انهار محصول المانجو بالإسماعيلية هذا العام بشكل واضح بسبب تعرض المحصول لعوامل جوية سيئة نتيجة انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ وسقوط أمطار غزيرة تسببت في تقلص حجم المانجو وعدم نموه بالشكل الكامل إضافة إلى نقص مياه الري في بعض مناطق الزراعات الكثيفة شمال محافظة الإسماعيلية. ويؤكد المزارعون أن قرار خفض عدد أيام الري إلى 4 أيام فقط اثر على إنتاجية محصول المانجو في مناطق أبو دهشان والمطاعية والسماكين حيث تعرض أكثر من 1200 فدان مزروعة بالمانجو بزمام المنطقة للهلاك لانقطاع مياه الري عن الأراضي والتي تعد من أجود الأراضي الزراعية الشهيرة بإنتاج المانجو حيث تحتاج الأراضي الرملية بالمنطقة إلى كميات كبيرة من المياه. وتوقع المزارعون والتجار أن تشهد أسعار المانجو في الأسواق ارتفاعا ملحوظا إضافة إلى نقص المانجو الاسماعيلاوي الشهير في الأسواق حيث كانت الإسماعيلية تنتج نحو 200 ألف طن سنويا. وتنتشر مزارع المانجو بالإسماعيلية ومراكزها لتصل مساحتها لنحو 88 ألف فدان من أجود أنواع الأراضي الرملية التي تتميز بإنتاجها عالي الجودة. ويقول محمود الجبلاوي أحد مزارعي المانجو أن المحصول تعرض هذا العام لموجات من الصقيع والبرد الشديد والرياح تسببت في سقوط الثمار وعدم نموها النمو الطبيعي. وأضاف بأن هناك مشاكل أخرى وهى ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات ووجود نقص في العمالة الزراعية وعدم قيام الجمعيات الزراعية بعملية تطهير للخلجان والمساقي، الأمر الذي يؤدى إلى عدم وصول مياه الري بشكل كافي إلى الأراضي. وأضاف بأن حياتهم المعيشية تعتمد على الدخل الذي يأتي من بيع المحصول كل عام وهو مصدرهم الوحيد من الدخل وسيؤثر الانخفاض الكبير في إنتاج هذا العام عليهم بشكل كبير وسيزيد من ديونهم لبنك التنمية الزراعي. ويقول ياسر دهشان احد أصحاب حدائق المانجو بالإسماعيلية انه قد صدر قرار برى الأراضي لمدة أربعة أيام وتوقف الري لمدة ثمانية أيام وهذا الأمر لا يناسب طبيعة الأرض الزراعية الرملية بالإسماعيلية والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه وخاصة في فصل الصيف مما أثر على المحصول بشكل كبير. تشتهر محافظة الإسماعيلية بالعديد من الأشياء الا ان اكثر ما تشتهر به واكثر ما يميز هذه المحافظة الهادئة هى المانجو الإسماعيلاوى والتى تعد من احسن الأنواع وافضلها على مستوى الجمهورية بل ان لها شهرة عالمية وتصدر كميات كبيرة منها الى الخارج. وتتميز المانجو الإسماعيلاوى بتعدد انواعها حيث لكل نوع منها شكله ومذاقه الخاص ومن اهم هذا الأنواع نوع الزبدة وهو الأكثر شيوعا لقيام المصريين بتخزينه ويستخدم في صنع العصائر, حيث أن حجم حبة المانجو كبير, ودائما ما يخزنها المصريين بعد تقشيرها وحفظها في عبوات بلاستيكية داخل المبردات، ومن افضل الأنواع المانجو العويس والتي تتميز بلونها الداخلي الأصفر الداكن والمائل للون البرتقالي ونسبة السكر بها معتدلة وأيضا نوع الفص التي تتميز بحجمها الصغير ومذاقها اللذيذ كما ان نواتها صغيرة الحجم وتتميز هذه الأنواع بارتفاع ثمنها،وهناك أنواع أخرى من المانجو مثل البربرى والعزيز وقلب الطور الدبيش. وتتميز المانجو الإسماعيلاوى بازدياد الطلب عليها في الخارج وتصدر كميات كبيرة إلى الأسواق الأوروبية والعربية وتختلف أنواعها المصدرة من بلد لأخرى طبقا لمتطلبات الأسواق فالأسواق العربية تشتهي الأنواع عالية السكر حيث تلجأ للإقبال على أنواع المانجو السكري والزبدة أما الأسواق الأوربية تقبل على الأنواع منخفضة السكر كالعويس وهناك نوعيات خصيصة تزرع بهدف التصدير لانخفاض نسبة السكر بها. ويقول جابر رجب أحد تجار المانجو أن الأسعار تتحدد حسب كمية الإنتاج فالأسعار ترتفع إذا كان الإنتاج قليل والعكس صحيح. ويضيف بأن هناك بعض التجار يلجأون لبعض الحيل لضمان ربح سريع عن طريق الغش وذلك عن طريق رش مادة تؤدى إلى اصفرار ثمرة المانجو من الخارج على الرغم من أنها غير ناضجة لتحقيق مكسب مضمون وسريع. وأشار إلى أن ثمرة المانجو يكون مذاقها أفضل بكثير عند اكتمال نضجها على الأشجار لذلك هناك الكثير من الأشخاص يفضلون شراء المانجو في نهاية شهر يوليو وأوائل شهر أغسطس لضمان أفضل مذاق للمانجو حيث يكون قد اكتمل نموها بشكل كامل.