رمضان أشرق.. فالدنا تتطلع.. ظمئى لنور من كتابك يسطع.. أيقظت قلبي فاستفاق ميمما.. شطر الهدى يرنو إليك ويسمع.. سأقوم ليلك داعيا متبتلا.. وأظل يومك خاشعا أتضرع.. يا موسم القرآن حسبك نفحة.. هذا الكتاب المستبين الأرفع.. هو منبع صاف لكل سعادة.. الله خلده ونعم المنبع. يعد ما سبق جانب من إبداعات المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار، والتي سجلت خلال احتفاء الإذاعة المصرية بشهر رمضان في فترة السبعينات وذلك في مسجد الحسين. وارتبط قلوب المصريين بسماع صوت الشيخ طوبار وابتهالاته التي تذاع قبل أذان الفجر لتسري القلوب وتوقظها من سباتها العميق، لتنهال من شهر كريم من خلال مبتهل متضرع لربه كي يهديه ويهدي به. والشيخ طوبار لديه صوت متدرج النبرات الإيمانية، فصوته العذب يضرب على أوتار القلوب، ويدخلك في أجواء إيمانية وروحانية، يتسم صوت نصر الدين طوبار بالقوة وسهولة التنقل النغمي، وطبقات صوته تتماشي مع الكلمات ليلحق في رحاب السماء والخشوع، ليعطي صوته طاقة روحانية ما زالت تسكن في قلوب محبيه. الشيخ نصر الدين من الشيوخ الذين هيأهم الله لحفظ كتابه، فقد أنعم المولي عز وجل على الشيخ بصوت شجي، يدخل إلى القلوب من غير استئذان، وقد شاء الله أن يبعث صوت ملائكي من محافظة الدقهلية عام 1920، ليحفظ القران الكريم ويمعن في فهم معاني الآيات في سن مبكر، وبعد أن اكتشف والده جمال صوته قرر تحويله من المدرسة الخديوية إلى المدرسة الأولىة ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم وبعدها ذاع صيته في مدن وقرى الدقهلية، ونصحه كل من استمع إليه بأن يتقدم لاختبار الإذاعة ليخرج صوته إلى الملايين. وبالفعل تقدم إلى اختبارات الإذاعة ولكن المدهش أن اللجنة لم تختره، وتكرر هذا معه ست مرات متتالية، ولكنه لم ييأس، ثم تقدم بعد ذلك، واختارته اللجنة في مجال الإنشاد الديني، فعنق صوته الفضاء وعلقت نبرات حنجرته بالأسماع. وحفظ طوبار المقامات وإدراك درجات الأداء وإعطاء كل حرف وآية في القرآن حقه من الإشباع، واختاره الرئيس الراحل محمد أنو السادات مشرفًا وقائدًا لفرقة الانشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر. وفي عام 1980، شارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة، كما أنشد على قاعة" البرت هول " بلندن وذلك في حفل المؤتمر الإسلامي العالمي، كما سافر الشيخ إلى العديد من الدول العربية والاجنبية وأعجب بصوته كل من استمع إليه. وقد كتبت عنه الصحافة الألمانية " صوت الشيخ نصر الدين طوبار يضرب على أوتار القلوب"، وقد كرمته كل الدول التي زارها إعجابا وتقديرًا لصوته العذب. وشهد مسجد الخازنداره بشبرا فترة من حياة الشيخ الجليل، حيث تم تعيينه قارئًا للقران الكريم ومنشدًا للتواشيح به، كما شهد مسجد الحسين صوت هذا البلبل المغرد في فترة رمضان من كل عام، حيث كان يبتهل في الفجر وراء قراءة الشيخ الشعشاعي. وقدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال؛ منها: "يا مالك الملك"، و"مجيب السائلين"، و"جل المنادي"، و"السيدة فاطمة الزهراء"، و"غريب"، و"يا سالكين إليه الدرب"، و"يا من له في يثرب"، و"يا من ملكت قلوبنا"، و"يا بارئ الكون"، و" ما بين زمزم"، و" من ذا الذي بجماله حلاك"، و"سبحانك يا غافر الذنوب"، و"إليك خشوعي"، حين يهدى الصبح اشراق سناة، و"يا ديار الحبيب"، و"قف أدبا"، و"طه البشير"، و"لولا الحبيب"، و"كل القلوب إلى الحبيب تميل"، و"يحق طاعتك"، و"عدت إلى رحابك". http://www.youtube.com/watch?v=UeP0PbfOKOo http://www.youtube.com/watch?v=JX7QbNOgD78