ألقى الدكتور القس بول كولتون، أسقف أبرشيات كورك وكلوين وروس في الكنيسة الأيرلندية، خطابه الأخير أمام مجمع الأبرشية، الذي انعقد بمدرسة باندون، معلنًا قرب تقاعده بعد 27 عامًا من الخدمة الأسقفية. المحبة هي الاختبار أكد كولتون أن جوهر الرسالة المسيحية هو المحبة، مستشهدًا بقول الكتاب المقدس: "الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه". ودعا الحاضرين إلى الاستمرار في الشهادة للإنجيل عبر الالتزام بالخمسة علامات للإرسالية، والعمل بروح الانفتاح والشمولية. عالم في أوقات عصيبة وتوقف الأسقف عند الأوضاع الدولية، معبرًا عن حزنه إزاء تفاقم النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، خاصة غزة والضفة الغربية وإسرائيل، مشيرًا إلى أن "آفاق السلام العادل باتت أكثر بُعدًا من أي وقت مضى". كما لفت إلى معاناة شعوب أخرى مثل السودان وميانمار والكونغو وسوريا، منتقدًا تراجع الاهتمام الإعلامي بها، وحذّر من تغييب أزمة المناخ عن الأجندة الدولية. وفي كلمته، شدد كولتون على ضرورة أن تُبنى سياسات اللجوء والهجرة على الإنسانية والرحمة، رافضًا الخطابات الشعبوية التي تستهدف المهاجرين. وقال: "ليس من اختيارنا أننا وُلدنا هنا لا هناك، نحن مدعوون أن نحب الله ونحب القريب دون تمييز". وحذّر من خطورة المعلومات المضللة التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن فقدان القدرة على التمييز بين الحقيقة والزيف هو "من أعظم مخاطر عصرنا"، واشار إلي أن استغلال هذه الفوضى الرقمية يمكن أن يؤدي إلى انقسام المجتمع وإشعال العنف. أبدى الأسقف دعمه للعاملين في دار رعاية "سانت لوك" بكورك الذين صوّتوا لصالح الإضراب بعد استثنائهم من اتفاق وطني للأجور، مؤكدًا أن المؤسسة غير الهادفة للربح لا تستطيع الوفاء بمطالبهم إلا بدعم حكومي إضافي. وكشف كولتون أن أرشيف خدمته الممتدة على مدار 27 عامًا سيتم حفظه وفق المعايير في مكتبة الكنيسة بديبلن، معربًا عن أمله في أن يجد الأسقف الجديد ملفات منظمة تسهل استكمال المسيرة، وأكد: "أنتم لا تبحثون عن مخلّص، فالمخلّص هو المسيح وحده، بل عن رفيق درب في رحلة الإيمان". وفي ختام خطابه، قال الأسقف كولتون: "حاولت أن أبذل قصارى جهدي... لم أكن أستطيع أن أقدّم أكثر"، مضيفًا أن رحلته الأسقفية لم تخلُ من الأخطاء، لكنها كانت دومًا تحت نظر الله وبنية صافية، وختم برسالة شكر عميقة لأسرته وأبناء الأبرشية، واصفًا إياهم ب"الدواء الأعظم: الأصدقاء الحقيقيون".