تهدد حشرة سوسة النخيل الحمراء المعروفة إعلاميًا باسم «إيدز النخيل»، 2 مليون نخلة منتشرة في 5 مراكز إدارية وقراها بمحافظة الوادى الجديد خاصة خلال الفترة الحالية التى تشهد تقليم أشجار النخيل ونظافته. يقول محمد حسن محمد، مزارع من أبناء مركز الخارجة، إن السوسة بدأت تشكل خطرا داهما على محصول البلح الذى ننتظره كل موسم ليدر دخلا علينا ويساعدنا في مواجهة أعباء الحياة وتزويج أبنائنا وفتياتنا، حيث يعرف موسم حصاد المحصول باسم «الدميرة» الأمر الذى يعنى جنى الخير، ولكن السوسة بدأت تؤثر على النخيل بشكل ملحوظ في ظل صعوبة عملية العلاج. وأضاف محمد، أن الحشرة بدأت في مركز الفرافرة وكنا نسمع عنها فقط، ولكن الآن ظهرت بقوة في الخارجة ثم انتقلت لمركز الداخلة، وهو الأمر الذى بدأ يقلق الفلاح ويجعله يخشى على زراعتها مطالبين المحافظ بالتدخل القوى بإجراءات فعالية وقوية في مواجهة الحشرة. وأكد الدكتور صلاح جميل، مدير المحطة الإقليمية للبحوث الزراعية بالوادى الجديد، وأستاذ بمعهد بحوث وقاية النبات، أن حشرة سوسة النخيل لها عدة أطوار ودورة حياة وأماكن تضع بها أنثى سوسة النخيل بيضها، والمكافحة تتعدد أشكالها من مكافحة زراعية وحيوية وبيولوجية من خلال استخدام أعداء حيوية تقتل الحشرة وتقضى عليها. أضاف صلاح، أن هناك عدة أسباب تؤدى لانتشار الإصابة مثل طرق الرى الخاطئة والتى تجعل الجذع عرضة للإصابة، وكذلك التقليم الجائر وأثره على جذب الحشرة، واستخدام الأسمدة بالمعدلات المناسبة حتى لا تؤدى لنتيجة عكسية، وهناك طرق للوقاية وطرق مختلفة لمكافحة سوسة النخيل والحقن تحت ضغط والحقن اليدوى وحققوا فاعلية في القضاء على السوسة، علاوة على المصائد الفرمونية في المكافحة والاستدلال والكشف عن سوسة النخيل في أطوارها المختلفة. ولفت إلى، أن عملية نقل الفسائل أو حتى جريد النخيل من مركز إلى مركز أو قرية إلى أخرى تؤدى بقوة لانتشار الحشرة مما يتطلب وعى المزارعين في دعم نقل هذه الأجزاء النباتية وتشديد الرقابة من خلال نقاط الحجر الزراعي، كما أن عدم وعى الفلاح في توقيت تقليم النخلة هو أحد أهم أسباب انتشار حشرة السوسة الحمراء، حيث إن أفضل توقيت للتقليم هو فترة الشتاء التى يقل فيها نشاط الحشرة، وتبدأ من نهاية ديسمبر وحتى نهاية فبراير من كل عام، إضافة إلى أن التقليم الجائر للنخلة وفصل الفسائل يتسبب في زيادة معدلات الإصابة بحشرة السوسة الحمراء. المهندس محمد رجب هدية من جانبه، أكد مدير عام إدارة شئون البيئة بمحافظة الوادى الجديد، المهندس محمد رجب هدية، أن الإدارة بدأت الفترة الحالية تنفيذ حملات رقابية لمتابعة عملية التخلص من جريد النخيل بالحرق خاصة الفترة الحالية التى ينفذ فيها الفلاح عملية التقليم والنظافة، وذلك من خلال تحرير محاضر بغرامات مالية كبيرة تصل ل20 ألف جنيه، وذلك لسببين أولهما: الحفاظ على البيئة من التلوث بسبب دخان حرق مخلفات النخيل، وثانيها: هو المساهمة في الحد من انتشار سوسة النخيل الحمراء