"مكنتش متخيلة أن أفضل معزولة في المستشفى 100 يوم ويعدي عليه 9 فرق طبية من 6 مارس إلى الآن.. المرضى والفريق الطبى الاثنين أبطال في مواجهة المرض.. والحرب قائمة ولن نهرب من المعركة"، بهذه الجمل كشفت الدكتورة ميرفت السيد، مديرة مستشفى الحجر الصحي بالعجمي النموذجي بالإسكندرية، تفاصيل تحدى 100 يوم في عزل لمحاربة عدوى كورونا، فضلًا عن أنها ترى زوجها وأولادها خلف أسوار المستشفى للاطمئنان عليهم، وتفرغت لرعاية المرضى بصحبتها الأطقم الطبية والتمريض والعاملين داخل المستشفى، لتقديم كافة الرعاية اللازمة لجميع المرضى. وقالت الدكتورة ميرفت السيد، مديرة المستشفى: "عمري ما ترددت لحظة ولا أي خوف دخل جوايا من أول لحظة، كنت فخورة جدا أن أكون قائد ومدير لمستشفى تم اختيارها كمستشفى عزل لمرضى الكورونا، كنت عايزة اثبت للعالم كله أن الفريق الطبي على قدر المسئولية في مواجهة أزمة عالمية وجائحة تهدد البشرية كلها، وكنت فخورة أنى واحدة من الشباب اللي بإذن الله هيبهر العالم كله أن بمجهوداتهم وبحماسهم ممكن ننجح ونتخطى اقوي الصعوبات". وأضافت "كنت على يقين أن لو لم نواجهه الكورونا في العزل، هيوصل بيوتنا وأولادنا، وبدأنا نعامل كل المرضى على أنهم حد من أهلنا، لازم يتوفر لهم كل الموارد أول بأول من أدوية ومستلزمات طبية ومفروشات وطعام وشراب وكل حاجة يحتاجوها، مش برتاح إلا لما أمر عليهم بنفسي واسمع شكواهم واحتياجاتهم، كنت حاسة بمسئولية اتجاههم مش بس توفير علاجهم لاء وحالتهم النفسية بالذات وهما محبوسين جوه غرف". وعن تجهيز المستشفى للعزل الصحي، قالت "ميرفت السيد": "تم تجهيز المستشفى في 6 أيام. لتحويل جميع أقسام من حضانات وعمليات وداخلي وطوارئ ونسا ولادة ومناظير وقلب مفتوح كل ده يتحول إلى 140 سرير عناية مركزة متوسطة و60 سرير عناية مركزة متقدمة وحرجة، تعبنا فيهم جدا جدا..و كان صراع مع الوقت، أن ننجز مهمتنا في 6 أيام فقط، وأول قرار اخدته أن اقفل مكتبي ومش هرجعه إلا بعد انتهاء العزل، واخترت مكان في وسط الفريق الطبي علشان أبقى معاهم ثانية بثانيه، ونتكلم ونتناقش مع بعض، في كل احتياجاتهم وشكواهم". تابعت: "مكنتش متخيلة أن أفضل معزولة في المستشفى 100 يوم ويعدي عليه 9 فرق طبية من 6 مارس إلى الآن، وكل 14 يوم فريق يتغير من دكاترة وتمريض وفنيين وعمال وأمن وإداريين وصيانة فريق باكملة، مطلوب تدريبهم بالذات مكافحة عدوى وبروتكول علاج، وحمايتهم بواقيتهم الشخصية، ودعمهم نفسيا في صراعهم في محاربة المرض، بالذات أن الجميع معرض في أي لحظة للإصابة، وكمان توفير جميع الموارد والسكن، بجد بقدم لكل الفرق الطبية اللى شرفت م. العجمي الشكر والتقدير والاحترام لظهور المستشفى بالمظهر المشرف قدام العالم كله". واستكملت قائله: "المرضى كمان أبطال، اد ايه بعزيمتهم وإرادتهم يواجهوا مرض مجهول،.وعلشان كده قررنا نشجعهم ونقويهم ونشاركهم مشاعر الحب والفرحة والأعياد، احتفلنا معاهم بأعياد ميلادهم ورسومات أطفالهم الجميلة وزينه وفوانيس رمضان، وفرحتنا كلنا لعب وكعك العيد، وكمان شاركناهم في خوفهم وأحزانهم، كل المرضى اللى أتوفوا صلينا عليهم صلاة الجنازة، وبقينا نكلمهم هما وأقاربهم ونخفف عنهم، واديناهم تليفوناتنا، تقريبا تليفوني أصبح عبارة عن سنترال من كتر المكالمات". واختتمت قائله: "كنت مقتنعة أن لازم أقدم خدمة متميزة للمرضى تختلف عن باقي المستشفيات الحكومية، العلاج في كل المستشفيات والأطباء في جميع المستشفيات بيعالجوا المرضى، لكن كنت حابة أحسس المرضى أنهم مش مسجونين بالعكس هما في بيوتهم، وتوفر لهم كل احتياجاتهم بالذات أن مر علينا منهم مئآت الحالات بمختلف الطبقات والجنسيات والثقافات، اد ايه كلماتهم هونت علينا بعدنا عن أولادنا واسرتنا وأهلنا، مستنين اللحظة اللي هنتجمع فيها تاني والفرحة بزوال الأزمة في كل بيوت المصريين بإذن الله".