جماعة تابعة للقاعدة تتوعد بسحق فصائل المعارضة السورية

تعهدت جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة بسحق فصائل المعارضة السورية التي تقاتلها في أسوأ اشتباكات بين فصائل المعارضة منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد. وأدى القتال بين المعارضين في سوريا إلى مقتل المئات على مدى الأيام الخمسة الماضية وأضر بشدة بجماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تتمركز في العراق وسوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الجماعة فقدت قاعدتها الرئيسية في مدينة حلب بشمال البلاد لصالح معارضين منافسين اليوم الأربعاء.
وصدر بيان الجماعة في تسجيل صوتي للمتحدث باسمها أبو محمد العدناني تم بثه في وقت متأخر يوم الثلاثاء بعد ساعات من دعوة زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الى هدنة. والاشتباكات التي اندلعت بين كثير من فصائل المعارضة السورية ومنها قوات إسلامية وبين الدولة الاسلامية في العراق والشام هي اعنف اقتتال بين فصائل المعارضة منذ اندلاع الحرب الاهلية في سوريا في النصف الاول من 2011. ودعا العدناني إلى سحق مقاتلي الفصائل الأخرى والقضاء على ما وصفها بالمؤامرة في مهدها.
وعلى الرغم من ارتباط كل من جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام بتنظيم القاعدة وترحيبهما بانضمام مقاتلين أجانب إليهما ركزت جبهة النصرة هدفها على الاطاحة بالأسد بدلا من اقامة دولة اسلامية بينما الهدف الرئيسي للدولة الاسلامية في العراق والشام هو اقامة دولة اسلامية.
وتعاونت جبهة النصرة بصورة اكبر مع فصائل المعارضة الاخرى وتفادت الى حد بعيد صراعات السلطة التي تخوضها جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام منذ انتزعت السيطرة على كثير من المناطق من جماعات اخرى. وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام هي فرع القاعدة في العراق لكن القيادة المركزية للقاعدة تعارض انتشارها إلى سوريا واعترفت بجبهة النصرة بدلا منها.
وقال العدناني إن مقاتلين سنة تورطوا في مؤامرة ضد جماعته.
ودعا في التسجيل الصوتي مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام إلى قطع رؤوس أي قادة للائتلاف الوطني السوري أو الفصائل المرتبطة به. وقال إنهم بدأوا هذه الحرب ضد جماعته ولذلك فإن كل من ينتمي لهذا الكيان يعتبر هدفا مشروعا مهما كان ما لم يعلن براءته منهم ويتوقف عن محاربة المجاهدين.
ولم يتسن التأكد من صحة التسجيل الصوتي ولكنه انتشر بشكل واسع على الشبكات الاجتماعية الاسلامية على الانترنت.
وشنت جماعات لمقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي سلسلة من الهجمات المنسقة على ما يبدو على جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام في شمال سوريا وشرقها بعد تزايد حدة التوتر معها على مدى شهور. ولقي هذا تأييدا من الائتلاف الوطني وهو التيار الرئيسي للمعارضة الذي يحظى بدعم الدول الغربية ودول الخليج. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن مقاتلين اسلاميين سيطروا يوم الاربعاء على القاعدة الرئيسية للدولة الاسلامية في العراق والشام في حلب بشمال سوريا والتي كانت يوما اكبر مدن البلاد والمنقسمة حاليا بين القوات الحكومية وقوات المعارضة.
وذكر المرصد أن نحو 385 شخصا قتلوا في الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية منذ صباح يوم الجمعة في محافظات حلب والرقة وادلب وحماة.
وأضاف أن 56 من القتلى مدنيون - بينهم تسعة أعدمتهم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في حين حوصر الباقون وسط القتال- و131 من مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام و198 من مقاتلي الفصائل المعارضة.
وقال ان قاعدة الدولة الاسلامية في العراق والشام كانت تقع في مستشفى للأطفال مضيفا أنه لم يتضح ما حدث لمئات المقاتلين المتمركزين هناك لكن ذكرت تقارير أن عشرات السجناء أطلق سراحهم.