والتى يزداد نشاطها عند حرق جريد النخيل ويتسبب في طيرانها لمسافات طويلة مما ينقل الإصابة من موقع لموقع وهذا يهدد الثروة القومية للمحافظة. الدكتور مجد المرسى وقال وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادى الجديد، الدكتور مجد المرسى إنه توجد 7 خطوات لمقاومة هذه الحشرة والحد من انتشارها حيث لجأت المديرية إلى هذه الخطوات وتنفيذها بشكل مكثف وعاجل في جميع مراكز المحافظة الخمسة ومثلت الخطوات السبعة في أولًا: دعم 50٪ من تكلفة المقاومة للفلاح، وصرف 600 ألف جنيه لموازنة المكافحة، ثانيا: دعم المديرية ب10 أجهزة حقن مبيد للحشرة لاستخدامه في الوقاية والعلاج، ثالثًا: اللجوء للمساجد ودور المناسبات لعقد ندوات لتوعية المزارعين بالحشرة وطرق الوقاية والعلاج، رابعًا: تكثيف اللقاءات الإرشادية الحقلية، خامسًا: تدريب المزارع ليكون فاحصًا زراعيًا يستطيع اكتشاف المرض، سادسًا: حظر نقل الفسائل وجريد النخيل، وسابعًا: الاستعانة بخبراء دوليين في أعمال المقاومة. وتابع مجد المرسي، أن المديرية لجأت لعقد ندوات إرشادية في المساجد ودور المناسبات وجميع أماكن تجمعات المواطنين لضمان الوصول لأكبر عدد من المزارعين، وذلك ضمن سلسلة ندوات للتعريف بطرق مكافحة سوسة النخيل الحمراء بالطرق المختلفة ومدى خطورتها على أشجار النخيل، وذلك لنشر الوعى بكيفية المكافحة والوقاية وتسهم أيضا في تغيير عادات المزارع في التقليم الجائر وعدم إتباع إرشادات المرشد الزراعي. أضاف المرسي، أن موقف سوسة النخيل الحمراء بالمحافظة حتى يوم 10 ديسمبر الجاري، هو رصد 2411 نخلة مصابة بالمرض، وعلاج 2241 نخلة أخرى بينما جرى إعدام ودفن 170 نخلة، وذلك على مستوى مراكز المحافظة الخمسة، إضافة إلى دعم جهود مكافحة سوسة النخيل الحمراء بمبلغ 600 ألف جنيه على أن يتحمل أصحاب المزارع 50٪ من تكلفة المكافحة، وذلك لتخفيف العبء على المزارعين، مع التنسيق الكامل مع كل الجهات المعنية لحماية هذا المحصول الاستراتيجى وزيادة الإنتاجية والنهوض بزراعة وإنتاج التمور بالمحافظة. وأشار إلى، أن مديرية الزراعة تبحث بشكل مستمر عن الأفكار الجديدة والأجهزة البسيطة وغير المكلفة للمزارع، وهذا ما جرى من خلال جهاز حقن جديد جرى اختراعه من خبير دولى بحيث يمكن علاج أكثر من 30 نخلة في اليوم الواحد، في ظل انتشار الإصابات بالحشرة بشكل كبير وتلقى بلاغات عن إصابات جديدة بشكل يومي، كما أن المحافظة تمتلك 2 مليون و300 ألف نخلة مثمرة وبالتالى تتولى مديرية الزراعة عملية علاج الإصابات بينما يصعب جدًا تنفيذ أى عمليات رش وقائى للحشرة في ظل هذا العدد الضخم من أشجار النخيل بالمحافظة. جدير بالذكر أن سوسة النخيل ظهرت لأول مرة في المنطقة الغربية بالوادى الجديد في العام 2005 بمنطقة بئر البلد ودير البلد بالفرافرة، ثم اكتشفت للمرة الثانية في العام 2008 بمركز الخارجة في منطقة طريخة، والخارجة 1، ومنطقة نخيل عين أبوصالح ثم انتقلت بداية العام الجارى إلى مركز الداخلة.