أحلامها بسيطة تتلخص فى وظيفة لزوجها المريض وحياة كريمة لأبنائها، ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن، فارتفاع الأسعار والفقر أصبحا ينهشان فى أجسادهم، وأصبح توفير أبسط احتياجاتهم، وهو قوت يومهم أمر صعب الوصول إليه. قالت شربات عاشور، بائعة خضراوات: «عندى 44 سنة، وعيالى كلهم فى مدارس، ومش عارفة أعيشهم زى الناس، بقيت أخاف أما حد من عيالى يطلب منى حاجة وأبص فى الفلوس اللى معايا، ألاقيها مش هتكفى وألاقيه يبص للى فى إيد غيره ويكرهنى، مشيرة إلى أن ما تجلبه من بيع الخضراوات يغطى مصاريفهم الشخصية بصعوبة». واستكملت شربات: «من ضيق العيشة عيالى بقيت أصعب عليهم، وبقوا أما بيخلصوا مدارسهم بيروحوا يشتغلوا فى أى حاجة عشان يوفروا مصاريف مدارسهم وكل ده عشان ميحسسونيش بالعجز». اختتمت: «جوزى كان شغال عامل فى مصنع وحصلت له حادثة فى رجله وفصلوه بعدها، وعمال يدور على شغل ومحدش راضى يشغله عشان عجز رجله، فيا ريت الحكومة تساعده يا توفر له شغل يا تعملنا معاش نأكل بيه عيالنا ويساعدنا فى المصاريف، بدل ما ينتهى بينا الحال ونشحت ويبقى ذنبنا فى رقبة الحكومة».