سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. مانجو الإسماعيلية.. شهرة عالمية ومشكلات محلية..الدهشان:سوء الأحوال الجوية أثر علي الانتاج.. مزارع:نواجه أزمة ديون مع بنك الائتمان..وتاجر :رسوم النقل ترفع سعرها
تسود حالة من الاستياء بين مزارعي المانجو بالإسماعيلية، بسبب عدم تنفيذ مطالبهم بجدولة فوائد القروض المستحقة لبنك التنمية والائتمان الزراعى والتي يحصلون عليها سنويًا. ويعاني مزارعو المانجو بالإسماعيلية من مشاكل الديون والأسمدة والمبيدات والجمعيات الزراعية وبنك التنمية والإئتمان الزراعى، وغلق المساقى لمدة 8 أيام مقابل فتحها 4 أيام فقط والذي يعرض نحو 1200 فدان مزروعة بالمانجو للبوار نظرًا لارتفاع درجة الحرارة. وطالب المزارعون بإعفائهم من ديون بنك الائتمان الزراعى وتشجيعهم على الإنتاج باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت لمئات الأسر وإحدى الموارد المهمة للدولة. ويقول عادل أبو دهشان، أحد المزارعين إن محصول المانجو هذا العام وفير وجودته متوسطة مقارنة بالمواسم الماضية، نظرا للعوامل الجوية التي شهدتها الإسماعيلية وندرة حصة الأراضي من مياه الري. ويؤكد أبو دهشان أن الأراضى في الإسماعيلية رملية لا تحتاج إلى أسمدة اليوريا التي تصرف من الجمعيات الزراعية لأنها سريعة الذوبان ولا يقبل عليها المزارعين وتؤدى إلى سقوط الأزهار، وتتطلب المانجو كميات وفيرة من المياه في الوقت الذي توفر مديرية الري المياه كل 8 أيام لمحصول المانجو. ويطالب المزارعون بزيادة كميات النترات ونوبات الرى لتصل إلى 7 أيام أسبوعيا لطبيعية الأرض الرملية. وتتركز زراعة المانجو بمصر في محافظاتالإسماعيلية بنحو 33904 فدان لأن العوامل المناخية مناسبة لزراعة المانجو في أغلب محافظات الجمهورية، وتنجح زراعتها في أنواع متباينة من الأراضى وتحقق دخلا وفيرا للمزارع مقارنة بكثير من الفواكه الأخرى. ويؤكد خيرى إسماعيل "مزارع"، أن إنتاج المانجو في العامين الأخيرين واجه صعوبات بسبب سوء برودة الطقس وهطول الأمطار الذي يؤدي لتدمير الأزهار وإصابة الثمار ب"البياض الدقيقي". ويضيف خيري أن كثيرًا من المزارعين تعرضوا لأزمات مالية واضطر بعضهم للاقتراض لتدبير أمورهم المعيشية، مطالبا بضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير الأدوية المضمونة للمحاصيل، وتنظيم مديرية الزراعة حملات للمزارعين حول كيفية التصدي للمخاطر التي تؤثر سلبًا على إنتاجية فدان المانجو. وأنت على مشارف محافظة الإسماعيلية تجدها تطل عليك حدائق المانجو وتتنوع إيقاعاتها، وتخطف حواسك وشهيتك، فبمجرد أن تقطع مسافة 140 كيلومترًا شرق القاهرة باتجاه قناة السويس، أنت على موعد مع رائحة المانجو الزكية، تفوح من بين الغصون والأشجار التي طوقت مدينة الإسماعيلية طولا وعرضًا، وأصبحت مشهدا مألوفا للمارة على جانبى الطرق المؤدية إليها بعد أن تدلت منها ثمار "المانجو الإسماعيلاوى" التي تعد أفخر أنواع المانجو المزروعة في مصر. ومن داخل مزارع أبو دهشان يقول ياسر دهشان "مالك مزرعة مانجو" أن هذا العام يشهد ندرة في إنتاجية مانجو "الزبدة"، وهى الأكثر شيوعا لاستخدامه في تصنيع العصائر لكبر حجم الثمرة وإمكانية تخزينها، ويرجع انخفاض محصولها إلى سوء الأحوال الجوية في المنطقة وخفض عدد أيام الري إلى 4 أيام، مما أثر بالسلب على إنتاجية المحصول وتعرض أكثر من 1200 فدان بزمام منطقة أبو دهشان للهلاك، مؤكدًا انخفاض الإنتاج لأكثر من 50% لاحتياج الأراضي الرملية بالمنطقة إلى كميات كبيرة من المياه. ويشير دهشان إلى أن ديون الفلاحين زادت بنسبة 50 % وأصبحت ديون بنك التنمية تلاحق الفلاحين. ويقول أطالب بضرورة جدولة ديون الفلاحين وإسقاط الفوائد وجدولة أصل الدين