القدس المحتلة: يعتزم قادة الأحزاب الوطنية للمواطنين العرب "فلسطينيو 48" التوجه إلى الأممالمتحدة والدول الكبرى والاتحاد الأوروبي للمطالبة بحماية دولية من الإرهاب اليهودي المنظم، في أعقاب تكرار اعتداءات العنصرية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في إسرائيل. وأكد عدد من هؤلاء القادة، في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية،"أن الاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها المتطرفون اليمينيون في إسرائيل ليست عملا فرديا من شخص أو مجموعة، بل هي ترجمة فعلية لسياسة الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته أفيجدورليبرمان، وغيرهما". و هذه السياسة بدأت بنشر أجواء عنصرية ضد العرب بواسطة التصريحات الدموية لعدد من الوزراء، في مقدمتهم ليبرمان، واستمرت في سلسلة من القوانين العنصرية الموجهة خصيصا لتقييد حرية التعبير للأحزاب العربية، ونهب الأرض، وترحيل عشرات الآلاف من عرب النقب، وانعكس تأثيرها على المواطنين في نتائج استطلاعات الرأي التي دلت على أن الغالبية الساحقة من المواطنين اليهود يطالبون بطمس حقوق العرب في الانتخاب والترشيح. ومن جهته قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن الحكومة مهدت الأرضية الخصبة لتطور العنصرية من الأقوال إلى الأفعال، وبغياب جهد حقيقي لمواجهتها من أجهزة الأمن والقيادة السياسية، التقط المتطرفون اليهود هذه الرسالة وحولوها إلى إرهاب منظم. وكان نشطاء الإرهاب قد أحرقوا مسجد النور في قرية طوبا الزنغرية الأسبوع الماضي، واعتقلت الشرطة أحد نشطاء اليمين المتطرف في مستوطنات الضفة الغربية للاشتباه بأنه منفذ الجريمة. وفي نهاية الأسبوع اكتشفت أعمال تخريب وشعارات مكتوبة باللغة العبرية على عدة قبور في مقبرة "كازاخانة" الإسلامية والمقبرة المسيحية الأرثوذكسية المجاورة في مدينة يافا. وقال أهالٍ في المدينة إن المجرمين حطموا شواهد وقبورا وكتبوا شعارات مسيئة للإسلام والمسيحية والعرب، من بينها "الموت للعرب". وفي جميع هذه الحالات ترك المجرمون بصمات يمينية واضحة، إذ كتبوا الجملة الشهيرة التي تستخدمها عادة عصابات المستوطنين الإرهابية "تسعيرة" أو "جني الثمن"، وهي العبارات نفسها التي يوقع بها منفذو جرائم إحراق المساجد في الضفة الغربية. واكتشفت الجريمة في يافا أول من أمس، فأدرك المواطنون أن ما توقعوه قد حصل. ففي هذه المدينة العربية أقامت قيادة اليمين الاستيطاني بؤرة استيطان يهودية استفزازية بدعم مباشر من الحكومة. وحمل المستوطنون إليها تقاليد الإرهاب المنظم الذي استخدموه في الضفة الغربية تحت غطاء الاحتلال، وحظوا بدعم وتشجيع من الشرطة، التي تعتبر العرب لقمة سائغة وهدفا سهلا للاعتداءات. ويذكر انه نشر شريط مصور يبين كيف اعتدى رجال الشرطة على عائلة عربية يافاوية بشراسة ووحشية، بدعوى أنها "تجاوزت الحدود"، لأنها تسكن في بيت مهجور. وخرج نحو 300 من المواطنين العرب ومعهم بضع عشرات من اليهود المتضامنين في يافا بمظاهرة ضد الاعتداء الإرهابي على المقبرتين، وضد العنف البوليسي بحق العائلة اليافاوية. وأصدر عضو الكنيست، دوف حنين، بيانا أدان فيه الجريمة،قائلا "هناك موجة قذرة وخطرة من الهجمات ضد العرب تزداد في هذه الأيام"،مطالبا بتغيير سلوك الشرطة تجاهها. وقال النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، الذي شارك بالمظاهرة، أمام المتظاهرين: "إن هذا الاعتداء هو عمل عنصري ووحشي. ولكننا لا نرى فيه فقط أولئك العنصريين الصغار الذين نفذوا العمل الجبان، إنما ننظر إلى آبائهم الروحيين في الحكومة الإسرائيلية، الذين لم يتوقفوا عن التحريض العنصري وعن التعبير عن الحقد ضد المواطنين العرب ومقدساتهم". من جهة ثانية استنكر المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينو، هذه الأعمال وقال إنه يجب اجتثاثها من مكانها. ولكن مصادر في الشرطة ادعت، أمس، أن هناك احتمالا قويا لأن يكون الفاعلون مؤيدي إحدى فرق كرة القدم وليسوا مستوطنين من تنظيم متطرف. وفي الوقت نفسه أعلن أن "مجهولين" ألقوا زجاجة حارقة باتجاه كنيس يهودي في يافا، وأشارت الشرطة بإصبع الاتهام نحو شبان عرب انتقموا للاعتداء على المقبرتين والمسجد. ويخشى المواطنون العرب أن يكون هذا النشر محاولة لتشويش التحقيق وإغلاق الملف، حتى لا يسجل على إسرائيل كجريمة عنصرية.