لم يعرف الكثير أن رفض النجم الراحل أحمد زكي لفيلم "الحريف" الذي قام ببطولته بعد ذلك الزعيم عادل إمام، كان سببًا أساسيًا في تجسيده فيلم "النمر الأسود" والذي حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه عام 1984. وفي ذكرى وفاته ال14 التي تحل، اليوم، نرصد القصة الحقيقية خلف اعتذار "زكي" عن الحريف؛ حيث إنه في أوائل الثمانينيات، قرر محمد خان وعاطف الطيب وبشير الديك، أصحاب شركة "الصحبة" للإنتاج الفني، إنتاج فيلم يحمل اسم "الحريف"، لكن لم يكن يعلم هذا الثلاثي أنه الفيلم الأول والأخير للشركة، هذا الفيلم، كما روى الراحل محمد خان، في مدونته (كليفتي)، التي دشنها قبل رحيله عن عالمنا في 26 يوليو 2016، كان مُحدد له أحمد زكي ليقوم ببطولته، قبل الاستقرار في النهاية على عادل إمام. قصة اختيار عادل إمام بدأت حينما عاند أحمد زكي وقص شعره على الزيرو، بالرغم من مطالبة "خان" له بإطلاق شعره وشنبه؛ خاصةً وأن سماحة وجه أحمد أيامها، عندما كان في منتصف الثلاثينيات من عمره، "كانت في حاجة لشوية خربشة" على حد تعبير "خان". واختار خان حينها عادل إمام للقيام ببطولة الفيلم الأبرز في مسيرة خان، وقال: "كان قرارنا نلجأ إلى عادل إمام ولو إن تسريحة عادل في الفيلم تؤرقني كل ما أشوف الفيلم.. لما وافق عادل ومضى العقد رحت لأحمد وكان ساكن أيامها في شقة مفروشة في مصر الجديدة، وأول ما دخلت عليه قلت له حمام (كما كنت أناديه) إحنا جبنا عادل إمام.. كان رد فعله كوول خالص وباركلنا ببرود ثم دخل الحمام". علاقة خان ب"زكي" كانت "ناقر ونقير وحب كبير"، هكذا وصفها المخرج الكبير في تدوينته عن كواليس فيلم الحريف، وظهر ذلك حينما كشف عن أسباب دخول أحمد زكي الحمام عقب علمه باختيار "خان" لعادل إمام من أجل تجسيد بطولة الفيلم: "حكالي بعد فترة طويلة إنه دخل الحمام عشان يشتمني ومسمعش الشتيمة". عدم قبول أحمد زكي لفيلم "الحريف" كان سببًا في تجسيده لأحد أهم الأدوار في مسيرته الفنية، وهو "النمر الأسود"، الذي صادف القدر فيما بعد أن يعرض الفيلمان في الوقت ذاته، إلا أن "النمر الأسود" حقق نجاحًا تجاريًا أعلى في دور السينما حينها.