«آخرة المعروف يضربونا بالكفوف»، مثل شعبي قديم، يصف حال السيدة الثلاثينية «سالي»، والتي لم تتخيل أنها ستدفع حياتها ثمنًا لمعروفها، بعدما تعاملت بحسن نية مع «سايس»، عن طريق تقديم وجبات طعام له ومساعدته ماديًا لظروفه المادية الصعبة، لكنها لم تكن تعرف أنه سيرد الخير ب«الغدر»، بعدما صعد لمسكنها ليأخذ «الطعام»، كعادته، فاستغل تواجدها داخل الشقة بمفردها وحاول اغتصابها وعند محاولتها الاستغاثة بالجيران قام ب«ذبحها»، بطريقة وحشية وتركها غارقة في دمائها وفر هاربًا. «البوابة» انتقلت إلي مكان الواقعة داخل الحي الراقي في منطقة مدينة نصر، للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث البشع، من خلال روايات الأهالي وشهود العيان على تلك الواقعة المأساوية. في البداية، يقول «نادر عزب»، رجل أعمال ومقيم بذات العقار الذي شهد الجريمة، إن الجميع تفاجأ بالواقعة، ف«الضحية»، زرعت المعروف فحصدت الغدر، ودفعت حياتها ثمن إحسانها لشاب بلا قلب تناسى أن القتيلة لطالما أنفقت عليه وساعدته ماديًا، بعدما سلم عقله للشيطان فى لحظة ضعف، مشيرًا إلى أن المجني عليها في العقد الثالث من عمرها وكانت تقيم بصبحة طفليها داخل شقة بالطابق الخامس، والجميع هنا يشهد لها بحسن السمعة والسلوك وماحدث سبب صدمة لكل السكان فلم نتوقع أن تموت «ملاك»، العقار بهذه الطريقة البشعة. وأضاف: «القاتل يدعى علاء محمد، 32 عامًا قدم من محافظة الفيوم نحو المنطقة هنا منذ نحو 10 سنوات ليعمل «سايس»، بالشارع وقام باستئجار غرفة ليقطن بداخلها، وطوال هذه المدة لم يحدث تصرفات تغضب السكان فالجميع كان يتعامل معه برفق فكنا جميعًا نعطف عليه، ودائما ما يصعد ليأخذ الطعام من معظم شقق الجيران، مستطردا: «كنت أترك له مفتاح سيارتي وداخلها آلاف الجنيهات ولما أرجع أجدها كما تركتها ومش عارف هو ليه المرة دي عمل كده حرم طفلين صغار من حنان والداتهم، ووضع نفسه خلف القضبان ليقضي باقي عمره داخل السجن». وتابع: «يوم الواقعة سمعت صرخات عالية قادمة من ناحية الطابق الخامس، وعندما خرجت لاستطلاع الأمر، قال لي أحد الجيران: «لقينا مدام سالي مذبوحة داخل الشقة»، أمكست بهاتفي المحمول، وقمت بالاتصال بالشرطة على الفور، خلال 5 دقائق حضر الرائد أحمد ماهر، معاون أول مباحث قسم شرطة مدينة نصر، وبصحبته القوة المرافقة له، وبعدها لاحظت غياب «علاء»، السايس فسألت عنه الجميع فكان الجواب لا نعرف أين هو، بعد مرور وقت قصير وجدناه داخل مخزن خلف العقار، وبعد ضبطه من قبل رجال الأمن أعترف بالواقعة، مشيرا إلى أن القاتل صعد لشقتها، لإعطائه وجبة غداء، وعقب صعوده وفتحها لباب الشقة ثم توجهها لإحضار الوجبة ودلف خلفها، محاولا اغتصابها، وعندما قاومته، خشي من افتضاح أمره، فاستل سكينا من المطبخ وطعنها بأماكن متفرقة، وأثناء ذلك سمع طرقا بباب الشقة فقفز من الشرفة وسقط على المخزن خلف مما أسفر عن إصابته بكسر بالساقين. وتلقى قسم شرطة أول مدينة نصر بلاغا بالعثور على جثة ربة منزل 34 سنة، بداخل مسكنها الكائن بدائرة القسم، وبها جروح طعنية متفرقة والعثور على سكين مدممة بدورة المياه. وبتشكيل فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية، أسفرت جهوده عن تحديد مرتكب الحادث، وتبين أنه "سايس بالشارع محل سكن المجنى عليها ومقيم بدائرة مركز شرطة إطسا بالفيوم"، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، بمواجهته اعترف بارتكاب جريمته، تحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق التى أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.