربية،.حيث تم إختطاف الطفل وإرغامه على الدخول إلى سيارة وتم العثور على جثته بعد عدة ساعات في منطقة أخرى غير تلك التي تم إختطافه منها، وهو الحادث الذي تم وصفه في الإعلام، بأنه بمثابة انتقام لقتل الإسرائيليين الثلاثة. وتزرع إسرائيل الكراهية يوما بعد يوم في علاقتها مع العرب ودول المنطقة، والفلسطينيين بشكل أكثر، فكافة وسائل الاعلام أكدت على أن عبارة "بطاقة الثمن..الانتقام اليهودي".إنتشرت في العديد من المدن المحتلة، وظهرت مكتوبة على مبانٍ بمدينة نابلس بالضفة الغربية، وهو ما يحمل تأييد واضح من هذه الحكومة المتشددة ليس فقط في تاريخ هذا "النتنياهو" بل في كل أعضاء حكومته. وبدى حادث الإختطاف والقتل للطفل "محمد أبوخضير" أنه جزء لا يتجزأ من تعهدات "نتنياهو" بإتخاذ إجراءات قوية ضد الفلسطينيين في أعقاب قتل المراهقين بعد اختطافهم وتوعدت بمعاقبتها، بالرغم من النفي الفلسطيني المتكرر لأي تورط في عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة "جلعاد شاعر" و"نفتالي فرانكيل" و"ايال يفراح"، والعثور عليهم بالقرب من بلدة حلحول الفلسطينية. لست هنا في محل إدانة لعملية إختطاف المستوطين الثلاثة، والتي تأتي، وحتما، إنعكاسا لسياسة إسرائيل المستمرة لزرع الكراهية في كل ما تفعل، وإرتكابها جرائم ضد الإنسانية على عقود ضد كل ما هو فلسطيني، وهدم منازل أي متهم في حادث ضد الإسرائيلين، وأخرها تدمير الجيش الاسرائيلي منزل الفلسطيني زياد عواد بالقرب من مدينة الخليل والمتهم بقتل ضابط شرطة إسرائيلي وقبل تفنيد الإتهام ضده. وعلى إسرائيل أن تدرك جيدا أن زراعة الكراهية لن تأني الا بكراهية أوسع وأشرس ضد كل ما إسرائيلي، وسيظل دم الطفل "محمد أبوخضير" كابوس ضد إسرائيل ينضم لكوابيس الكراهية التي زرعتها على مدى سنوات الإحتلال.