جل المنادي ينادي يا عبادي أنا ماحي الذنوب والأوزار إلهي بنورك اهتدينا وبفضلك استعما وبك أصبحنا وأمسينا بين يديك نستغفرك.. يا الله يا غفار يا تواب يا رحيم. * الشيخ نصر الدين طوبار صاحب الصوت الذي يضرب علي اوتار القلوب كما وصفته الصحافة الألمانية, هو من أهم المبتهلين والمنشدين الذي شهدتهم مصر, فكان صوته يخاطب العقل ويجعل القلب في خشوع. * طوبار منشد إسلامي وقاريء قرآن ولد عام1920 بالمنزلة بمحافظ الدقهلية وتوفي في6 نوفمبر عام1986, وفي طفولته اكتشف والده جمال صوته فقرر تحويله من المدرسة الخديوية إلي المدرسة الأولية ليتعلم اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم, وبعد أن حفظ ذاع صيته في مدن وقري محافظة الدقهلية ونصحه أصدقاؤه بالدقهلية أن يتقدم لاختبارات الإذاعة وبالفعل تقدم لكنه رسب خمس مرات متتاليات, حتي ضجر, إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته, دفعه إلي دخول اختبارات أوات قراءة القرآن والإنشاد الديني للمرة السادسة, وكان أن نجح في السابعة. وكما يوضح موقع أرشيف المبتهلين أنوار القرآن ان المشايخ وقتها ظلوا ينصحونه بضرورة الاهتمام بالعلم الموسيقي ودراسة المقامات الصوتية, مثل البياتي والصبا والنهاوند والحجازد والسيكا علي أيادي متخصصين فظل يواصل الشيخ الدراسة حتي ينجح, مؤكدا أن الابتهال أو الغناء ليس مجرد صوت حسن بل هو تدريب صوتي علي القراءة الصحيحة المتمكنة فترات طويلة. ويؤكد الباحث هيثم أبو زيد في بحث أعده عن الشيخ في ظني أن التسجيلات المنتشرة للشيخ نصر الدين طوبار لا تكفي لرسم صورة واضحة لمكانته في دولة الإنشاد الديني, فأكثرها مأخوذ من مجموعة كبيرة من شرائط الكاسيت وتسجيلات الاستوديو. قدم الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال, منهايا مالك الملك, جيب السائلين, جل المنادي, ويا سالكين إليه الدرب, ويا باريء الكون, ومن ذا الذي بجماله حلاك, وإليك خشوعي, وحين يهدي الصبح اشراق سناة, يا ديار الحبيب, قف أدبا, وطه البشير, وكل القلوب إلي الحبيب تميل, وعدت إلي رحابك. * اختير نصر الدين طوبار مشرفا وقائدا لفرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون بمصر في عام1980 من قبل الرئيس الراحل محمد أنور السادات, وشارك في احتفالية مصر بعيد الفن والثقافة كما أنشد في قاعة ألبرت هول بلندن وذلك في حفل المؤتمر الإسلامي العالمي, سافر إلي العديد من الدول العربية والأجنبية وكتبت عنه الصحافة الأوربية وقد كرمته كل الدول التي زارها اعجابا وتقديرا لصوته العذب. * وعين قارئا للقرآن الكريم ومنشدا للتواشيح بمسجد الخازنداره بشبرا, كما شهد مسجد الحسين حضورا خاصا للشيخ بصوته البديع في شهر رمضان الكريم من كل عام, كما يعتبر طوبار أول من انشد ابتهالا خاصا لأبطال حرب اكتوبر ابان فترة الحرب ام1973 سبح بحمدك الصائمون وانصر بفضلك يا مهيمن جيشنا. * كان الشيخ الراحل يعتبر الشيخ الشعشاعي اخا روحيا له وغالبا ما كان الشيخ يبتهل في الفجر عقب قراءة الشيخ الشعشاعي وكان طوبار يحب صوت مصطفي اسماعيل كثيرا, وفي السادس من شهر نوفمبر عام1967 رحل الشيخ تاركا وراءه تراثا عظيما من الابتهالات والانشاد.