الدولار يفقد عرشه أمام الجنيه مع اقتراب نهاية برنامج الإصلاح الاقتصادي.. مصرفيون: حرب أمريكا والصين التجارية وراء تراجع الورقة الخضراء.. وقوة العملة المصرية تزيد مع تسلم الشريحة الأخيرة من صندوق النقد

واصل الدولار انخفاضه أمام الجنيه على مدى الأسبوعين الماضيين ليسجل سعر متوسط اليوم الإثنين 16.71 جنيه للشراء مقابل 16.81 جنيه للبيع، بانخفاض قرشين عن سعر أمس الأحد في البنوك وشركات الصرافة، ومتراجعا عشرة قروش عن سعره قبل أسبوعين، ومقابل 16.81 جنيه للشراء، و16.93 جنيه للبيع في 26 مايو الماضي.
ويأتي هذا الانخفاض مع إعلان البنك المركزي المصري اليوم الاثنين مع ارتفاع صافي الاحتياطيات الأجنبية إلى 44.275 مليار دولار في نهاية مايو الماضي من 44.218 مليار دولار في أبريل،ومقابل 44.139 مليار دولار في نهاية مايو 2018.
ويتفق خبراء على أن هناك ارتباط بين هذا التراجع واقتراب مصر من نهاية برنامج الإصلاح الاقتصادي باتفاق مع صندوق النقد الدولي، والذي ساهم في ارتفاع قيمة سعر الجنيه أمام الدولار بحوالي 108 قروش منذ بداية 2019.
ويتوقع خبراء أن قوة الجنيه ستعزز مع اقتراب استلام مصر الشريحة الأخيرة من قرض صندوق النقد بقيمة ملياري دولار، والزيادة في ايرادات قناة السويس، وعودة العاملين بالخارج خلال إجازات الصيف، والتوقعات بنشاط القطاع السياحي خلال الشهور المقبلة.
وتؤكد مؤسسة "لايتهاوس" لأبحاث السوق، أن الجنيه مازال خاضعًا لإدارة محكمة ولا يعمل وفقا لنظام سعر صرف حر، كما أن صعود الجنيه المصري في الفترة الأخيرة يخالف الاتجاه النزولي العام في أصول الأسواق الناشئة العالمية.
محمد عبد العال الخبير المصرفي
وقال محمد عبد العال الخبير المصرفي، إن تراجع سعر الدولار نتيجة لتحسن معظم المؤشرات الاقتصادية، وتحسن مصادر النقد الأجنبي مع حالة الاستقرار السياسى، كما ستتزايد عمليات التنازلات الدولارية فمن المتوقع استمرار تراجع الدولار.
وأضاف في تصريح ل"البوابة نيوز"، تراجع الدولار نتيجة الحرب التجارية بين أمريكا والصين وتتولد عنها ركود اقتصادي عالمي إلا أن تخفيض سعر الدولار لتنشيط الاقتصاد ويعوض الركود وخفض سعر الفائدة ضغط علي السوق الأمريكي وبدء خلال الفترة الماضية خفض الدولار لأدني مستوي لها مع العملات الرئيسية ويزيد التدفق مع الجنيه.
وأشار إلي أن المواطن المستفيد من هذا الانخفاض لكن بعد 3 أشهر تبدأ الأسعار تنخفض للمستهلك النهائي ويستفيد المواطن بشرط انخفاض الدولار الجمركي مرتبط بالدولار الأمريكي.
وأكد، انخفاض الأسعار خلال أول 3 أشهر اعتبارًا من مايو وتوجد عوامل أخرى لارتفاع الأسعار ليس لها علاقة بالدولار وإنما هيكل الانتاج ضعيف ويجب أن يزيد سواء زراعي أو صناعي أو خدمي.
وتوقع محسن خضير، خبير مصرفي، تحسن في قيمة الجنيه عن الدولار ولا يوجد توقعات في ارتفاع الدولار.
ونصح خضير في تصريح ل"البوابة نيوز"، عدم ادخار الأموال في النقد الأجنبي لما حدث في انخفاض النقد الأجنبي.
الدكتور سعيد الفقي، خبير أسواق المال
قال الدكتور سعيد الفقي، خبير أسواق المال، مصر قامت بإصلاحات اقتصادية خلال الفترة الماضية بداية من قرار تحرير سعر الصرف لتيسير الاجراءات علي المستثمرين بما قامت ويعد ثورة اصلاح اقتصادي ونتيجة لما تم من جهد خلال العامين السابقين من خلال بنية أساسية وتشريعات وقوانين بداية من قانون الاستثمار الجديد ونقل نقلة حضارية وإلغاء البيروقراطية المعهودة في النظام الحكومي وتحديد فترات زمنية معينة لترخيص الشركات وبداية عملها وقانون الافلاس الجديد والتعديلات التي قامت عليه وإلغاء عقوبة الحبس علي المفلس المقصر واقصار علي المفلس المدلس وإلغاء القيود علي التحويلات البنكية وتعديلات قانون سوق المال ومجموعات من التشريعات والقوانين المشجعة علي الاستثمار أدت إلى دخول مصر ضمن 10 دول الأوائل على مستوى العالم من حيث الجاذبة للاستثمار والأولى أفريقيًا وانعكس تدريجيًا وبدأت في جني الثمار وانخفض قيمة الدولار نتيجة قلة الصادرات وانخفاض الواردات بمعنى أن السلع التي يتم استيرادها من الخارج يتم الاستعانة بديل منها من المنتجات المصرية لوجود سيولة دولارية وزيادة الصادرات أدي لوجود وفرة دولارية وأصبح الدولار في السابق سلعة تقتني لغرض الربح وأصبح الآن غير متوفر ومن يريد سهل الحصول عليه ونتيجة الإصلاحات الاقتصادية السابقة بدأ جني الثمار وانخفاض في تدريجي للدولار خلال الفترة السابقة عند 16.74 جنيه ونتيجة لعوائد قناة السويس وعودة نشاطها وتحقيق أفضل عائد خلال فترة زمنية.
وأضاف في تصريح ل"البوابة نيوز"، المستفيد من الانخفاض الحكومة بشكل عام والمواطن من خلال جهاز حماية المستهلك من خلال مراقبة منافذ البيع.
وتوقع، أن تستمر الدولار في الانخفاض التدريجي وتكون هناك صعوبات في أوقات زمنية معينة ويحصل عوائد كبيرة ارتفاع الجنيه أمام الدولار.