المتهم قفز من الطابق الخامس محاولًا الهروب فأصيب بكسر في قدميه جريمة قتل بشعة، تجسد المعني الحقيقي للغدر والخيانة، سايس يستغل عطف وإحسان سيدة شابة له، فتجرأ "وعض" اليد التي أمدتها له بالخير، ليكون جزائها هو محاولة اغتصابها، وعندما فشلقتلها، بعد أن طلبت منه الصعود لإعطائه وجبة غذاء شهية، فبدلا من شكرها قتلها، ثم حاول الهرب من شرفة شقتها فسقط علي الأرض وأصيب بكسر فى الساقين، تم ضبطه واعترف بتفاصيل جريمته البشعة التي نسردها عليكم فى السطور التالية. ظل يرتدي ثوب الملاك شهورًا طويلة وربما لسنوات، عيناه كانت تحمل ملامح بريئة، لا أحد يسمع له صوتا، جميع سكان العقار يحبونه، لكن خلف وجهه البريء كان يكمن الشر، يختلس نظرات إلى داخل كل البيوت، يعرف الأسرار ولا يكتمها، رغم طبيعة عمله التي تستلزم الأمانة، أتى من بلدته بمحافظة الفيوم، باحثا عن فرصة عمل، ووافق اتحاد ملاك هذا العقار بالحي الهاديء بمدينة نصر أن يعمل سايس لتنظيف سيارتهم، استأجر حجرة بالقرب من عمله، الجميع كان يعطف عليه، يساعدوه بكل استطاعوا منحه له، فالله هو العاطي الوهاب. فى هذا اليوم، استيقظت سالي، أحد سكان العقار، كعادتها فى الصباح الباكر، طفلاها ذهبا إلى المدرسة، قررت شراء بعض المسلتزمات لبيتها، وأثناء عودتها فوجئت بنادر عزب، 32 عاما، السايس، يقف بجانب سيارة، نادت عليه، فألقى السيجارة من يده، أسرع إليها وهو يردد، "حاضر يامدام"، طلبت منه أن ينظف سيارتها، ويصعديعطيها المفاتيح، أنهى الشاب الثلاثيني مهمته بسرعة، صعد لشقتها بالطابق الخامس، يعلم أنها بمفردها، خياله المريض صور له سهرة حمراء مع سالي، طرق الباب، فتحت مدام سالي الباب، طلبت من نادر الدخول، والانتظار حتى تحضر له وجبة الغذاء، وقف الشاب، يتفحص شقتها والصور المعلقة على الحائط، وفى نفس اللحظة ظل الشيطان يعده بتحقيق ما فكر فيه وهوصاعد إليها يعطيها مفاتيح سيارتها، أغلق باب الشقة، دخل إلى المطبخ، وقبل أن تلتفت باغتها ممسكًا بها من الخلف مطوقا يديه حول جسدها، دفعته للخلف، وخرجت للصالة وهي تجري تستعين بصرخاتها، مستنجدة بالجيران لكن نادر أسرع خلفها، أمسك بها، وضربها على رأسها بقطعة خشبية، سقطت سالي على الأرض، لكنها لا تزال تشعر بما يدور حولها، هنا اتجه نادر ناحية المطبخ، واستل سكينا، كانت الأم الشابة تحاول الوقوف على قدميها، فوضع السكين على رقبتها، وهددها ما بين الاغتصاب والقتل، دفعته لكنه طعنها فى ظهرها وبطنها وأماكن متفرقة من جسدها بالسكين، سقطت سالي على الأرض تخور قواها، تنظر إلى هذا الشاب الخائن الذي يجسد المعني الحقيقي للغدر، وهى تتألم، غير مصدقة، وكأنها تقول له "ليه..؟!"، بعدها فارقت الحياة وتعود روحها إلى بارئها، ليبقى الجسد المسجى على الأرض شاهدًا على مجرم ربما ينتظره حبل المشنقة جزاءً على جريمته الشنعاء. جلس الذئب القاتل بجوار جثتها للحظات، يتذكر ما اقترفته يداه، محاولا الهرب من الباب لكن الجيران سمعوا صوت صراخها، اقتحمواشقة المجني عليها، فقفز المتهم من شرفة المنزل، لكنه سقط على باب حديدي بالمخزن الخلفي للعقار، وأصيب بكسر فى الساقين، وعجز عن أن يتحرك، أبلغ الجيران الشرطة،انتقل المقدم حسام ناصر رئيس مباحث مدينة نصر أول، والرائد أحمد ماهر معاون المباحث، وألقي القبض على القاتل فى المخزن الخلفي، وأمر اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة بإحالته إلى النيابة التي تولت التحقيق، وأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.