على 10 سنوات حماية للفلاحين الذين لم ينظموا أي وقفات احتجاجية أو إضرابات عن العمل. ويطالب دهشان وزير الزراعة ورئيس الوزراء برفع معاناة الفلاحين فيما يتعلق بالأسمدة وديون بنك التنمية، باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت ووحيد لكثير من الأسر المهددة بالضياع، خاصة أن الفلاح مطالب بسداد عمولة على كل شكارة كيماوى يحصل عليها من الجمعية الزراعية و3 جنيهات دعم لنقابة المهن الزراعية. ويتساءل دهشان هل مطلوب منى كفلاح أن أدفع دعم لنقابة المهن الزراعية التي لا أستفيد منها إطلاقا؟ ويشير دهشان محمد إلى أن وجود أدوية مغذيات لشركات غير معروفة تحمل على حصة الأسمدة والكيماوى وتفرض على الفلاحين لبيعها، وأن الأراضي التابعة للهيئة العامة لتعمير الصحاري غير مدرجة بسجلات الجمعيات الزراعية وبالتالي تجرى معاينات للأراضي على الطبيعة وللمحاصيل، من خلال الإدارة الزراعية المتوقفة حاليا. ومع منتصف فصل الصيف عندما يحين موسم الحصاد، تجتذب أسواق المدينة وحدائقها المئات من الزوار الباحثين عن حلاوة الطعم والرائحة الطيبة، أو من التجار لشراء المانجو بكميات كبيرة تسمح بتخزينها واستخدامها طوال العام أو لتصديرها إلى الخارج بعد أن وصلت شهرة المانجو الإسماعيلاوي إلى العالمية. وتقول "هدى" التي تملك شادرا لبيع المانجو إن شهر رمضان في فصل الصيف يضرب موسم المانجو، حيث تقل أعداد زوار المحافظة والمصيفين والذي كان الاعتماد الأساسى عليهم، واختلف الأمر في شهر رمضان لالتزام الاسر منازلهم وانخفاض مستوى السياحة، بجانب انخفاض المحصول هذا العام وارتفاع أسعاره واعتمادنا على المانجو الصعيدي رغم انخفاض جودتها عن المانجو الاسماعيلاوى التي تتميز بتعدد أنواعها وشكلها ومذاقها الخاص. وتاابع هدى: من أهم الأنواع "الزبدة"، وهى الأكثر شيوعا و"العويس" والذي يتميز بلونه الداخلي الأصفر الداكن والمائل للون البرتقالي ونسبة السكر بها معتدلة، و"الفص"، الذي يتميز بحجمه الصغير ومذاقه اللذيذ، كما أن نواتها صغيرة الحجم وتتميز هذه الأنواع بارتفاع ثمنها، وهناك أنواع أخرى من المانجو مثل البربرى والعزيز وقلب الطور الدبيش. ويضيف أحمد عادل "بائع مانجو" بأن سعر الكيلو هذا العام وصل إلى 13 جنيها، مما يتسبب في ركود حركة البيع، مشيرا إلى أن بعض التجار ترش مادة تؤدى إلى اصفرار القشرة الخارجية للثمرة رغم انها غير ناضجة لتحقيق مكسب مضمون وسريع. ويؤكد عادل أن الحالة الأمنية أثرت على حركة البيع ويضطر بعض المزارعين لنقل المحصول إلى سوق العبور وبيعه، ويعاود التجار توزيعه على أسواق في الإسماعيلية مضافا إليه رسوم النقل مما يساهم في ارتفاع أسعار المحصول. وأهم ما يلفت النظر ويؤكد ارتباط المانجو بحياة المزارعين، أن الكثير منهم يحددون مناسباتهم الاجتماعية، خاصة إقامة حفلات زواج أبنائهم وفقا لإنتاج المحصول، وتتزين ميادين المدينة وواجهات بناياتها ومحالها التجارية باللون الأصفر "لون المانجو"، حتى أن فريق "الإسماعيلي" لكرة القدم تحمل فانلته اللون الأصفر، كما تجمع تجار ومزارعي المانجو صداقات شخصية بالكثير من نجوم المجتمع المصري بفضل المانجو، حيث يكونون على موعد سنوي معهم لشراء المانجو في "المدينة الصفراء". وتضيف ميرفت عطية: " في بداية موسم المانجو تكون أسعارها مرتفعة خاصة الواردة من الصعيد وتؤكد أن المشتري الذي اعتاد على شراء كميات من المانجو، لا يشتري حاليًا أكثر من كيلو أو اثنين، نظرًا لارتفاع الأسعار. وتشير عطية إلى أن ثمرة المانجو يكون مذاقها أفضل بكثير عند اكتمال نضجها على الأشجار لذلك يفضل الكثير من الأشخاص شراء المانجو في نهاية شهر يوليو وأوائل شهر أغسطس لضمان أفضل مذاق للمانجو حيث يكون قد اكتمل نموها بشكل كامل.