بوفاة الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس الأركان الجزائري اليوم "الاثنين" تكون الجزائر قد فقدت أحد مجاهديها الذين سيكتب اسمهم في التاريخ بحروف مضيئة نظير من قدموه من جهد لخدمة بلادهم. وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت صباح اليوم وفاة الفريق أحمد قايد صالح عن عمر يناهز 80 عاما إثر سكتة قلبية، فيما قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعيين اللواء سعيد شنقريحة رئيسا للأركان بالنيابة. وكرس الفقيد حياته لخدمة وطنه سواء ابان ثورة التحرير أو خلال سنوات خدمته بالقوات المسلحة الجزائرية، وحتى أخر لحظات حياته حين قرر الانحياز لصفوف الشعب ودعم الحراك الشعبي، وساهم في الحفاظ على استقرار وأمن البلاد. ولد الفريق قايد صالح في 13 يناير 1940 بولاية باتنة (شمال شرق)، والتحق مبكرا بالثورة التحريرية الجزائري ليتدرج بعد الاستقلال عام 1962 في عدة مناصب بالجيش الوطني الشعبي. ودرس رئيس الأركان الراحل بالجزائر والاتحاد السوفيتي حيث حصل على شهادة من أكاديمية فيستريل بموسكو. وشارك الفريق قايد صالح في حرب أكتوبر 1973 ضمن صفوف القوات الجزائرية التي شاركت إلى جانب الجيش المصري لاستعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. كان الرجل الأقوى بالجزائر خلال المرحلة الانتقالية والصوت الوحيد الذى كان يجيب الملايين من المحتجين.. خاض ثورة التحرير، وأحد أبرز قيادات الجيش خلال «العشرية السوداء»، إنه رئيس أركان الجيش الجزائرى الفريق أحمد قايد صالح الذى وافته المنيه الاثنين، عن عمر ناهز ال80 عاما. فبعد أيام على أول انتخابات رئاسية جزائرية، فى أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس الجزائرى الأسبق عبدالعزيز بوتفليقة، توفى الفريق أحمد قايد صالح إثر سكتة قلبية. حارب قايد صالح، المولود عام 1940 فى مدينة باتنة (خامس كبرى مدن الجزائر)، ضد الاستعمار الفرنسى وكان من المناضلين الميدانيين، منذ سن السابعة عشرة من عمره، كما حصل على وسام جيش التحرير الوطنى. وتدرج صالح فى سلم القيادة ليعين قائدا على التوالى فى الفيالق 21 و29 و39 لجيش التحرير الوطنى منذ أغسطس1957. وما بين 1969 و1971، استفاد صالح من دراستة فى المدفعية بالأكاديمية العسكرية السوفيتية بفيستريل (روسيا)، ثم عين قائدا للواء ثم قائدا للقطاع العملياتى الأوسط. وتولى قايد صالح وهو أب لسبعة أولاد، قيادة مدرسة تكوين ضباط الاحتياط، ثم عين قائدا للقطاع العملياتى الجنوبى لتندوف (غرب الجزائر)، وترقى ليصبح نائبا لقائد الناحية العسكرية الخامسة، ثم قائدا للناحية العسكرية الثالثة، وقائدا للناحية العسكرية الثانية، وترقى لرتبة لواء عام 1993. وفى عام 1994، أسند إليه منصب قائد القوات البرية، وبعد عشر سنوات تولى منصب رئيس أركان الجيش الوطنى الشعبى عام 2004، وترقى إلى رتبة فريق عام 2006، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى». ومنذ السكتة الدماغية التى عانى منها بوتفليقة سنة 2013، ازداد قايد صالح قوة ونفوذا ليصبح الرئيس المطلق للمؤسسة العسكرية، وأدى غياب الرئيس المتكرر إلى أن أصبح قايد صالح يترأس الاحتفالات الرسمية، بحسب موقع «لو ديسك» الجزائرى. وشكل هذا الحضور الدائم لصالح، الذى كان ملقبا، برجل الجزائر القوى، توجسا لدى محيط بوتفليقة، وقد حاول سعيد بوتفليقة مستشار الرئيس الجزائرى السابق وشقيقه، عدة مرات أن يحيله على المعاش بموجب مرسوم رئاسى. وحتى فبراير الماضى، كان قايد صالح يدعم علنا ولاية خامسة لبوتفليقة. ولم يختر الانضمام إلى الشعب ودعمه إلا بعد جمعتين من المظاهرات. معلنا أن الجيش هو «الضامن» للاستقرار والأمن فى مواجهة «أولئك الذين يريدون جر الجزائر إلى سنوات الحرب الأهلية خلال العشرية السوداء» (1992 2002). وشهدت الأشهر الماضية بزوغ نجم الفريق قايد صالح، بقراره دعم الشعب والحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فبراير الماضي، حيث كان أول من طالب بتطبيق المادة 102 من الدستور الخاصة بالعجز الصحي للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يستقيل بوتفليقة في 2 أبريل الماضي. وعقب استقالة بوتفليقة ووسط مطالب البعض على الدخول في مرحلة انتقالية يديرها مجلس توافقي، رفض الفريق قايد صالح ذلك الطرح، وأصر على أن الحل في المخرج الدستوري المتمثل في الانتخابات الرئاسية التي تأتي برئيس منتخب له كافة الصلاحيات. وطوال 10 أشهر من الحراك حرص الفريق قايد صالح على التأكيد على أنه لا طموحات سياسية لمؤسسة الجيش الجزائري، وأن الجيش ملتزم بأداء مهامه الدستورية، وسيعمل على دعم الانتقال الديمقراطي للسلطة عبر الانتخابات. وأكد قايد صالح أكثر من مرة على أن الجيش ملتزم بتأمين الحراك من أي مؤامرات تحاك ضده، كما أنه كان أول من أطلق مصطلح "العصابة" على الدائرة المقربة من الرئيس السابق بوتفليقة، وأكد أنه سيتم محاسبة كافة المسؤولين الفاسدين من النظام السابق، متعهدا بتخليص قطاع العدالة من كل الضغوط التي كانت عليه وهو ما تم بالفعل. وكان أخر ظهور علني لرئيس الأركان الجزائري الراحل يوم الخميس الماضي، في جلسة تنصيب الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، حيث تم تقليده وسام الاستحقاق الوطني من درجة "صدر"، وقوبل الفريق قايد صالح يومها بتصفيق حاد وترحاب شديد من الحضور تقديرا لدوره في الأشهر الماضية. ومن بين الأوسمة التى حصل عليها، قايد صالح، وسام جيش التحرير الوطنى ووسام الجيش الوطنى الشعبى الشارة الثانية ووسام الاستحقاق العسكرى ووسام الشرف، وآخر الأوسمة كان وسام الاستحقاق من مصف الصدر الذى منحه له الرئيس الجديد عبدالمجيد تبون.