يدخل الأطفال موسم المدارس مع بداية الخريف والبرد حاملين معهم أحلامًا جديدة وأهدافًا تعليمية، لكنهم يواجهون في الوقت نفسه خطرًا متكررًا كل عام يتمثل في نزلات البرد والإنفلونزا التي تنتشر بسهولة في الفصول المزدحمة. ويعرف الأطباء أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى بسبب ضعف مناعتهم مقارنة بالبالغين، إضافة إلى احتكاكهم المباشر بأقرانهم في المدرسة، وتزداد المخاوف لدى الأمهات والآباء مع أول عطسة أو كحة، فيبدأ البحث عن طرق فعالة لحماية الصغار دون أن يؤثر ذلك على انتظامهم في الدراسة.
خطوات حماية طفلك من نزلات البرد يبدأ أول خط دفاع ضد نزلات البرد من داخل البيت حين تهتم الأسرة بتقوية مناعة الطفل من خلال نظام غذائي متوازن، حيث يقدم الآباء وجبات تحتوي على الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والجوافة والفلفل، ويحرصون على إدخال الحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون في وجبات الأطفال اليومية، ويساعد الاهتمام بوجبة الإفطار على تزويد الجسم بالطاقة وتعزيز مقاومته للعدوى، كما يمنح الطفل التركيز الكافي طوال يومه الدراسي. ويهتم الأهل أيضًا بعادة النوم الجيد كجزء أساسي من الوقاية، فيحرصون على أن يحصل الطفل على عدد ساعات نوم كافية تناسب عمره، لأن قلة النوم تضعف جهاز المناعة وتزيد فرص الإصابة بالأمراض الموسمية، ويُطلب من الأطفال الابتعاد عن السهر الطويل أمام الشاشات، والاستيقاظ في مواعيد ثابتة للحفاظ على إيقاع صحي للجسم. وتؤدي النظافة الشخصية دورًا محوريًا في منع انتقال العدوى، فيعلّم الآباء أبناءهم غسل أيديهم باستمرار بالماء والصابون، خاصة قبل الأكل وبعد العودة من المدرسة، ويشجعونهم على استخدام المناديل عند العطس أو السعال لتقليل انتقال الفيروسات، كما يُنصح الأطفال بعدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل زجاجات المياه أو الأقلام أو الأكواب داخل المدرسة. كما يلعب اختيار الملابس المناسبة للطقس دورًا مهمًا في الوقاية من نزلات البرد، فيلبس الطفل ملابس قطنية داخلية خفيفة تحت الجاكيت أو البلوفر حتى تحفظ له الدفء وتسمح في الوقت نفسه بتهوية مناسبة، ويُطلب من الأطفال حمل جاكيت إضافي في حقيبتهم تحسبًا لتغير الجو المفاجئ بين الصباح والمساء. فيما يدعم النشاط البدني المنتظم صحة الجهاز التنفسي والمناعة، فيمارس الأطفال رياضة بسيطة مثل الجري أو القفز أو الألعاب الحركية داخل المدرسة أو خارجها، مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتعزيز قدرة الجسم على مواجهة العدوى، ويركز الأطباء أيضًا على أهمية شرب الماء بكثرة، لأن الترطيب الجيد يمنع جفاف الحلق والأنف، وهو ما يقلل من فرص دخول الفيروسات. ويساهم دور المدرسة في الحماية بشكل مباشر، إذ تلتزم الإدارة بتهوية الفصول وفتح النوافذ عند الإمكان، وتنبه المدرسين إلى متابعة الحالة الصحية للطلاب، وتطلب بعض المدارس من أولياء الأمور إبقاء الطفل في المنزل عند ظهور أعراض واضحة لتجنب انتشار العدوى بين زملائه. فيما تعكس هذه العادات البسيطة أن الوقاية ليست أمرًا معقدًا، بل هي خطوات يومية إذا اجتمعت تحولت إلى حصن متين يقي الأطفال من نزلات البرد، ومع تضافر جهود الأسرة والمدرسة، يستطيع الصغار خوض موسم المدارس بسلام، متفرغين للتعلم واللعب والنمو في بيئة صحية آمنة، بعيدًا عن هواجس المرض التي تطرق الأبواب مع أول نسمة برد.