تنتهي لجنة "الخمسين" من وضع اللمسات الأخيرة في دستور مصر، وأوصت بتقديم الانتخابات الرئاسية على نظيرتها البرلمانية، وهو ما يخالف خارطة الطريق التي شاركت في وضعها كل التيارات الحزبية والبرلمانية، ما دعا "البوابة نيوز" لاستقصاء رأي بعض الأحزاب والحركات السياسية حول موقفهما من هذه القضية. أكدت إسراء عبد الفتاح، الناشطة السياسية، أن لديها خوفًا شديدًا من قرار لجنة "الخمسين" تقديم الانتخابات الرئاسية على نظيرتها البرلمانية، وهو ما يعد مخالفًا لخارطة الطريق التي اتفقت عليها القوى السياسية منذ فترة. وأضافت إسراء: "من ينوي تغيير خارطة الطريق لابد أن يصب هذا التغيير في مصلحة البلد، وتكون لديه دلالات واضحة وأسباب قوية تدفعه لتغيير خارطة الطريق، وهو ما لم نجده متوفرًا حتى الآن، فلم يظهر لنا أي سبب واضح أو حجة قوية تجعلنا نوافق على تغيير خارطة الطريق". وعبرت إسراء عن خوفها وقلقها الشديدين تجاه عدم الالتزام بخارطة الطريق قائلة: "أخشى عدم الالتزام بخارطة الطريق، وهو ما يمكن أن يفتعل عددًا من المشكلات والأزمات داخل الشارع المصري". وأكدت هبة ياسين، المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي، أن تقديم الانتخابات الرئاسية أولا، هو القرار الصائب، ويصب في مصلحة الجميع، مضيفة أن الانتخابات الرئاسية أولا تنهي الفترة الانتقالية مبكرًا، ما يزيد من استقرار البلاد، وهو ما تسعى له كل القوى الثورية والحزبية، لاسيما المواطن العادي في الشارع. وشددت هبة على أن تقديم الانتخابات الرئاسية لن يثير أي مشكلات، لأن خارطة الطريق ليست ملزمة، فمصلحة الوطن والمواطن أهم شيء يجب وضعه في الحسبان. وأشارت هبة إلى أن كل شيء يمكن تعديله، طالما هناك فائدة تصب في مصلحة المواطن، حتى ولو كانت خارطة الطريق، فلن تعترض أي قوى ثورية أو حزبيين على قرار يفيد مصر. وأوضح محمد أنور، سكرتير عام حزب الاتحاد، أن الحزب من البداية يطالب بتقديم الانتخابات الرئاسية على نظيرتها البرلمانية، وذلك تغليبًا لمصلحة الوطن. وأضاف أنور، أن تقديم الانتخابات الرئاسية ينهي المرحلة الانتقالية في أسرع وقت، حيث يصبح للوطن رئيس يرعى شئونه ويعمل على مصالحه، وبالتالي تنتهي حالة الكر والفر الموجودة الآن. وأكد أنور أنه على الجميع التوافق على الانتخابات الرئاسية أولا، نظرًا لتوافق لجنة "الخمسين" عليه، ومصلحة الوطن التي تقتضي ذلك، وتهدئة للأوضاع في الشارع. وتوقع أنور حدوث عدد من المشكلات من بعض الجهات التي سوف تعترض على تقديم الانتخابات الرئاسية، وهو ما وصفه أنور ب "التصيّد" وقال: "تلك تيارات لا تنشغل بأمور الوطن، ولكن بأمورها الشخصية". أوضح المهندس حسين منصور، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الالتزام بالانتخابات البرلمانية أولا، هو ما يجب أن تصر عليه كل القوى الثورية والحزبية في مصر، لأنه التزام بخارطة الطريق التي شاركت كل القوى في مصر في وضعها. وأضاف منصور، أن تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية يثير جدلًا نحن في غنى عنه، خاصة مع كم المشكلات الهائل الذي يحيط بالوطن، فهل نعمل من أجل إضافة مشكلة جديدة إلى المشكلات الموجودة. وشدد على أن مصلحة الوطن فوق كل شيء وفوق كل توصيات، ومصلحة الوطن تقتضي الالتزام بخارطة الطريق، التي تقيد صلاحيات الرئيس وتمنح البرلمان تحديد هوية الوطن. ونفى منصور أن تحدث مشكلات بين القوى الثورية والحزبية بسبب تلك النقطة، وقال كل هذه التيارات تبتغي مصلحة الوطن، والكل يسعى لها، وما فيه مصلحة الوطن سيتفق الجميع عليه.