جاء من السينما التسجيلية ليقف فى صف أبرز مخرجى السينما المصرية، إذ لمع نجمه بشكل واضح فى سماء السينما التسجيلية خلال السبعينيات، لينتقل بعدها إلى الشاشة الكبيرة، إنه المخرج خيرى بشارة. ولد خيرى بشارة عام 1947، عندما كانت والدته تزور أهلها فى منطقة الدلتا، وعاش هناك إلى أن أصبح عمره خمس سنوات، ثم انتقلوا إلى القاهرة، وبالتحديد، حى شبرا، وكان عاشقًا للسينما منذ صغره، وهو ما جعله يدخل المعهد العالى للسينما، وتخرج فيه عام 1967، وعمل كمساعد للمخرج. تفتح وعى خيرى بشارة على نكسة 1967، فأراد أن يغير الواقع، وكان سبيله إلى ذلك تغيير السينما التى تُصنع فى مصر، وكانت البداية من خلال السينما التسجيلية، خاصة مع إنشاء المركز القومى للأفلام التسجيلية عام 1967، وبعدها أصبحت الفرصة متاحة للإعلان عن جماعة السينما الجديدة، والتى كان خيرى أحد أعمدتها. وفى عام 1968، توجه إلى بولندا لدراسة الزمالة على سنة واحدة، وهناك التقى زوجته مونيكا كووالتشيك، وتزوجا فى شهر أكتوبر عام 1969، وبعد عودته من بولندا، عمل فى السينما التسجيلية، فأخرج عددًا من الأفلام التسجيلية المهمة، مثل «صائد الدبابات 1974»، و«طبيب فى الأرياف 1975»، و«طائر النورس 1977»، و«تنوير 1978»، والتى حصلت على تقدير نقدى وجوائز فى عدد من المهرجانات. وبعد نجاحه فى الأفلام التسجيليلة، قدم خيرى بشارة فيلمه الروائى الأول «الأقدار الدامية» عام 1980، وهو إنتاج مشترك مع الجزائر، ولم يحظَ الفيلم بأية فرصة للعرض داخل مصر لأسباب عديدة، إذ حاول فيه أن يصور وضع مصر بعد حرب فلسطين 1948، وذلك من خلال تعرضه للتناقض القائم بين طبقتين اجتماعيتين، الطبقة البرجوازية الحاكمة والمالكة، والطبقة العاملة والفلاحين، وكان بطولة نادية لطفى، وأحمد محرز، ويحيى شاهين، وأحمد زكى. وكان فيلمه الثانى «العوامة رقم 70»، الذى قدمه عام 1982، الانطلاقة الحقيقية لخيرى بشارة كمخرج جديد، ويعتبر النواة الحقيقية والمتكاملة التى بشرت بوجود السينما المصرية الجديدة كأسلوب أو تيار مستقل، واعتبره النقاد بداية للواقعية الجديدة فى السينما المصرية. وفى عام 1989، بدأ خيرى بشارة مرحلة فنية جديدة بفيلمه «كابوريا»، بطولة أحمد زكى، حيث تمرد على الواقعية الجديدة التى قدمها فى السابق، وقدم كوميديا غنائية تسخر من تناقضات الواقع الاجتماعى. وقدم بشارة العديد من الأفلام، أبرزها «يوم مر ويوم حلو، آيس كريم فى جليم، حرب الفراولة، أمريكا شيكا بيكا، رغبة متوحشة، الطوق والأسورة»، أما أبرز المسلسلات التى قدمها «بنت اسمها ذات، ريش نعام، أهل إسكندرية، الفريسة والصياد». ويعمل خيرى بشارة حاليًا، مدرسًا فى المعهد العالى للسينما، حيث يقود ثورة التصوير ب«الديجيتال»، والإنتاج المستقل للسينما.