وصف الكثيرون السيدة العذراء فى أشعارهم، فهى الأم الحنون المضحية، التى جاءت بالمسيح إلى العالم، والمؤمنة المطيعة لله التى يتغنى بقصتها الكثيرون منذ أكثر من ألفى عام. وقال عنها وليم بليك، الشاعر الإنجليزى، فى أغنية المهد: «نم نم أيها الجميل المشرق، نم حالما فى بهجه الليل، تجلس الأحزان الصغيرة للعويل». وسردت لنا لورين فور، مشهد الملاك وهو يتحدث إلى العذراء ويوسف، لتبدأ رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، قائلة: «اذهب أعد مطيتك، إلى مصر فى الحال هب، عذراءنا المباركة ويسوع الصغير اصطحب». أما عن قصيدة العشاء الرباني، التى كتبتها مارى جوليان بيرد، فكانت تصف العذراء مريم كالبحر الذى يتسع للجميع كصباح فيه بعد العاصفة، فكتبت لها لتتأمل فى نقائها، وقالت: «أيتها العظيمة والعميقة كالبحر أيتها الهادئة، يا مارى الحزينة، وحدة قلب الله العظيم وحدة الذى يسرى عنك». وقدمت فيرجينيا موران إيفانس، فى شعرها المبهج بعنوان «قربان أكتوبر» لماري، ويعنى أكتوبر هنا هو عيد الحصاد، حيث مدحت العذراء، وقالت: «فى الربيع نضع زهرة عند قدميك، أيتها العذراء الغالية ها نحن الآن نقدم لك أكتوبر ناضجا عذبا تفاحة حمراء من غصن روحى إنه حبنا». وقال إدجار آلان بو، الشاعر الأمريكي، طالبًا منها أن تبقى بجانبه وتسمع ما يقوله ويغنى لها: «يا سانتا ماريا فى الصباح والظهيرة وعتمة الغسق فى بهجتى ونحيبى ومسرتى وكروبى ظلى معى يا أم سيدنا حين تمر الساعات، وليس ثم غمامة تحجب السماء خشية أن تفر روحي». ويكمل: «فالحب الذى نتحدث عنه هو معنى الوجود الإنساني، الذى بدونه لا توجد سعادة، فهى العذراء التى نتحدث عنها دوما دون توقف ونتأمل فى جمالها الفياض وفضائلها، فهى تحبنى وأحبها وهبتْ لى نبع الحياة عطشتُ فسقتنى ماء الحياة، جعتُ فأطعمتنى خبز الحياة، سأكون لها أمينًا مدى الحياة، هى أمى وأختى وحبيبتى».
