اعتبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس أن ما حدث فى أوكرانيا «انقلاب غير دستورى»، مؤكدا أن الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش ما زال الرئيس الشرعى للبلاد رغم تنفيذه لكافة بنود الاتفاق مع المعارضة. وأضاف بوتين فى لقاء تليفزيونى عقده فى مقر نوفو أوجاريوفو قرب موسكو، وهو الأول له منذ اشتعال الموقف فى أوكرانيا: لدينا تفهم مبدئى للرغبة فى التغيير فى أوكرانيا، لكن لا نؤيد الطريقة التى تم بها ذلك. وقال بوتين: «الشعب كان يريد تغييرا»، مضيفا أن يانوكوفيتش وافق خلال المفاوضات مع وزراء أوروبيين فى 21 فبراير الماضى على جميع طلبات المعارضة. وحول التدخل العسكرى فى القرم جنوبأوكرانيا، أكد بوتين أن بلاده ليست فى حاجة لاستخدام القوة فى القرم فى الوقت الحالي، لكنه شدد على أن روسيا مازالت تحتفظ بحق اللجوء لذلك كخيار أخير، ولكنه أكد أنه تدخل سيكون مشروعا بنص الدستور الروسى للدفاع عن مصالح بلاده. ووصف بوتين المجموعات المسلحة التى سيطرت على القرم مؤخرا بأنها قوات محلية للدفاع عن النفس. ومن جانبه، حذر سيرجى جلازييف مستشار الكرملين من أن روسيا ستخفض اعتمادها الاقتصادى على الولاياتالمتحدة إلى الصفر إذا فرضت واشنطن عقوبات عليها، وهو ما سيؤدى إلى انهيار النظام المالى الأمريكي. إلا أن الكرملين أعلن بعد ذلك أن تصريحات جلازييف رأى شخصى وليس رسميا. وميدانيا، واصلت القوات العسكرية الموالية لروسيا سيطرتها على جميع المنشآت العسكرية بمنطقة القرم، فضلا عن المطارات، وأطلقت أمس للمرة الأولى منذ تدخلها فى القرم الجمعة الماضية طلقات تحذيرية فى الهواء للمارة من الأوكرانيين لتحذيرهم من الاقتراب. وتقدر السلطات الأوكرانية حاليا عدد القوات الموالية لروسيا فى القرم ب 16 ألف جندى. فى الوقت ذاته، أعلنت قيادة القاعدة 204 للقوات الجوية الأوكرانية تحولها أمس لخدمة علم جمهورية القرم الموالية لروسيا. وعلى الصعيد الغربي، هدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعزل موسكو، معتبرا أنها تقف فى الجانب الخطأ من التاريخ. كما كشفت مصادر أمريكية أن الرئيس أوباما اجتمع فى وقت لاحق مع كبار مستشاريه للشئون العسكرية والأمن القومى لدراسة فرض مزيد من العزلة على روسيا لتدخلها فى أوكرانيا. كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن الولاياتالمتحدة استعدت لفرض عقوبات على مسئولين بارزين فى الحكومة الروسية ترى أنهم تورطوا فى الاحتلال العسكرى للقرم. كما أعلنت واشنطن أمس تعليقها جميع الأنشطة العسكرية مع روسيا. جاء ذلك فى الوقت الذى توجه فيه كيرى إلى كييف لإظهار دعم بلاده للسلطات الانتقالية هناك فى مواجهة «الاحتلال الروسي»، بحسب وصفه. وفى أوروبا، أعلن سباستيان كورتس وزير خارجية النمسا التى تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس أوروبا تعيين وإرسال مبعوث خاص إلى كييف لدعم البرلمان الأوكرانى وتقديم المساعدات المباشرة له أثناء سن التشريعات القانونية فى مجالات الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان. ومن جانبها، تعهدت بريطانيا بمساعدة الحكومة الأوكرانية على تتبع واسترداد أموال الشعب الأوكرانى التى ربما نهبت وهُربت للخارج خلال عهد الرئيس الأوكرانى المعزول، وقالت الخارجية البريطانية إن الوزير ويليام هيج سيبلغ الحكومة الأوكرانية بالدعم البريطانى لاستصدار تشريع من الاتحاد الاوروبى بتجميد أى أموال أوكرانية يشتبه فيها. وفى فيينا، نظم متظاهرون أوكرانيون وأوروبيون وقفة أمام مقر منظمة الأمن والتعاون الأوروبى للتنديد بالتدخل الروسى فى أوكرانيا، معربين عن غضبهم لما قامت به القوات الروسية من تدخل فى الأراضى الأوكرانية.