أكد الدكتور محمد رضا حبيب، الخبير الإعلامى ورئيس تحرير بقناة "إكسترا نيوز"، أن مستقبل الإعلام فى مصر أمر لا يخص الإعلاميين وحدهم ولكن يخص المجتمع ككل لأن الإعلام هو السلطة الشعبية الاقوي وهو القوي الناعمة لمصر داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أن الإعلام يعد أيضا أحد أهم وأخطر أسلحة الحروب الحديثة المستخدمة بين الدول سواء في الحرب النفسية أو الشائعات وغيرها. وقال حبيب خلال حديثه عن مستقبل الإعلام في الجلسة النقاشية التى نظمها مركز النيل للإعلام بالقاهرة التابع للهيئة العامة للاستعلامات بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "الإعلام المصرى بين الواقع والرؤية المستقبلية" والتى حاضر فيها كوكبه من الخبراء والإعلاميين، أنه إذا كنا نتحدث عن المستقبل بالنسبة للإعلام فيجب الابتعاد عن التهوين أو التهويل، مؤكدا أن الحديث عن المستقبل مرتبط بالمناخ السياسي والاقتصادي العام ثم بتفاعل ودور كل أطراف العملية الإعلامية داخل هذه المنظومة سواء الإعلاميون أنفسهم أو المؤسسات الإعلامية أو الهيئات الوطنية للإعلام إضافة إلى النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني. وأضاف أن الحكومة فشلت في تسويق قرارتها للشعب عن طريق الإعلام بالإضافة إلى أن وظيفة المتحدث الرسمي والإعلامي في الحكومة تحتاج ثورة، وإعادة نظر في معايير الإختيار وطبيعة الادوار والتصريحات التي تخرج منهم، وعلاقتهم بوسائل الإعلام والصحفيين. وأشار حبيب إلى أن الجمهور هو كلمة السر في اعلام المستقبل وله تأثير كبير على المهنة وصناعها، لأنه أصبح فاعلا ويملك البديل الأكثر انتشارا والذي يعبر عنه ويثق فيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة علي تليفونه المحمول وكل التوقعات الموضوعية والتقنيات وتطور التكنولوجيا الحديثة يؤكد أن المستقبل يحمل فرصة أكبر أمام الجمهور ليس فقط للمشاركة والتفاعل بل صناعة إعلامه الخاص، خاصة مع بروز مصطلحات صحافة المواطن وعصر ما بعد التفاعلية. فالجمهور لم يعد متلقي سلبي للمادة الاعلامية بل أصبح فاعلا ومشاركا باعلامه الذي أصبح ينافس الإعلام التقليدي بقوة بل يفرض أجندته على الصحف والقنوات التليفزيونية لكن هناك بعض الإشكاليات منها غياب الموضوعية، والتدريب، والتأهيل، وترويج الشائعات. وشدد الخبير الإعلامي، على ضرورة الاهتمام بالتربية الإعلامية باعتبارها فرض عين وتدريسها وتوعية الجمهور بأهميتها قضية أمن قومي لانها أحدث وسائل التصدي لحروب المستقبل، ليست باعتبارها "مشروع دفاع" يهدف إلى الحماية من الحروب الحديثة فحسب، بل هي "مشروع تمكين" أيضًا، يهدف إلى إعداد الرأي العام، لفهم كيفية التعامل مع الإعلام، وتعلم مهارات التفكير الناقد، لحسن الانتقاء والاختيار منها، والمشاركة فيها، سواء عن طريق تدريسها في مناهج التعليم أو دورات تدريبية أو برامج توعية في وسائل الإعلام.