يشهد العالم مع بدايات الخريف كل عام ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، فيتأثر الملايين من الأطفال والكبار بنزلات البرد الشديدة وتظهر الأعراض في صورة ارتفاع درجة الحرارة والسعال والإرهاق وآلام الجسم. موسم الإنفلونزا الموسمية ويشكل هذا الموسم تحدياً للأسر المصرية بشكل خاص حيث تزداد الإصابات بين الطلاب مع عودة المدارس ويصبح من الضروري البحث عن طرق عملية للوقاية والحد من انتشار العدوى داخل البيوت والفصول، وننشر لكم تقرير عن طرق تجنب الإصابة بنزلات البرد الموسمية وفقًا لما نشرته منظمة الصحة العالمية. كيف تتجنب الإصابة بنزلات البرد الموسمية؟ يصاب الإنسان بالإنفلونزا الموسمية نتيجة انتقال الفيروس عبر الرذاذ المتطاير من شخص مريض أثناء السعال أو العطس أو حتى الكلام، ويُسهم ضعف جهاز المناعة مع برودة الطقس في زيادة احتمالات العدوى. وتنتقل العدوى أيضاً عند لمس الأسطح الملوثة ثم ملامسة الأنف أو الفم أو العينين، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الفيروس يتحور كل عام ما يجعل بعض اللقاحات أقل فعالية ويزيد الحاجة إلى تجديدها بانتظام. كما يتسبب التكدس في الفصول ووسائل المواصلات العامة في سرعة انتشار العدوى، ويؤدي إهمال النظافة الشخصية وعدم غسل اليدين بانتظام إلى مضاعفة الخطر، ويزيد التدخين من ضعف الجهاز التنفسي ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة، وتؤثر قلة النوم وسوء التغذية على قوة المناعة فتزيد احتمالية ظهور الأعراض بشكل حاد. فيما ينصح الأطباء الأسر المصرية بضرورة الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أكثر من مرة يومياً، والابتعاد عن عادة مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والمناديل. ويؤكدون أهمية التهوية الجيدة للغرف والفصول لتقليل تركيز الفيروس في الهواء، ويوصون أيضاً باستخدام الكمامة في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور الأعراض لحماية الآخرين. كما تُسهم التغذية السليمة في رفع قدرة الجسم على مقاومة الفيروس، فيستفيد الأطفال والكبار من تناول الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والجوافة والليمون، وتفيد المشروبات الدافئة والأعشاب الطبيعية في تهدئة أعراض الحلق والسعال وتقصير مدة المرض، كما يشدد الأطباء على ضرورة الحصول على قسط كافٍ من النوم والابتعاد عن الضغوط النفسية لدعم جهاز المناعة. وتوفر وزارة الصحة المصرية سنوياً لقاح الإنفلونزا في المراكز والوحدات الصحية، ويُوصى به بشكل خاص لكبار السن والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الربو والسكري وأمراض القلب، لأنهم الفئة الأكثر عرضة للمضاعفات، وتؤكد تقارير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن التطعيم يقلل من احتمالية الإصابة بنسبة كبيرة ويحد من شدة الأعراض إذا وقعت العدوى. ويثبت الواقع أن مواجهة موسم الإنفلونزا لا تعتمد فقط على العلاج بعد الإصابة بل تبدأ بالوقاية اليومية والالتزام بالإجراءات البسيطة التي تحمي الفرد وأسرته ومجتمعه، وتبقى التوعية المستمرة ونشر الثقافة الصحية في المدارس ووسائل الإعلام خط الدفاع الأول أمام هذا الفيروس سريع الانتشار.