عندما تنظر لصور بعض الأشخاص الذين أقدموا على الانتحار، ترى وجوههم ضاحكة وفي حياتهم اليومية يبتسمون عند مقابلة الناس، وأيضًا يذهبون للتنزه والتقاط الصور، لكن تتفاجأ بانتحارهم لمعاناتهم من الاكتئاب الحاد. الأمر لم يعد غريبًا هذه الأيام بعد انتشار هذه الظاهرة، لذلك أجرت "أوليفيا ريمز"، المرشحة لنيل الدكتوراه من جامعة كامبريدج، بحثًا حول هذه الظاهرة المخيفة. وذكرت "ريمز" في مقال نشره موقع "The Conversation"، أن غالبية من يخفون حالتهم النفسية الحقيقية ويلجأون إلى "الاكتئاب الضاحك" كمنفذ هروب، هم أولئك الذين يعانون من مزاج منخفض، وفقدان المتعة في الأنشطة، ويكونون أكثر عرضة للانتحار. وأوضحت أن هناك صعوبة بالغة في الكشف عن الأشخاص الذين يعانون من "الاكتئاب الضاحك"، ذلك لأنه يبدو أمام الجميع أنهم ليس لديهم سببًا للحزن، إذ لديهم وظيفة ومسكن وربما أطفال أو زوجات وأزواج، وتبدو حياتهم مستقرة في نظر الجميع. وأضافت "ريمز" في مقالها، أنه من الصعب تحديد ما هي مسببات "الاكتئاب الضاحك"، ولكن الحالة المزاجية المنخفضة من الممكن أن تنبع من أسباب مختلفة، مثل مشاكل العمل، وانهيار العلاقات العاطفية، والشعور كما لو أن الحياة ليس لها هدف أو معنى، مشيرةً إلى أنه هناك شخصا واحدا من بين كل 10 أشخاص يعانون من الاكتئاب، في حين هنالك ما بين 15٪ و40٪ من هؤلاء الأشخاص يعانون من "الاكتئاب الضاحك". وبحديثها عن أعراض هذا النوع من الاكتئاب، قالت "أهم الأعراض المرضية التي تبدو عليهم هي؛ الإفراط في تناول الطعام، والشعور بثقل في الذراعين والساقين، وسهولة التأثر بالنقد أو الرفض لشخصياتهم، ويعانون من الاكتئاب الحاد خاصة في فترات المساء وبعد الانعزال عن العالم الذي يخدعون فيه الناس بأنهم سعداء، كما أنهم يحتاجون للنوم لفترات طويلة.