تشكل الجيوش الوطنية فى الدول العربية، إحدى أهم ركائز استقرار وبقاء الدول ومنعها من التفكك والانهيار، وتاريخ الجيش الوطنى الشعبى الجزائري، يشكل حائط صد فى إفشال مخططات الإخوان فى السيطرة على بلد المليون شهيد وتحويلها إلى ولاية إخوانية عثمانية. وأثبتت سنوات العشرية السوداء فى الجزائر الدور لوطنى الكبير للجيش الوطنى الشعبى فى إنقاذ الجزائر من تجار الدين، ودفع الجيش من أبنائه ومن أبناء الشعب الجزائرى ثمنا غاليا فى الحفاظ على التراب الجزائرى من السقوط فى يد التنظيمات الإرهابية. وخلال مرحلة الاحتجاجات فى الشارع الجزائرى ضد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، حاول الإخوان اللعب على وتر الحراك الشعبي، فى التحرش بالجيش الوطنى الشعبي، ومحاولة إبعاده عن دوره الوطنى بالحفاظ على الدولة الجزائرية من السقوط فى الفوضى ونجح الجيش تحت قيادة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائرى (توفى فى 23 ديسمبر 2019) فى الحفاظ على الجزائر واحترام الدستور بإجراء انتخابات رئاسية نزيهة انتخب عبدالمجيد تبون رئيسا للجزائر وتسلم مهمة 19 ديسمبر 2019، ليضرب الجيش الجزائرى مثالا فى الحفاظ على الدولة واحترام الدستور. فقد أفشل «قايد صالح» مخطط الإخوان لجر الجزائر لأتون عدم الاستقرار السياسى عبر «مرحلة انتقالية»، بتأجيل الانتخابات الرئاسية، والتى دعا اليها كل من «كهل الإخوان» عبدالله جاب الله رئيس ما يعرف ب«جبهة العدالة والتنمية»، والإخوانى عبدالرزاق مقرى رئيس ما يعرف ب«حركة مجتمع السلم». ودعا القياديان الإخوانيان، فى مايو 2019، إلى «تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية لستة أشهر أخرى، مع تشكيل هيئة رئاسية تخلف رئيس الجزائر المؤقت عبدالقادر بن صالح أو أن تقود شخصية توافقية من الحراك المرحلة الانتقالية، وتعود لها صلاحيات تعيين حكومة توافقية واللجنة العليا المستقلة لمراقبة وتنظيم الانتخابات»، كما جاء فى منشور للإخوانى عبدالله جاب الله عبر موقع «فيسبوك» وتصريحات صحفية للإخوانى عبدالرزاق مقري. الفريق صالح أفشل مخطط الإخوان، مؤكدا أنه الجزائر بين أيد أمينة تتصدى بكل قوة وصرامة، لمن يسمح لنفسه بتعريض وطن الشهداء للفوضى، ولمكر الماكرين ولعب اللاعبين، وقال إن الجزائر ليست حلبة صراع وسباق لمن هب ودب لصيد الغنائم واقتناص المصالح الشخصية والذاتية الضيقة. خلال الحراك الشعبى فى الشارع الجزائر، سعى الإخوان فى استهداف الجيش الجزائري، أبرزها فى 6 مارس 2019، اتهم الإخوانى عبدالرازق مقرى، قائد أركان الجيش الجزائرى ب«حماية نظام بوتفليقة»، ووضعه فى كفة واحدة من حيث «الخطر الوحيد على الجزائر»، ووصلت به «الثقة الزائدة» كما وصفها متابعون حد «الاستهزاء بأساليب تعبير قايد صالح وبمواقف الجيش من الأزمة». وزعم فى «مقري» فى منشور له على «فيسبوك» أن «الانهيار الاقتصادى حينما يوصلنا إلى الإفلاس ستصبح الميزانية الضخمة التى أبقت المؤسسة العسكرية قائمة عبئًا على المواطنين». استهداف الإخوان للجيش الجزائرى لم ينجح ونجحت قيادة الجيش الجزائرى فى الوصول بالبلاد إلى بر الأمان واجراء الانتخابات الرئاسية فى ديسمبر 2019، وإفشال مخطط الإخوان لإدخال البلاد فى دوامة عدم الاستقرار والعنف، والذى كانت تسعى دول عدة والتنظيم الدولى لإسقاط الجزائر فى دوامة العنف، كما حدث فى دول عربية أخرى، أو إعادة «العشرية السوداء» التى تعد ذكرى مريرة للشارع الجزائري.