نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية اليوم، أن القوات الروسية التي تحرس قاعدة "بيلبيك" الروسية الجوية بشبه جزيرة "كريمه"، قامت بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية للقوات الأوكرانية العزل من الاقتراب للأراضي المحتلة، وسط بدء مفاوضات رفيعة المستوي بين وزراء الدول. ونوهت الصحيفة أن القوات الروسية أطلقت عدة طلقات تحذيرية في الهواء، وأوضحوا للقوات الأوكرانية المكونة من 300 جندي، أنهم سيطلقون النار عليهم إذا استمروا في التقدم، ورغم حالة التوتر بالبلاد، مازال هناك الأمل للتوصل لحل سلمي للأزمة الأوكرانية، بفضل بدء مفاوضات رفيعة المستوي بين البلدين. وأشارت الصحيفة أن المسئولين الأوكرانيين شددوا على ضرورة انسحاب القوات الروسية من أراضيهم. بينما قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أن ليس هناك الحاجة حاليا لمزيد من العنف في أوكرانيا، لكنه أضاف أنه لديه كل الحق في استخدام "كل الوسائل الممكنة" لحماية الناطقين بالروسية في البلاد. وفي نفس الوقت أوضح الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أن نظيره الروسي "لم يخدع أحد" عندما نفى إرسال قواته إلى شبه جزيرة "كريمه". ورغم وجود أدلة واضحة أن "بوتين" أرسل قوات ل "كريمه"، غير أنه يدعي أن أولئك الجنود هم "قوات محلية للدفاع عن النفس". كما حذر المجتمع الدولي إزاء العواقب المحتملة لأي عقوبات تفرض على روسيا، قائلا: "في عالمنا المعاصر، الجميع يعتمد على الأخر. ومن الممكن أن نضر ببعضنا البعض ولكن الضرر سيكون متبادل". وذكرت الصحيفة أن هناك تقارير تفيد بانشقاق بعض من القوات الأوكرانية ب "كريمه" للانضمام إلى القوات الروسية، وقال "بوتين": "أوكرانيا ليست فقط جارتنا الأقرب، بل الجمهورية الشقيقة، جارتنا الشقيقة، وقواتنا المسلحة هم أخوة في السلاح، وأصدقائنا. إنهم يعرفون بعضهم البعض شخصيا، وأنا واثق من أن الجيش الأوكراني والجيش الروسي لن يكونا على جوانب مختلفة من المتاريس، وأنهما سيكوننا على نفس الجانب". وفي الوقت نفسه، وصل جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، إلى أوكرانيا، وقد اجتمع لمدة خمس ساعات مع الحكومة الأوكرانية الجديدة، لتقديم الدعم الأمريكي لها. وقد أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن مساعدات لأوكرانيا في مجال الطاقة تقدر ببليون دولار، وهذه الخطوة تعد مؤشرا خطيرا على قرب إعلان عقوبات اقتصادية ضد روسيا. وستشمل المساعدات تدريب المؤسسات المالية والانتخابات، إضافة إلى جهود مكافحة الفساد. وقد أوقفت الولاياتالمتحدةالأمريكية المفاوضات مع روسيا بشأن معاهدة الاستثمار التجاري بين البلدين. وستعمل الولاياتالمتحدةالأمريكية على تقديم المشورة الفنية للحكومة الأوكرانية بخصوص حقوقها في التجارة مع روسيا. وأفادت الصحيفة أن روسيا قد اجرت تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات بنجاح، وهي خطوة سلبية تساهم في مزيد التوترات فيما يخص الأزمة الأوكرانية والحرب السياسية الدبلوماسية بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن جهة أخرى، قال "وليام هيج"، وزير الخارجية البريطاني، بخصوص الوثائق السرية المسربة، والتي كشفت أن بريطانيا لن تفرض عقوبات أو تدعم التحرك العسكري ضد روسيا، أنه "ليس بالضرورة" أن تعكس هذه الوثائق القرار النهائي للحكومة بشأن الأزمة. وأوضح أن جميع الخيارات تبقي مفتوحة ومتاحة امام الحكومة. وأوضحت الصحيفة أن هناك معارضة داخل روسيا لسياسات الدولة، والتي تتمثل في "آبي مارتن"، مقدمة برامج تليفزيونية بقناة "روسيا اليوم" الروسية، والتي أعربت عن معارضتها لقرارات الحكومة الروسية بالتدخل في الشئون الأوكرانية، واصفة هذه القرارات بال"خاطئة"، الذي قام رؤسائها بإرسالها إلى منطقة الصراع ب "كريمه". وشددت الصحيفة أن "بوتين" لم يظهر أي علامة لتخفيف الخناق حول "كريمه"، بل تحدي علنا التهديد بفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية ضد روسيا من قبل قادة العالم، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد وصف الأحداث الأخيرة بأوكرانيا بأنها "انقلاب غير دستوري ومسلح، هدفه الاستيلاء على السلطة"، مضيفا أن "المتشددين" قد ادخلوا البلاد في "حالة فوضى" . كما أصر أيضا أن المخلوع "فيكتور يانوكوفيتش"، كان لا يزال الرئيس الشرعي لأوكرانيا، واتهم الغرب بالمساهمة الكبيرة في اشتعال المظاهرات في الشوارع المحيطة ب "يانوكوفيتش"، وأضاف أنه كان سيقتل لولا مساعدة روسيا. وقالت الصحيفة أن "هيرمان فان رومبوي، رئيس الاتحاد الأوربي، سيجتمع مع "ارسيني ياتسينيوك، رئيس الوزراء الأوكراني الجديد، يوم غد الخميس بشأن الأزمة في بلاده. وفي وقت سابق من اليوم، مرت سفينتان حربيتان روسيتان عبر مضيق "البوسفور" باسطنبول في طريقهما إلى "كريمه". وفي الوقت نفس، مرت سفينة حربية أوكرانية عبر مضيق "كاناكالي" في تركيا. كما ندد "فالنتين ناليفايتشينكو، رئيس جهاز الأمن الأوكراني، بتعرض بلاده لعدد من الهجمات الإلكترونية عبر أجهزة الاتصالات غير المشروعة والمثبتة ب "كريمه" منذ أن استولت القوات الروسية على المنطقة، موضحا أن الهواتف المحمولة للمشرعين الأوكرانيين قد تعرضت لهجمات من قراصنة الإنترنت والكمبيوتر.