تواصل الجرائم ترتكب من قبل المستوطنين اليهود ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية من حرق لعائلات بأكملها مثلما حدث مع عائلة أيمن الغياظة في منطقة بيت لحم, ومهاجمة الشاب الفلسطيني جمال الجولاني في القدس وإحراق المساجد والمزارع والمدارس وقتل الأبرياء, وارتفاع وتيرة استهداف المستوطنين للمواطنين والممتلكات, وإحراقهم للمركبات, وقطعهم للأشجار, وحرقهم للمساجد وكتابة شعارات عنصرية علي جدرانها, يعد هذا جزءا لا يتجزأ من السياسات الإسرائيلية المدمرة لمبدأ الدولتين والتي تكرس نظام( الأبرتهايد) علي الأرض, امتدادا لإهارب الدولة المنظم, وتقاسما للأدوار مع جيش الاحتلال, الذي يوفر الحماية والبيئة الحاضنة لهذا التطرف الأسود. والسؤال متي سترفع دولة الاحتلال الغطاء عن المستوطنين؟, وتضع حدا لوحشيتهم وعنصريتهم, التي ستشعل المنطقة كلها, وتغذي التطرف, وتعيد إلي الأذهان الفظائع والمذابح التي نفذها مستوطنون في وضح النهار؟, ومتي ستقاضي المحرضين عليها والمنظرين لها ومنفذيها, كونها جرائم حرب. عربي يستحق الموت في القدسالغربية نفذ عشرات الفتية والشبان اليهود اعتداء وحشيا علي ثلاثة شبان فلسطينيين حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية رسم صورة للاعتداء علي الشبان العرب الثلاثة في القدس وكأنه عمل صبياني أو وصفه بأنه اعتداء الأولاد. لكن الواقع ليس كذلك, فإن الكراهية للعرب, وهي ليست ظاهرة جديدة في إسرائيل, تصاعدت بشكل كبير جدا في السنوات الأخيرة, وهي نتيجة تحريض أرعن تمارسه المؤسسة الحاكمة في إسرائيل, التي بات المستوطنون واليمين المتطرف شركاء منفذين فيها, ومصدر إلهام عدواني غير مسبوق. ولو كان الضحية يهوديا, لتم قطع البرامج في قنوات التليفزيون والإذاعات, للتحدث عن اعتداء إرهابي. وأطلق المسئولون الإسرائيليون التصريحات المتوعدة بالانتقام. وفقط بعد خمسة أيام عن الاعتداء ندد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نيتانياهو, ورئيس الدولة شمعون بيريس, باعتداء الفتية اليهود علي الشبان الفلسطينيين. كان الموقع الالكتروني لصحيفة هاآرتس أول من كشف عن اعتداء وحشي نفذه فتية يهود بحق شبان عرب من القدسالشرقية. وقالت الصحيفة في خبر إن الشرطة تحقق في اشتباه بأن عشرات الشبان اليهود نفذوا اعتداء ضد الشبان الفلسطينيين الثلاثة في ميدان صهيون في القدسالغربية, وأن إصابة أحد الفلسطينيين, جمال جولاني(17 عاما), خطيرة وتم نقله إلي قسم العلاج المكثف في مستشفي هداسا. وأضافت الصحيفة أن الشبان اليهود كانوا يهتفون خلال الاعتداء بشعار الموت للعرب وشعارات عنصرية أخري, وأنه بعدما سقط أحد الفلسطينيين علي الأرض استمر الشبان اليهود بركله حتي فقد وعيه وبعد ذلك هربوا من المكان وقالت الصحيفة إنه عندما حاول مسعفان إحياء الفلسطيني الطريح أرضا احتج الشبان اليهود علي أن المسعفين يعطيانه تنفسا اصطناعيا, كما استهجن الفتية والشبان اليهود إعطاء زجاجة ماء لأحد الفلسطينيين الذي كان في حالة صدمة جراء الاعتداء.