تجتاح شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية موجةٌ من الكراهية تدعو إلى الانتقام وقتل العرب، حملةٌ جاءت انعكاساً مباشراً للتحريض الذي تمارسه القيادة السياسية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. رفعت هذه الجماعات شعارات من بينها ،"أريد انتقاماً.. أريد دماً.. أريد أمهات فلسطينيات يبكين، وأريد أطفالاً فلسطينيين يتامى"، وتختصر موجة الكراهية والعنصرية التي تجتاح شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية منذ أيام. "شعب إسرائيل يريد الانتقام" اسم الحملة العنصرية التي أنشأتها مجموعات متطرفة على "الفيسبوك" في دعوة منها للانتقام بعد ظهور جثث المستوطنين الثلاثة والتي حصدت في وقت قصير عشرات آلاف المعجبين. العديد من أعضاء هذه المجموعات مستوطنون متطرفون رفعوا صوراً ورسائل تدعو إلى الانتقام، لكن الأخطر أنها تضم جنوداً أرسلوا صورهم وهم بلباسهم العسكري مطالبين بالسماح لهم بقتل العرب. التحريض لم يقتصر على الشبكة العنكبوتية فقط، فقد تظاهر عشرات المستوطنين أمام متجر، فقط لأن أحد العاملين فيه عربي، وبعضهم اعتدى على الموظفين العرب في أحد المطاعم بالقدس، وشاب عربي نجح بالصدفة في الإفلات من قبضة المستوطنين. جدران الشوارع امتلأت بالعبارات العنصرية التي تدعو إلى قتل العرب، وتظهر الصور تظاهرة حاشدة عنوانها الأساس "الموت للعرب"، حملة العنصرية هذه تجعل من قتل الفتى "أبو خضير" بهذه الوحشية نتيجة طبيعية ومتوقعة، حملة هي انعكاس للتحريض الذي مارسته الطبقة السياسية بدءاً من رأس هرمها وحتى الأصغر فيها، والذي تغلغل إلى الطبقات الاجتماعية والجيش الإسرائيلي. فرئيس الحكومة "بنيامين نتناهو" في مقارنة له قبل يومين بين اليهود والعرب، حكم بوجود "هوة أخلاقية واسعة وعميقة تفصل بيننا وبين أعدائنا"، تقول هآرتس "هم يقدسون الموت ونحن الحياة؛ هم يقدسون الوحشية ونحن الرحمة"، لكن خطف الفتى العربي وقتله في القدس، على يد يهود، يحطم هذه المعادلة الجارفة والكاذبة".